اليوم نستطيع أن نعلن بشكل واضح بعد الانتخابات الرئاسية في سوريا أن رهان أمريكا وأتباعها في سوريا كان خاطئًا وخاسرًا في آنٍ معًا: كان خاطئًا لأنه لم يلتفت إلى معادلة الجهاد والقوة الموجودة في سوريا جيشًا وشعبًا ومعها الداعمين لها، ولم تأخذ المؤامرة الكبرى بعين الاعتبار أن خط المقاومة ومشروعها مستعد لبذل كل التضحيات للثبات وأنه متماسك في مواجهة التحديات، كان خاسرًا لأنه يجر الآن أذيال الخيبة سواء من خلال الخسائر الضخمة التي أصابت المسلحين الإرهابيين أو التشتت الموجود في داخلهم، أو الحيرة بين الدول الكبرى، أو الضياع عندهم في القرار السياسي والآن لا يعرفون ماذا يفعلون، اليوم أمريكا لا تعرف ماذا تفعل وماذا تريد؟ لذا هي تنتظر لتعرف التطورات وبعدها تفكر كيف تجاري أو تلحق بالركب أو تخفف من الخسائر.
الانتخابات الرئاسية السورية تؤسس لسوريا ما بعد الحرب، وقد أصبحنا الآن في مرحلة جديدة وهي تتوج كسر المشروع المعادي لسوريا المقاومة، وما حصل هو ربحٌ صافٍ لمحور المقاومة بأسره وربح لسوريا المجاهدة والمعطاءة.
نقول اليوم لأمريكا ومن معها: كفوا أيديكم عن سوريا وكفى تباكيًا كاذبًا لا يسمن ولا يغني من جوع، هذه الملايين التي تدفعونها للنازحين لا تعالج صفر فاصلة واحد بالمائة من أزمة النزوح والدمار الذي سببتموه لسوريا بقراراتكم، كفوا أيديكم عن سوريا ولا تعطوا النصائح في كيفية العمل، لقد تبين بشكل واضح أنكم أحضرتم وهمًا إلى سوريا لإسقاطها فانقلب الوهم عليكم، وانقلبت المجموعات التكفيرية ضدكم كما هي ضد كل إنسان وكل مشروع نبيل موجود في المنطقة، ماذا ربحتم؟ إن شاء الله الأمور ستتطور في المنطقة أكثر فأكثر لمصلحة مشروع المقاومة ونجاحاته.
أما في لبنان فنحن ندعو إلى الاهتمام بأمور ثلاثة وإعطائها الأولوية:
أولًا: انتخابات رئاسة الجمهورية. ثانيًا إنجاز سلسلة الرتب والرواتب. ثالثًا إعداد قانون انتخابات عادل ونزيه.
أما بالنسبة لانتخابات الرئاسة، فنحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، لكن لنكن واضحين كل المؤشرات تدل أنه لا إمكانية لانتخاب رئيس من دون توافق، ونحن نقول لكم تعالوا لنتوافق لإنجاز هذا الاستحقاق، فإن أخرتم التوافق عنادًا فهذا يعني أن شغور الرئاسة سيستمر طويلًا وطويلًا إلاَّ إذا حصل توافق وأنتم تتحملون هذه المسؤولية.
أما السلسلة، فكفى لعبًا بأعصاب الناس وتعطيل المدارس وإهمال الحقوق، نحن ندعو المجلس النيابي إلى الانعقاد في جلسة 10 حزيران وإنجاز السلسلة لإقفال هذا الملف لأن التسويف فيه يضر، ويعطي نتائج سلبية، وفي نهاية المطاف لا بدَّ من قرار في هذا الأمر، إذًا تعالوا لنجتمع في المجلس النيابي في 10 حزيران لإنجاز السلسلة.
أما قانون الانتخابات فنحن على أبواب مدة انتهاء المجلس النيابي في 20 تشرين الثاني، ويفترض أن تنجز دعوة الهيئات الناخبة قبل ثلاثة أشهر، أي أن الفاصل الزمني من الخطوة الأولى الطبيعية للانتخابات حوالى شهرين ونصف، الوقت قصير ولكن الأفكار واضحة، تعالوا لنجتمع ونقرر قانون انتخابات عادل على أساس النسبية، من أجل أن يُعاد إنتاج السلطة على شاكلة التمثيل الشعبي، لا على شاكلة المحسوبيات والزعامات والتوزيعات الطائفية والمذهبية.