الموقف السياسي

سقط مشروع استخدام لبنان كمنصة لضرب سوريا المقاومة / الليلة الثانية من عاشوراء في 28/10/2014

سقط مشروع استخدام لبنان كمنصة لضرب سوريا المقاومة / الليلة الثانية من عاشوراء في 28/10/2014
أثبتت الأحداث الأخيرة أن الاستسلام للإرهاب التكفيري في لبنان بحجة انعكاس أزمة المنطقة غير صحيح

الكلمة التي ألقاها في الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء 1436ه في منطقة مارون مسك في الشياح.

ومما جاء فيها:
 

برز التكفيريون في لبنان منذ أحداث الضنية من أكثر من عشر سنوات، وقضى الجيش يومها عليهم على زمن رئاسة الرئيس إميل لحود، ثم بعد ذلك جرت أحداث نهر البارد وكانت جماعة فتح الإسلام هي في الاتجاه التكفيري نفسه، وقضى الجيش اللبناني على هذه الجماعة في وقتها، ولكن بعد ذلك برزت جماعات متفرقة على النهج نفسه بأسماء مختلفة، تارة باسم النصرة، وأخرى باسم داعش، وثالثة باسم عبد الله عزام، ورابعة باسماء مختلفة، ولكن ما يجمعهم منذ أحداث الضنية مرورًا بنهر البارد إلى الآن أنهم يحملون الفكر التكفيري الإلغائي الذي لا يقبل أحدًا غيره، والذي يريد أن يتسلط على الناس ليفرض مشروعه عليهم بالقتل والرعب والتنكيل والإرهاب وبكل أنواع الجرائم التي تُرتكب بحق الإنسانية.
 ولذا من يقول اليوم أن التكفيريين نتيجة لوجود حزب الله في سوريا، نقول له: التكفيريون أصحاب مشروع، وقد كانوا موجودين ولا زالوا وهم يبحثون عن مشروعهم بصرف النظر إذا كنا موجودين أو لا، وبصرف النظر إذا كنا نعمل بشرفٍ وكرامة لحماية لبنان أم لا، هؤلاء أصحاب مشروع.
وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الاستسلام للإرهاب التكفيري في لبنان بحجة انعكاس أزمة المنطقة غير صحيح، فعندما أدرك الجميع بأن التكفيريين عبء على جميع اللبنانيين التفوا حول الجيش الوطني ثم تم تسديد ضربة كبيرة لمشروع الإرهاب، ويؤمل أن يكون لبنان أكثر استقرارًا، على أن تدرس القوى السياسية كيفية استثمار هذا الإنجاز للتخفيف من آثار أزمة المنطقة على لبنان، والعمل على تحصينه الداخلي بتفعيل مؤسساته والعمل معًا من أجل أن ننهض بلبنان لمصالح المواطنين.
وكما ترون تراجعت أمريكا والدول التي معها عن الدعم المطلق للإرهاب التكفيري عندما أصبح خطرًا على مشروعها، وعندما أدركت أن الوحش الذي ربَّته تمرَّد عليها وله مشروعه، وهذه فرصة لتعيد بعض القوى السياسية في لبنان حساباتها، وتخرج من التباكي على الأطلال وتعتبر من مأزق الخيارات السياسية الخاطئة التي اتخذتها والتي دفَّعت لبنان أثمانًا كثيرة.
ليكن معلومًا: سقط مشروع نقل سوريا من خندق المقاوم إلى الخندق الإسرائيلي، وسقط مشروع ضرب المقاومة من خلال ضرب سوريا، وأصبح واضحًا أن الحل الوحيد في سوريا هو الحل السياسي بمشاركة جميع الأطراف، وأي حل آخر لا مجال له للحياة. لقد سقط مشروع استخدام لبنان كمنصة لضرب سوريا المقاومة، ونجح اللبنانيون في استدراك بعض تداعيات الأزمة السورية بطرد الخلايا التكفيرية وتجريدها من توفير البيئة الحاضنة لها، فنحن أمام مفترق للاجتماع والتلاقي.