الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم:نحن سنقاوم حيث يتطلب مشروع المقاومة/ مؤتمر التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان في 30/5/2015

الشيخ نعيم قاسم:نحن سنقاوم حيث يتطلب مشروع المقاومة/ مؤتمر التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان في 30/5/2015
نحن سنقاوم حيث يتطلب مشروع المقاومة

الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان "طب الأسنان تقنيات وحداثة" والذي نظمه التجمع الإسلامي لأطباء الأسنان والهيئة الصحية الإسلامية في مطعم الساحة - طريق المطار.

ومما جاء فيها:


مبارك لكم تحرير عام 2000 المشرف والعظيم الذي حصل  ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، أعلم أن البعض يغتاظ من هذا الثلاثي، انتظر جميعًا من عام 78 إلى عام 2000، وكنا وراء القرار 425، وخضنا المحافل الدولية وصعدنا المنابر نتحدى بسهام الـ 425 لنطرد إسرائيل، فلم تُطرد من شبرٍ واحد من الأرض اللبنانية، بينما استطاعت بندقية المقاومة أن تطرده من حوالي 1000 كلم2، وهي المساحة التي كانت تحتلها إسرائيل بعد سنة 1985م أي ما تبقى من الاحتلال، وهذا إنجازٌ كبير يدل على أن المحتلين لا لم يمكن أن يخرجوا لا باللياقة ولا بالنقاش ولا بالحق وإنما بالإرادة الصلبة التي تنبع من الإيمان مصحوبًا ببندقية يصلي مجاهدها من أجل أن تحقق إصابة متقنة لا تخيب إن شاء الله تعالى، وهذا ما حصل مع المقاومة في لبنان فخرجت إسرائيل ذليلة في أعظم وأكبر وأشرف انتصار حصل في منطقتنا خلال القرن الماضي في مواجهة المشروع الإسرائيلي، ولا زالت آثاره العظيمة تتالي حتى يومنا هذا وستتتالى إلى المستقبل بإذن الله تعالى.
اولا: حزب الله مع قيام الدولة لمن يريد أن يتعرف على حزب الله ولم يعرفه رغم الشمس المضيئة التي استمرت من سنة 1982 حتى الآن، واعلم أن البعض لا يرى التحرير في سنة 2000 تحريرًا وإنما هو انسحاب إسرائيلي وربما حصل اتفاق كما يقولون، هؤلاء الحمقى يفكرون بهذه الطريقة، ونحن لا نتوجه لهم إنما نتوجه إلى الذين يفكرون ويفهمون وإلى الذين يقدرون، حزب الله مع قيام الدولة وهو الذي دعم دورها, لقد كانت الدولة ضائعة ومهترئة مع الحرب اللبنانية الأهلية من ناحية والاحتلال الإسرائيلي من ناحية أخرى، فساهمنا في قيامها, وكنا الدعامة المركزية لها في ثنائية تلازم الإعمار والتحرير، وهذا ما أثبت جدواه وبيَّن أن انتعاش الجنوب اللبناني ولبنان بشكل عام كان بعد التحرير أكثر بكثير مما كانت عليه الأوضاع قبل ذلك.
 أعطينا الدولة كحزب الله وساعدناها ولم ندخل في حكوماتها إلى سنة 2005 زهدًا بقطعة الجبنة التي تنتج عن الاقتسام، ورغبة في أن تسير عجلات الدولة نحو البناء، ساعدنا الدولة على بسط سلطتها كنا ظهيرًا لها، ولم نجعلها مطية لنا كما فعل بعض الذين وصلوا إلى الإبراء المستحيل.
 إن مساهمة حزب الله في الاستقرار السياسي محل شهادة الجميع في الداخل والخارج، وذلك بسبب الفصل التام بين دور المقاومة وقوتها ومشروعها, وبين التعاطي مع الشأن الداخلي اللبناني بحسب القوانين المرعية الإجراء.كنا نذهب إلى صناديق الانتخاب بالأوراق التي توضع في الصناديق وليس بالسلاح، ولطالما سمعنا في بلدان كثيرة أن المقاومين أو المسلحين يفرضون إراداتهم ولكننا قبلنا أن نُعامل كمجردين من السلاح، ونحن راضون بذلك لأن سلاحنا في مواجهة المحتل وليس في صناديق الاقتراع ولا في القوانين الداخلية.
 لم نستغل إنجازاتنا في مواجهة إسرائيل والتكفيريين في المكاسب الداخلية، مع العلم أن الكثير من المقالات الخطابات والنقاشات تلومنا بأننا لم نأخذ حصتنا بسبب المقاومة، ذلك أننا نريدها نزيهة عزيزة صافية صادقة، قلنا بأن المقاومة للتحرير وستبقى للتحرير ولن تكون يومًا لا من أجل الرئاسة ولا النيابة ولا إدارة عامة وإنما ستكون لمصلحة الإنسان الحر الكريم.
ثانيا: من يسعى لتعديل موقعه في السلطة السياسية بالاستناد إلى الأجنبي وإلى دعمه لا يعمل لمصلحة لبنان الدولة.
وهنا أسأل: لماذا لا يتم انتخاب بالرئيس الأقوى في لبنان؟ وكلنا يعرفه بالإحصاءات والأدلة، وهو الذي يستطيع إعطاء الالتزامات والتعهدات وهو صادقٌ فيما يقول ويستطيع أن يحمي التزاماته، لقد جربنا الرئيس الذي لا لون له، فضاع وأضاع، دعونا نجرب خيارًا واعدًا، وفي النهاية الحكم لصناديق الاقتراع التي تؤيد الناجح وتحاسب المخطئ، وإلاَّ أن نبقى بهذا الشكل فهذا يعني أن لا تكون للبنان رئاسة لفترة طويلة من الزمن.
 إن ربط الرئاسة بالتطورات الخارجية والضغوطات الأجنبية والعربية هذا يعني بقاء الفراغ، وكلما استمرت المراهنة على الخارج استمر الفراغ.
وهنا أسأل: لماذا يتم تعطيل المجلس النيابي وتشريعه لمصلحة الناس؟ قالوا:  بأنه ضغطٌ من أجل رئاسة الجمهورية، وها هو الضغط لمدة سنة لم ينفع ولم يؤدِ إلى انتخاب الرئيس، هذا الضغط ليس في محله، لأن الانتخاب لا يمر من الضغط على المجلس النيابي، وإنما يمر بالتفاهم فيما بيننا والتوقف عن تلقي التعليمات من الخارج.
ثالثا: حوارنا كحزب الله مع المستقبل هدفه تخفيف الاحتقان وتعطيل أرضية الفتنة، نحن سنستمر بالحوار لأننا نعتبر أنه الطريق المناسب والمتاح في هذه المرحلة، ولكن أداء حزب المستقبل المتوتر وتصريحات بعض مسؤوليه المأزومة تضر بهذا الهدف وتضعف آثاره.
رابعا: حربنا في القلمون لحماية لبنان ومقاومته، ولولا المواجهة في سوريا لكانت المفخخات في شوارع بيروت والضاحية وجونية وصيدا وفي كل مكان في لبنان.
 لقد أعلن سماحة الأمين العام(حفظه الله) بأن الدولة هي مسؤولة عن تحرير جرود عرسال، ونحن بانتظار قرارات التحرير من الحكومة بالطرق والأساليب التي تراها مناسبة، نحن لا نلزم الدولة بآليات التحرير، ولا نكون مكانها في إجراءاتها، ولكن عليها أن تتخذ الإجراءات المناسبة.
 وعندما نتحدث عن محتلين في منطقة البقاع إنما نتحدث عن محتلين في جرود عرسال وليس عن عرسال ونطالب بالمعالجة, فليقل لنا حزب المستقبل ما هو موقفه من المحتلين في جرود عرسال؟ وكيف يحمي عرسال منهم؟ بدل أن يطبل ويزمر بأن يخشى على عرسال مِنْ مَنْ؟ ممن يريدون تحرير جرود عرسال أو يطالبون بهذا التحرير، هذا غير معقول!
 نحن خلف الدولة في تحرير الأرض؟ ولكن هل المطلوب أن ننتظر 22 سنة بحجة المسؤولية الحصرية للدولة كما انتظرنا في القرار 425 لتحرير الجنوب من إسرائيل؟ وماذا لو لم وضع البعض العراقيل بوجه الدولة كي لا تقوم بواجبها؟ وماذا لو لم تستطع الدولة معالجة هذا الملف؟ نحن ننتظر ولسنا مستعجلين على الإجابة، ولكن في نهاية المطاف هذا موضوعٌ محل اهتمامنا، وأهلنا ولبناننا يريد بكل إصرار أن تتحرر جرود عرسال.
خامسا: يعرج شهداء الدفاع المقدس من حزب الله في أنبل المواقف، ويشيعهم الأهل والأصحاب والأبناء بافتخار وتصميم لمتابعة الطريق، وبكل صراحة لن تجدوا في العالم أرقى وأعظم من نموذج عوائل الشهداء والشهداء هؤلاء الذين يتفاعلون مع قضية التحرير والذين غذوها بدمائهم ومواقفهم وتربيتهم وصلابتهم. نحن نفتخر أن بيننا مثل هذه العوائل، نحن نفتخر أن منا صناع النصر والكرامة والموقف، نحن نفتخر أن منا من لا يخشى إلاَّ الله تعالى ويواجه كل التحديات، وبدل أن يباركوا لنا ويشاركوننا ونحن ندعوهم إلى ذلك في الفخر والنصر يتباكى أتباع المشروع المناصر للتكفيريين على عوائل الشهداء وأبنائهم، ويعتبرون أنها خسارة كبرى ومشكلة تحصل في المناطق وبين العوائل والبيوت، لو كان بإمكانهم أن يحصلوا على تصريح واحد معارض لملؤوا وسائل الإعلام وضربوا بألف أو ألفين، ولكن حيثما ذهبوا وجدوا العنفوان والاستعداد للمتابعة، أقول لهم:ارحموا أنفسكم وعوائلكم بالصدق، شهداؤنا لا يحتاجون نواحكم، ولن يتأثروا به، ولكن مشهدكم مقزز أمام شركائكم في الوطن.
 نحن سنقاوم حيث يتطلب مشروع المقاومة، وسنبقى في الميدان ما دامت الحاجة إلى الميدان، ولن تثنينا لا التصريحات ولا التهويلات ولا جمع العالم، المقاومة مستمرة وستبقى أقوى ومنتصرة وإن شاء الله تعالى ستكون في الساحة التي تحتاجها، فحضور المقاومة هو الكرامة والتحرير وليست الجغرافية ولا كل العناوين التي يضعونها، لكننا لن نرضخ للاحتلال مهما علت الصيحات
سادسا: نحن نواجه مشروعا خطيرا في منطقتنا, وهو المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي أضيف إليه التكفيري ثم أضيف إليه السعودي هذا المشروع الخطير خيَّر بين منطقة بين أمرين سيئين: الفوضى أو التبعية. لكننا لن نقبل التبعية وسنحاول أن نواجه هه الفوضى.
 أسألكم: ما الفرق بين الطائرة الإسرائيلية التي تقتل الفلسطينيين أطفالًا ونساءًا وتدمر بيوتهم،  والطائرة التي تقتل بالعشرات والمئات من المدنيين بحجة مكافحة الإرهاب ثم تعتذر، والطائرة السعودية التي تعبث في اليمن وتقتل أطفالهم ونساءهم وتدمر بيوتهم الفقيرة، والذبح التكفيري لمئة أو مئتين أو أكثر حسب التوسع الذي يحصل مع هؤلاء، هل أن الذبح مستنكر لأنه فردي، أما القتل بالجملة فهو مرفوض لأنه جماعي! هل قطع الرأس بسكين أمرٌ خطير ومعيب، أما تشتيت الرأس والبدن والأعضاء بقصف الطائرة أمرٌ حضاري! هؤلاء يقومون بعمل الشيطان.
يتآزرون على مشروعهم، ويبارك بعضهم لهم في لبنان، بل يدافعون عنهم, ويدعمونهم كما يقولون فقط بالحفاضات والحليب. نحن لا نسأل كيف تدعمونهم هذه مشكلتكم وتبريراتكم، نحن ضد المشروع المنحرف بصرف النظر عن آلية الدعم، ونحن مع المشروع للتحرير بصرف عن النظر عن حجم الدعم.
 أعلنت إسرائيل أن داعش ليست خطرا عليها, وأعلن بعضهم في لبنان أنها ليست خطرًا على لبنان, ما هذا التناغم في المواقف! ألا يعبر ذلك عن أنهم في خندق واحد؟ يحق لنا أن يؤازر بعضنا بعضا وهذا مصلحة للجميع، وذلك قبل أن يقضوا علينا بتفرقنا "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا".
 يقولون أنهم ضبطونا بأن إيران تدعمنا، من قال أنها مضبطة تدون بحقنا، نحن نعلن أمام الملأ بأننا نفتخر بدعم إيران، وخيرٌ لنا أن نكون مع إيران من أن نكون مع أمريكا وإسرائيل.إيران أعطتنا ولم تأخذ منا شيئًا، إيران ساعدتنا على تحرير أرضنا ولم تأخذ منا، إيران مدتنا بأسباب القوة ونحن الذين نجحنا في منطقتنا، ولكنهم يتنصلون ممن يدعمونهم، يقولون: السعودية وأمريكا لا تدعمنا ويتركون لنا الخيار، هم يسلبونهم خياراتهم وقرارهم، والحمد لله نحن نملك قرارنا وخياراتنا وهذا هو الأصل، أما هم فلا قرار لهم وهم ضائعون مع الضياع الموجود في المنطقة.
 إنَّ أزمة المنطقة طويلة لا تعد بالأشهر بل بالسنوات، ومسارات الحلول على كل الأصعدة لم تبدأ بعد، وكما نجحنا في حماية  لبنان واستقرار بإمكاننا أن ننجح في تيسير أمورنا وخدمة الناس، ولكن نطالب شركاءنا في الوطن أن يعودوا إلى وطنيتهم وأن يتوقفوا عن تلقي الأوامر من الخارج، تعالوا لنتصافح ونتعاون لنخدم الناس فيرضى عنا الناس ويرضى عنا الله تعالى.