الكلمة التي ألقاها في الليلة الأولى من ليالي عاشوراء 1436ه في مجمع سيد الشهداء (ع).
ومما جاء فيها:
الإرهاب التكفيري يضرب في طرابلس والشمال، ويحاول أن يخرب على اللبنانيين، وليكن معلومًا: الإرهاب التكفيري خطر على الجميع وليس على جماعة دون أخرى، لطالما قال البعض هذا خطرٌ على غيرنا، فاليوم تبين أنه خطر على الجميع، على السنة والشيعة والمسيحيين والدروز وعلى كل واحد عنده نبض حياة في لبنان.
هؤلاء التكفيريون لا يطيقون بعضهم، ولا يطيقون أنفسهم فكيف يطيقون الآخرين، ومسؤولية القوى السياسية على امتداد الوطن أن يكونوا متماسكين في مواجهة هذا الخطر، لأن المشروع التكفيري يتجاوز لبنان وخصوصيته، وهم يحاولون استخدام منطقة الشمال ولبنان لتنفيذ مخططهم الإجرامي والتخريبي التحريضي على امتداد العالم العربي والإسلامي.
لقد أصبحت أدوات الفتنة ومصادرها وأدوات الإجرام معروفة ومكشوفة ومفضوحة، وهم ليسوا مع أحد، ولا علاقة لهم بالنسيج السياسي في لبنان، والكل يعلم أن هؤلاء ليس لهم صاحب وليسوا مع أحد، فليعرف كل اللبنانيين إن هؤلاء غرباء عن قناعاتنا وعن بلدنا وعن إيماننا وعن توجهاتنا.
أما آثار الأزمة في لبنان التي جاءت بسبب الأزمة المنتشرة في المنطقة والمتنقلة من بلد إلى آخر فلا يمكن معالجتها إلاَّ بالحوار والتلاقي، ونحن نؤكد أننا حاضرون للحوار والنقاش في كل الأمور، ورفض كل أشكال الفتنة، أكانت بلبوس المذهبي أو الطائفي أو المناطقي أو في أي لبوس آخر، ولا خيار أمام اللبنانيين إلاَّ أن يتفاهموا مع بعضهم.
نحن اليوم في الموقع الذي نعتز به، أننا رفعنا رؤوسنا عاليًا باسم الحسين وآل الحسين، وقدمنا الشهداء والتضحيات، وكرمنا الله تعالى بعزة لا مثيل لها.