نؤيد التدخل العسكري الروسي بكل إمكاناته لضرب الإرهاب التكفيري بعناوينه المختلفة في سوريا والعراق بلا تحفظ
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج طلاب مدارس المصطفى(ص) والبتول(عها)، في قاعة الجنان، طريق المطار، 6/10/2015،
وأبرز ما ما جاء فيها:
لاحظوا ماذا تفعل إسرائيل في المسجد الأقصى، لقد حاولت مرارًا وتكرارًا خلال الفترة السابقة أن تزيد من عدد المستوطنات، وأن تدخل إلى الحرم الآمن، وتعمل على إفساح المجال أمام اليهود ليدنسوا المسجد الأقصى مستفيدين من الاضطراب الموجود في العالم الإسلامي والعربي بحيث أن الناس يتلهون بمشاكل صنعها لهم الغرب وإسرائيل لينصرفوا عن القضية الأم والأساس وهي القضية الفلسطينية، لكن الحمد الله الشعب الفلسطيني شعبٌ مجاهد وحي، بالصدور العارية يواجه هذا الاحتلال ويفضحه أمام العالم ويبرز للجميع بأن بيت المقدس ليس سائبًا ولا يمكن لإسرائيل أن تصنع ما تشاء بوجود هؤلاء المجاهدين، ولكن هذا يلقي مسؤولية على العالم العربي والإسلامي لنصرة هؤلاء، ونحن لا نطالب من هذا العالم إلاَّ أن يصرخ ويعترض وأن يعبِّر ويصدر البيانات لأن هذه الأعمال بحد ذاتها تُنشئ جوًّا مساعدًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني كي لا يبقى وحده، ومن يفعل هذا يربح، لأن القضية الفلسطينية قضية حق وشرف وكرامة.
طالما قلنا بأن كل مآسينا في المنطقة هي بسبب إسرائيل، لولا إسرائيل لما كان هناك اجتياح للبنان، لولا إسرائيل لما كان هناك تخريب في سوريا وتونس ومصر والمناطق المختلفة، لولا إسرائيل لما كان هؤلاء الذي يتربعون على عرش القيادة في منطقة الخليج برعاية أمريكية من أجل أن يحافظوا على خطوات تؤدي إلى المحافظة على إسرائيل والقبول بها في المنطقة، دائمًا يجب أن نقول للعالم هذه غدة سرطانية يجب أن تُقتلع وأن تزول من الوجود.
الغرب وعلى رأسه أمريكا هم الذين مكَّنوا الإرهاب التكفيري من الانتشار في منطقتنا، متى أعلنت داعش دولتها في الموصل؟ قبل سنة ونصف تقريبًا، ومتى بدأ الانتشار والحضور التكفيري في سوريا؟ قبل أربع سنوات تقريبًا، كيف أتى هؤلاء إلى منطقتنا ليقيموا دولتهم ويتربعوا على عرش المنطقة؟ عبر البوابة الأردنية والبوابة التركية وبالأموال السعودية والقطرية والخليجية وبالرعاية الأمريكية الأوروبية الدولية التي قدمت كل الإمكانات العسكرية وكل التسهيلات السياسية. إذًا هم الذين ثبَّتوا دعائم الإرهاب التكفيري في منطقتنا، ولكن الحمد لله كان محور المقاومة يقظًا فواجههم. والضربات التي حصلت ضد الإرهاب التكفيري حصلت بيد محور المقاومة، فمحور المقاومة هو الذي أخرج التكفيريين من لبنان وجعلهم ينكفئون أو يُسجنون أو يُقتلون، وهو الذي طردهم بعيدًا عن الحدود اللبنانية السورية في عدد كبير من القرى، دور محور المقاومة هو الذي حرر ثلث العراق من الإرهاب التكفيري، محور المقاومة هو الذي أدَّى إلى صمود سوريا في وجه تدميرها أربع سنوات ونصف حتى الآن ولم يتمكنوا من فعل شيء، محور المقاومة هو الذي برَّز زينته وقيادته المتمثلة بإيران الإسلام لأنها وقفت تحاور العالم لتنتزع اعترافًا بحقها النووي والسياسي في الوجود بسبب صلابتها وثباتها.
إذًا اليوم أصبح واضحًا أن الذي أنشأ الإرهاب التكفيري هو المحور الغربي، وأن الذي واجه الإرهاب التكفيري هو محور المقاومة.
قرأت تقريرًا أن عدد غارات التحالف الغربي على داعش في سوريا والعراق منذ سنة حتى الآن هو 3500 غارة، ونرى أن هذه الغارات حول أماكن تواجد داعش لتستقر في الأماكن الموجودة فيها ولم نسمع بقتلى أو تغيير ديمغرافي ولا جغرافي ولا تأثير في الموضوع، والآن جاءت روسيا وخلال 72 ساعة أطلقت ثلاثين غارة جوية وأصابت عشرات الأماكن في هذه الغارات، ودبَّ القلق والرعب وتغيَّرت معادلات، وبدأوا يهربون من أماكن إلى أماكن أخرى ويُخلون مراكز ومعسكرات، وقام الغرب من أوله إلى آخره يعترض على ثلاثين غارة! لذا نحن نعلن كحزب الله أننا نؤيد التدخل العسكري الروسي بكل إمكاناته لضرب الإرهاب التكفيري بعناوينه المختلفة في سوريا والعراق بلا تحفظ، لأننا نعتبره موجَّهًا ضد هؤلاء الذين يعطلون حياة شعوبنا في المنطقة وليسوا من أهلها ولا من دينها ولا مذهبها ولا ينتمون إلى الإنسانية التي نريد أن نعززها وأن نثبتها بعز المقاومة وانتصاراتها على أعداء الله تعالى ليعيش شعبنا بطمأنينة وأمان.
التسوية لإعادة عمل الحكومة هي تسوية معقولة ومنطقية ونحن ندعو إلى تنفيذ ما اتُّفق عليه في جلسة الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وفي الاتصالات التي قادها الرئيس بري في جلسات الحوار وفي المناقشات الجانبية التي كانت تجري لإيجاد هذه التسوية العادية جدًا من أجل إعادة الحكومة إلى العمل وهذا ربح للجميع وربح للبنان، ولكن للأسف بعض القوى السياسية امتهنت التعطيل لأنه لم يعد لها لا وزن سياسي ولا مستقبل ، هم يعطلون ولكن لا يوجدون الحلول.
ليكن معلومًا أن لبنان وحيدٌ في هذه المنطقة المضطربة، فلا أحد يفكر بلبنان ولا بحلِّ مشاكله ولا بمستقبله إن لم يفكر اللبنانيون بإنتهاز هذه الفرصة من الاستقرار السياسي والأمني فسيخسرون، هذه مسؤولية اللبنانيين ليستفيدوا من هذه المرحلة الحساسة التي إذا خسروها فهذا يعني أن خسارتهم ستكون كبيرة ومدوية في آنٍ معًا.
اليوم أريد أن أطرح فكرة جديدة فيها نوع من التحفيز: تعالوا نتبارى في اجتراح الحلول، بدل أن نتحدث عن المشاكل، ونحمِّل بعضنا بعضًا مسؤوليات التعطيل، ماذا لديكم يا جماعة 14 آذار ونحن نقول ماذا لدينا، ولكن بطريقة إيجابية، سأفتتح هذا المزاد بمجموعة من الاقتراحات الإيجابية وانتظر ردهم إما باقتراحات إيجابية أو الموافقة على هذه الاقتراحات لنحل المشكلة: نقترح عليهم إزالة العقبات عن طريق عمل الحكومة من أجل أن تعود إلى الاجتماع وتصريف شؤون المواطنين بتسويات مقبولة من الطرفين.
نقترح أن يبدأ انعقاد المجلس النيابي ولو بتشريعات محدودة سموها الضرورة أو قوانين تمس شؤون الناس، سموها سلم الرواتب والرتب، سموها بعض القروض التي تحل المشكلة، ولكن فلينعقد المجلس النيابي ولو بالحد الأدنى للقوانين التي تريدونها لتتحرك عجلة البلد.
نقترح عليهم أن نناقش برنامج عمل رئيس الجمهورية وأن يُعقد معه اتفاقات حول المرحلة المقبلة، ليكون الرئيس القوي الذي نختاره ملتزمًا معكم بتفاصيل نحن حاضرون أن نكون جزءًا منها من أجل أن نبني هذا المستقبل بطريقة إيجابية.
سلة الإيجابيات كثيرة، ندعوكم إلى قانون انتخابات، ونحن نرى أن النسبية هي الحل، إذا كان لديكم حل منطقي أو شعبي أو يمكن أن ينصف الناس فتعالوا إلينا.