الموقف السياسي

نأمل أن لا يستمر جماعة 14 آذار في تأمين البيئة الحاضنة سياسياً وعملياً للتكفيريين / تبيَّن في الأيام الأخيرة كيف أننا نعمل لتدوير الزوايا من أجل التعاون/ تخريج حاضنة الأعمال في 9/1/2014

نأمل أن لا يستمر جماعة 14 آذار في تأمين البيئة الحاضنة سياسياً وعملياً للتكفيريين / تبيَّن في الأيام الأخيرة كيف أننا نعمل لتدوير الزوايا من أجل التعاون/ تخريج حاضنة الأعمال في 9/1/2014
نأمل أن لا يستمر جماعة 14 آذار في تأمين البيئة الحاضنة سياسياً وعملياً للتكفيريين

الكلمة التي ألقاها في حفل التخرج الرابع الذي أقامته بلدية حارة حريك بالتعاون مع مؤسسة جهاد البناء لحاضنة الأعمال التي تخرج المتدربين على الأشغال اليدوية المختلفة.
 
ومما جاء فيها:

*اليوم التقييم يكون على أساس الإنجازات وليس على أساس الإدعاءات والخطب المنبرية التي تشعل الفتنة.
*تبيَّن في الأيام الأخيرة كيف أننا نعمل لتدوير الزوايا من أجل التعاون.
*ليس مطلوباً أن نسميها حكومة جامعة ولكن ليس فيها أحد من الأطراف وليس لديها قواعد مشتركة ولا يشعر الجميع بأنه ممثل فيها.
*التفرد والاستئثار وإصدار القرارات الحاسمة والمعادية للأفرقاء الآخرين على الساحة يزيد الشرخ ويدفع إلى المزيد من عدم الاستقرار ويعطِّل الاستحقاقات الدستورية.
* الاعتداء الذي حصل هو اعتداء على شعب لبنان واستقرار لبنان وأمنه.
*التكفيريون ليسوا نتيجة لأعمال بل هم قائمون بأهداف لهم على مستوى المنطقة والعالم.
*نأمل أن لا يستمر جماعة 14 آذار في تأمين البيئة الحاضنة سياسياً وعملياً للتكفيريين.

اليوم التقييم يكون على أساس الإنجازات وليس على أساس الإدعاءات والخطب المنبرية التي تشعل الفتنة والتي تحرض على التباعد والتقاتل. مهما فعلوا ومهما تكلموا وشتموا وأساؤوا، سنرد عليهم بالأخلاق والعمل لبلسمة الجراح ومساعدة الفقراء والوقوف بوجه إسرائيل وكل عمل في إخلاص في سبيل الله تعالى، وأقول لهم: صراخاتكم تعكر أمزجة الناس ولكن أيدي شبابنا وشاباتنا ورجالنا ونسائنا وأطفالنا هي أيدي الخير وبناء الأسر، وسنستمر كذلك ولو كره الكارهون.
اليوم بلدنا مشغول بتشكيل الحكومة، ولطالما دعونا إلى حكومة جامعة، لأننا نعتبر أن الحكومة الجامعة تتشارك فيها الأيدي بين مكونات هذا المجتمع اللبناني وتتمكن من النهوض بمستلزمات بناء البلد وتحصينه في مواجهة التحديات التي يواجهها داخلياً وخارجياً. الحكومة الجامعة هي محور تحركات فريقنا بالمرونة الكافية التي تسمح بتشكيلها وقد تبيَّن في الأيام الأخيرة كيف أننا نعمل لتدوير الزوايا من أجل التعاون، وهذا ما يساعد أيضاً على إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، لأن الأمور مترابطة، فعندما ننجح في تشكيل حكومة جامعة ننجح في انتخابات رئاسية في موعدها، وعندما نفشل في تشكيل حكومة جامعة فهذا يعني أن الابتعاد كبير وأن التعقيدات قد تشكل عائقاً أمام الاستحقاق الرئاسي، فيسري الفراغ الذي يستمر منذ فترة من الزمن في المؤسسات الدستورية، على أن لا تُفرَّغ الحكومة الجامعة من محتواها وقواعدها الأساسية، فليس مطلوباً أن نسميها حكومة جامعة ولكن ليس فيها أحد من الأطراف وليس لديها قواعد مشتركة ولا يشعر الجميع بأنه ممثل فيها، هذه ليست حكومة جامعة، فالحكومة الجامعة هي التي تجمع بحق أطراف البلد الموجودين. أما التفرد والاستئثار وإصدار القرارات الحاسمة والمعادية للأفرقاء الآخرين على الساحة، فهذا يزيد الشرخ ويدفع إلى المزيد من عدم الاستقرار ويعطِّل الاستحقاقات الدستورية.
نحن نرفض الحكومة الحيادية أو حكومة الأمر الواقع لأسباب عدة:
أولاً يجب أن تكون الحكومة اللبنانية ممثلة للشعب اللبناني من خلال المجلس النيابي الذي انتخبه هذا الشعب، وبما أن الحكومة الحيادية لن تحصل مسبقاً على ثقة المجلس النيابي فهي لا تمثل الشعب اللبناني، وإلا فأين هو الشعب اللبناني الذي يدَّعي البعض أنه يريد تمثيله خارج إطار المجلس النيابي والإطار الدستوري، ورئيس الجمهورية مؤتمن أن يوقع على حكومة تحصل على ثقة المجلس وبالتالي الشعب اللبناني لا حكومة مرفوضة مسبقاً منهما ولا تستطيع إدارة البلد.
ثانياً الحكومة الحيادية تبدأ بالرئيس الحيادي الذي يكلفه النواب ليكون كذلك وليختار حكومة حيادية، ولكن النواب اختاروا رئيساً يعرفونه من فريق 14 آذار وقبلوا به ليشكل حكومة جامعة تمثل كل الأطراف، فهو وكيل لتشكيل حكومة جامعة حصراً، وليس حرًّا أن يشكل كيفما يشاء ويضرب وكالته التي أعطاه إياها الشعب اللبناني.
ثالثاً لا يوجد في كل قوانين العالم ومواثيقها ودساتيرها قرار على المستوى الكبير أو الصغير يمكن أن يسري مفعوله إذا لم يحظَ بأكثر من نصف مجلس الإدارة أو مجلس النواب أو أي مجلس من المجالس، فكيف يسري قرار تشكيل حكومة من دون أن تحصل على نصف المجلس النيابي، هذه بدعة ليست من القوانين ولا من الصلاحيات.
رابعاً الحكومة الحيادية هي مطلب 14 آذار وقد صرحوا بذلك مراراً وتكراراً، فمن يسير في هذا المطلب يعني أنه يراعي جماعة 14 آذار ويعمل بحسب توجيهاتهم وتوجيهات من وراءهم، ولا يعمل بحسب المصلحة العامة لأنها تقتضي أن يتوافق الأطراف، ونحن طرحنا الحكومة الجامعة ليتوافق فيها الأطراف. أما إذا انحصر الأمر بين خيارين لا ثالث لهما، إما الحكومة الجامعة وإما الحيادية، فالحكومة الجامعة هي التي تجمع وهي أفضل، وإذا افترضنا أن الحكومة الجامعة محسوبة على طرف ولا يمكن أن تكون، إذاَ هنا لا يستطيع أحد أن يختار خياراً تحت عنوان خيار الشعب وهو في الحقيقة خيار فريق سياسي موجود على الساحة اللبنانية.
منذ أيام حصل انفجار آثم وعدواني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، وكان واضحاً أن العدوان يستهدف الناس، وهذه ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها الناس. هؤلاء المفجرون بلا هدف نبيل، فهم يريدون إرباك الساحة والاعتداء على الجميع ممن عداهم لكي تكون الساحة مليئة بالفوضى والدماء. نحن نعتبر أن الاعتداء الذي حصل هو اعتداء على شعب لبنان واستقرار لبنان وأمنه، صحيح أنه حصل في الضاحية، وأن الاستهداف المباشر يشير إلى حزب الله، ولكنه استهداف للمواطنين، وقد رأينا نماذج أخرى من هذا الاستهداف في حرق المكتبة المسيحية في طرابلس، وكذلك في التفجيرات المتنقلة من طرابلس إلى بيروت ومناطق أخرى، هذا استهداف للبنان وشعبه. هنا ألفت النظر إلى أن التكفيريين ليسوا نتيجة لأعمال بل هم قائمون بأهداف لهم على مستوى المنطقة والعالم، التكفيريون عابرون للدول ويحملون مشروعاً تدميرياً في كل مكان، وما يحصل في لبنان جزء من هذا المشروع وليس ردة فعل على أي عمل آخر. هذه الموجة التكفيرية هي عبء على الجميع وليس علينا فقط، وبالتالي إذا ظن البعض من المشغلين أو المستأنسين في مرحلة من المراحل في وجودهم بينهم أنهم قادرون على الإمساك بهم فهو واهمون، لأنهم سيكتشفون أنهم سيأكلون من ربَّاهم ورعاهم في أول فرصة سانحة لذلك، وما نراه في سوريا نموذج عن أن المشغلين لهؤلاء بدؤوا يئنُّون من نتيجة أعمالهم.
نأمل أن لا يستمر جماعة 14 آذار في تأمين البيئة الحاضنة سياسياً وعملياً للتكفيريين، الذين لا صاحب لهم، وأن لا يبرروا جرائمهم لأنهم بذلك يخدمونهم ويخدمون مشروع ضرب استقرار لبنان.