الموقف السياسي

الشيخ نعيم قاسم: سجلوا للتاريخ نصر القلمون هو منعطف له ما بعده/ مؤتمر التجمع العالمي لعلماء المقاومة في 27/5/2015

سجلوا للتاريخ نصر القلمون هو منعطف له ما بعده، لقد عطَّل هذا النصر أي أملٍ بإمارة النفاق التكفير في تلك المنطقة

الكلمة الكاملة التي ألقاها في اجتماع الهيئة الرئاسية للتجمع العالمي لعلماء المقاومة في مطعم الساحة - طريق المطار.

ومما جاء فيها:


بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نجتمع من خلال الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، لنؤكد على ثوابتنا ومواقفنا، ولنعلن للملأ بأن هذا المسار الذي اخترناه هو مسار سليمُ ومسددٌ ومؤيد وأننا سنتابع فيه إلى النهاية مهما بلغت التضحيات، ومن المهم أن نعرف جيدًا بأن فلسطين هي الأصل والمحور، ومهما جرى من تحديات وصعوبات وتعقيدات علينا أن نشير بالبوصلة إلى فلسطين، ومن يراقب بلاءات المنطقة والمشاكل التي حصلت فيها يرى أن منشأها إسرائيل، كل مصائبنا من إسرائيل على كل المستويات الجغرافية والسياسية والثقافية والاقتصادية والأخلاقية، وبالتالي نحن نعتبر أن مواجهة إسرائيل هو الأصل، في المقابل حصلت إنجازات واعدة سطرتها المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين في مواجهة هذا العدو المحتل، أيقظت فينا الأمل بمزيدٍ من الانتصارات وبمزيدٍ من التوفيق.
من هنا نحن نؤكد مجددًا بأن البوصلة متجهة نحو فلسطين وضد إسرائيل ومهما كانت الصعوبات والبلاءات التي نواجهها ولن نحيد عن هذه البوصلة، وإذا راقبنا ما يجري في منطقتنا سنجد أن إفرازات المشروع الإسرائيلي هي التي انتشرت هنا وهناك، الفتنة من صنع إسرائيل، والإرهاب التكفيري نتيجة من نتائجه، والفساد ينتشر برعاية إسرائيل، والاستبداد يتربع على عروش قيادات المنطقة دعمًا من أمريكا لمصلحة إبقاء إسرائيل، إذًا كل عناوين الرذائل مصدرها إسرائيل، لذا عندما نصمم على المواجهة إنما نذهب إلى الرأس ولا نتلهى بالأذناب وبالنتائج، هذا الخطر الإسرائيلي إذا ظن البعض أنه خطرٌ على منطقتنا العربية أو على المسلمين فقط فهو واهم، الخطر الإسرائيلي هو خطر عالمي، هو كاد أن يتسبب بحربٍ مع إيران الإسلام، وكاد أن يتسبب بحرب من خلال جورجيا بين روسيا وأمريكا، وهو يتلاعب بالسياسات الدولية ويضغط على الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم، إذًا نحن أمام خطر عالمي نحذر منه، فإذا عاشوا الانتباه لهذا الخطر يكونوا قد وفروا عليهم الكثير، لكن بالنسبة إلينا سنتعامل معه كخطرٍ وجودي وسنواجهه بكل ما أوتينا من قوة.
هذه المقاومة التي انطلقت في لبنان والمنطقة هي مشروع وليست حالة طارئة، صحيحٌ أن المقاومة هي رد فعل على الاحتلال لكن لأن الاحتلال مستمر يجب أن تستمر المقاومة إلى حين إزاحة الاحتلال بالكامل ويبدو أن الطريق طويل وأن المهمة شاقة وتحتاج إلى تظافر للجهود، ونحن نعمل على قاعدة دعم هذا المشروع المقاوم بكل ما أوتينا من قوة.
لقد أثبتت التجارب ومنها ما حصل بمناسبة التحرير في لبنان سنة 2000، وفي المواجهات التي حصلت في غزة ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، أننا عندما نصمم ننجح، وعندما نقاوم ننتصر، وعندما نتوكل على الله تعالى يمدنا بقوة استثنائية، وعندما نتواجد في ساحات الميدان ونقاتل إسرائيل بثقة من الله تعالى تتحقق إنجازات لا يتوقعها أحد.
ها هي تجربة حزب الله ماثلة أمام الجميع وكذلك ما حصل في غزة، نحن نؤمن بأن النصر مرتبطٌ بالتصميم والعزيمة، "إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"، هنا من الطبيعي أن نجد المعارضة والمناكفة والمعاداة من المشروع الآخر الذي يعادينا، وهو المشروع الأمريكي الإسرائيلي، ولذا تُمارس ضغوطات سياسية وإعلامية كثيرة على المقاومة لإضعافها وهذا جزء من الحرب عليها، وهذا التصويب الذي يقوم به البعض على المقاومة إنما يخدم المشروع الإسرائيلي.
بالله عليكم قولوا لنا إن لم نقاوم من يُخرج إسرائيل من لبنان ومن يحمي فلسطين ومن يحمي العراق ومن يحمي اليمن ومن يحمي سوريا ومن يحمي إيران ومن يحمي دولنا المختلفة؟ إن لم نقاوم ما هو حالنا في هذه المنطقة التي يُخطط لها لتتقسم وتكون تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة؟ من هنا نحن مصممون على الاستمرار، والميدان العسكري هو ميدان الحسم وهو الأصل، وسنبقى في هذا الميدان وأي تهاون أو تفريط فيه هو تهديمٌ لكل شيء.
لقد رأيتم ما حصل في الأيام السابقة، انتصر المجاهدون من أبناء المقاومة الإسلامية وبالتعاون مع الجيش السوري في منطقة القلمون، هذا النصر ليس نصرًا عاديا وسجلوا للتاريخ نصر القلمون هو منعطف له ما بعده، لقد عطَّل هذا النصر أي أملٍ بإمارة النفاق التكفير في تلك المنطقة، بل في محاذاة لبنان ومحاذاة سوريا في جوار القلمون.
من الطبيعي أن يصاب بعض السياسيين من المؤيدين للاتجاه الآخر بالهلع، لأن مشروعهم ينهار، ولأنهم يرون أن ضرب المقاومة أصبح عسيرًا وصعبًا ومعقدًا، بل أقول لهم هو ضربٌ من المستحيل.
نحن اليوم أمام نجاحات موصوفة وستتتالى إن شاء الله تعالى، فالطريق فُتح والتوفيق من الله تعالى أتى، والتصميم مستمر والمقاومة جاهزة لكل التحديات.
هذه المقاومة أنجزت تحريرًا وانتصارًا، فبالله عليكم ماذا أنجز الرافضون لها؟ هذه المقاومة استطاعت أن تخرج إسرائيل من جنوب لبنان، فليقولوا لنا ماذا أنجزوا في مواجهة إسرائيل؟ هذه المقاومة درأت الفتنة وعملت على التوحيد والوحدة، فبالله عليكم فليعطونا تقريرًا عن أعمالهم التي ساهمت في الوحدة أو في لمِّ الشمل؟ أين موقعهم من قضايا التحرير في سوريا واليمن والعراق وكل ما نبتلي به في منطقتنا وعلى رأسها قضية فلسطين؟
للأسف هناك محاولات كبيرة من أجل منع هذا المشروع مشروع المقاومة أن يتقدم، لكن إن شاء الله تعالى سيبقى متلألئً وسيبقى معلمًا لجميع الأحرار والثوار لا في المنطقة فقط بل في العالم.
إن إنجازات المقاومة هي لمصلحة الجميع، فالتحرير للجميع، والتخلص من عبء إسرائيل مفيدٌ للجميع طوائف ومذاهب وأحزاب وبلدان، وبالتالي عندما نواجه الخطر التكفيري إنما نواجهه كجزء من مواجهتنا للمشروع الإسرائيلي، نحن لا نعتبره مشروعًا آخر ولا نعتبره أولوية على المشروع الإسرائيلي بل هو واحد من إفرازات المشروع الإسرائيلي، ولا بدَّ من التصدي في الطريق من حماية أصل المشروع، ولذا إسرائيل تعلم قبل غيرها أننا مع كل التحديات التي نواجهها نحن في لبنان جاهزون ومستعدون في أقصى درجات الاستعداد لمواجهة أي تحدي إسرائيل يمكن أن يحصل، لأننا نعتبر البوصلة باتجاه مواجهة إسرائيل.
أؤكد على أهمية هذا الاتحاد، الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، هو إضافة من الإضافات التي تساعد وترفد المقاومة، لا نضع على اتحاد علماء المقاومة العبء بكامله، ولكن لا نخفي الدور الكبير لعلماء الأمة في التوجيه والتوعية والتعبئة وتوضيح المسار، خاصة عندما نواجه في المقلب الآخر بعض المدعين للإسلام الذين يسيؤون ويلحقون الضرر بهذا المشروع العظيم.
هذا الاتحاد هو اتحادٌ لمصلحة دعم خيار المقاومة، وهو خيار لتأكيد الوحدة، على قاعدة أن لا ننسى هذا العطاء الكبير الذي قدمته إيران الإسلام بقيادة الإمام الخامنئي(حفظه المولى) على نهج الإمام الخميني(قده) والذي أثَّر كثيرًا في إعطاء هذه القوة وهذا الدفع، ونحن لا ننسى أننا متحالفون مع سوريا في مواجهة هذا المشروع، وسنكون جنبًا إلى جنب مع العراق واليمن وفلسطين، وفي كل موقع من المواقع حيث يتطلب الأمر أن نرفع صوت الحق لمواجهة هذه التحديات.