الموقف السياسي

السيارات المفخخة هي أسلوبٌ في مشروع وليست رداً على أعمالٍ نقوم بها / حفل تأبين شهداء السفارة الإيرانية في حسينية البرجاوي في 27/11/2013

السيارات المفخخة هي أسلوبٌ في مشروع وليست رداً على أعمالٍ نقوم بها / حفل تأبين شهداء السفارة الإيرانية في حسينية البرجاوي في 27/11/2013
- المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري واحد في أهدافه النهائية.
- السيارات المفخخة هي أسلوبٌ في مشروع وليست رداً على أعمالٍ نقوم بها.

الكلمة التي ألقاها في حفل تأبين شهداء السفارة الإيرانية الذين قضوا في التفجيرين الارهابيين في حسينية البرجاوي، بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي كانت له كلمة بالمناسبة.

ومما جاء فيها:

*التكفيريون هم المسؤولون عن التفجير الذي حصل على بوابة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
*هؤلاء التكفيريون هم جزء لا يتجزأ من مشروع الفوضى، وتفتيت المنطقة.
*العدو الأصلي والأساسي الذي ننظر إليه ونعتبره أمامنا هو إسرائيل.
*المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري واحد في أهدافه النهائية.
*أدعو حزب التبرير أن لا يبرِّروا لمن لا يحسِب لهم حساباً، ويتركهم في اللحظات الحرجة.
*السيارات المفخخة هي أسلوبٌ في مشروع وليست رداً على أعمالٍ نقوم بها.



التكفيريون هم المسؤولون عن التفجير الذي حصل على بوابة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والجمهورية الإسلامية هي المستهدف المباشر. الهدف توجيه ضربة لرأس محور المقاومة كجزء من أعمال إجرامية تُرتكب ضد الاتجاه المقاوم في لبنان وفي المنطقة وفي العالم وهذا الموقف ضد الاتجاه السياسي والمواقف السياسية التي يحملها محور المقاوم في حركته وفي جهاده وتوفيقاته المتتالية التي لا نتوقف عن شكر الله لنتائجها وهو يلاحقنا بحمد الله تعالى.
اعتداء السفارة هو اعتداء مجرم ضد المقاومة والتحرير، وضد الوحدة والاستقلال، وضد الخيارات الشعبية وحقوق دول وقوى المنطقة بالسيادة، ضد تكوين المحور الإقليمي المتماسك في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وضد مواجهة إسرائيل وتشكيل القوة القادرة والمهابة في وجه الأطماع الخارجية.
 هؤلاء التكفيريون هم جزء لا يتجزأ من مشروع الفوضى، وتفتيت المنطقة، وتعويم أنظمة الاستبداد، وتوفير مقومات النجاح لتثبيت الكيان الصهيوني في هذه المنطقة.
 هم لا يحملون إلاَّ القتل والأشلاء والأعمال الإجرامية التي تصب في نهاية المطاف بحزمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، لكن هؤلاء التكفيريون أدوات مبعثرة هائمة على وجهها لا تهتدي إلى خير، يمتهنون القتل وتقطيع الأشلاء، ويشعلون النيران التي تأكلهم، ويخربون الديار التي تسقط على رؤوسهم، (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ). من دون أن يصلوا إلى نتيجة في أعمالهم ومن خلالها ولكنهم يقتلون ويدمرون ويستمرون ظناً منهم أنهم سيصلون إلى هدف لكن لن يصلوا إلى أي هدف، بل ليست أهدافهم لا رابحة ولا معروفة وغير قابلة للتحقيق.
 ليكن معلوماً العدو الأصلي والأساسي الذي ننظر إليه ونعتبره أمامنا هو إسرائيل، أما التكفيريون يخفِّفون العبء عن إسرائيل ويقدمون خدمات مجانية لها وتستثمرهم إلى آخر درجات الاستثمار من دون أن يحصلوا على شيء، حتى الفتات لن يحصلوا عليها من إسرائيل.
 والذي يجعلنا نسلط الضوء على إسرائيل هو أن كل ما جرى ويجري في منطقتنا نقطته ومشكلته المركزية هو إسرائيل، وإذا استعرضنا بعض النماذج لوجدنا أن إسرائيل هي التي تعبث بالأمن والاستقرار واستقلال المنطقة وبلدانها ، فهي التي تصنع الحروب وهي التي تهدد دائماً أما هؤلاء فهم أدوات بيدها.
 إسرائيل اعتدت على لبنان وأرادت سحق حزب الله كما قالت وضرب الشعب اللبناني واستقراره لتضمن شعاع أمنها واستقرارها، وتوفير ساحة لتوطين الفلسطينيين، والإتكاء على لبنان كبوابة تدخل من خلالها أمريكا لترتيب خارطة الشرق الأوسط الجديد لخدمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، ولكن هذا المشروع تحطم وتكسر عند أبواب المقاومة، وتكسر أيضاً عند أبواب ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة في لبنان.
 ثم حاولت إسرائيل أن تلجأ إلى خيارات أخرى تساعدها على تحقيق المكتسبات فشنت حرباً على غزة لمرتين من أجل سحق المقاومة وإرادة المقاومة الفلسطينية من أجل أن تثبت مشروعها، وكان الصمت مطبقاً عند بعض دول المنطقة، لتتجاوز إسرائيل بهذه الحرب أو بهذين الحربين الأسقف السياسية للتسوية باتجاه رسم معالم إسرائيل الكبرى، في ظل مباركة أمريكية، ولكن إسرائيل فشلت.
 أما المعلم الثالث فهو ما تقوم به إسرائيل بالنسبة لسوريا، فهي غذَّت القتال في سوريا، وسعت بجهدها بحرب دولية عليها بحجة الكيميائي، وعالجت جرحى المعارضة المسلحة المتعددة الجنسيات، متناغمة مع حلفائها في المنطقة ودائماً تحت المظلة الأمريكية لفتح بوابة أخرى للشرق الأوسط الجديد من سوريا، وهذه أيضاً ستقفل إن شاء الله تعالى.
 ثم حرضت إسرائيل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد أن تغزوها وأن تقصفها، وأن تجعل أمريكا في مواجهة العدوان على إيران، وهددت وترعدت وقامت بكل جهود ممكنة إلى أقصى الحدود، وكن إيران الصابرة المجاهدة بقيادتها وشعبها وبإمامة الإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه) وبنهج الإمام الخميني(قده) وبهذا الشعب الإيراني المضحي المعطاء الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن العطاء منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة إلى الآن ولا زال يعطي، وإذ بإسرائيل تفشل في مسعاها وتنحسر أمام ما حصل من تطورات في اللحظات الأخيرة.
 هنا لا بدَّ أن نعرج على عنوان أساس وهو المشروع الأمريكي الإسرائيلي التكفيري واحد في أهدافه النهائية، لكن يختلف المستثمرون، هناك من له قدرة على الاستثمار أكثر من غيره، أمريكا تستثمر وإسرائيل تستثمر ولكن التكفيريين يُستثمرون ولا نقول أكثر من هذا، رغم الهنَّات والتباينات الجزئية في الطريق إلى تحقيق الأهداف التي يريدونها، هنا يفسر العمل الجبان الذي قام به هؤلاء التكفيريون بأن عملٌ لن يثنينا عن المقاومة واستمراريها وسيزيدنا عزيمة وتصميماً وسنواجه هذه الأعمال بما يلزم.
 هذه السيارات المفخخة هي أسلوبٌ في مشروع وليست رداً على أعمالٍ نقوم بها، البعض يعتبر أن هذه السيارات المفخخة وهؤلاء الانتحاريون هم نتيجة وليس سبباً! في الواقع هم سبب وليسوا نتيجة، وهذا أسلوب لأهداف وليس ردة فعل على أهداف.
 لطالما قالوا لنا عندما كنا نواجه إسرائيل وهي على الأرض اللبنانية: أوقفوا المقاومة تتوقف إسرائيل عن عدوانها، وكنا نقول: وهل المقاومة إلاَّ رد على العدوان؟  ويقولون لنا: لو انسحبتم من الميدان لانسحبت إسرائيل!  ما هذه الأطروحة التي لا يصدقها أحد، جال بالدبلوماسية ولم تخرج إسرائيل، بندقية المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل غصباً عنها وغصباً عن كل المجتمع الدولي وعن الذين يريدون إسرائيل ويدعمونها، وهل نجح شيء في مواجهة إسرائيل لتحرير الأرض إلاَّ المقاومة؟
 الآن يقولون أوقفوا التدخل في سوريا يسلم لبنان! وهل كان لبنان سالماً من الشبكات الإسرائيلية وأعوانها وملحقاتها؟ وهل كان لبنان سالماً من فتح الإسلام ومن الذين يرمون في الخفاء ويتحركون استعداداً ليوم قادم؟ وهل ننتظر دمار سوريا بالكامل ليأتي دور لبنان ولا حول له ولا قوة في مواجهة هذه التحديات الكبيرة فيما لو تطورت الأمور بالاتجاه السلبي؟ وهل كنا في وضع أفضل لو تمكن عشرات آلاف المسلحين باجتياز حدود سوريا إلى لبنان ومعهم الأسلحة والصواريخ والإجرام والإرهاب والأحقاد لينتشروا في مناطقنا ويعيثوا فيها فساداً؟  لقد حمينا لبنان ومقاومته من وضع خطير جداً بأداء الواجب الجهادي الشريف في أرض المعركة ي التوقيت والزمان المناسبين لنصل إليهم قبل أن يصلوا إلينا ونقطع دابرهم قبل أن يطلوا برؤوسهم، كل أعمالنا هي ردة فعل على هذه الأخطاء التي نواجهها والتي قدمت إلينا في هذه المرحلة من البوابة السورية، وفي كل موقع نكون به نحن في حالة مقاومة، أحياناً تكون المقاومة في المواجهة المباشرة مع إسرائيل وأحياناً أخرى تكون المواجهة مع أدوات إسرائيل، هكذا نفهم مواجهتنا وهكذا نفهم مشروعنا.
هنا أدعو حزب التبرير أن لا يبرِّروا لمن لا يحسِب لهم حساباً، ويتركهم في اللحظات الحرجة، ويحملهم أوزاره، وسيذيقهم نتائج آثامه وجرائمه وفشله في لبنان وفي كل الساحات، توقفوا عن تبرير الإجرام والإرهاب، لا تنكروا وجود الإرهابيين في لبنان فها هم يضربون! ولا تبرروا جرائمهم فهي موصوفة! ولن تستفيدوا منهم يوماً إنْ ظننتم أنكم تستثمرون لمستقبلكم فالمجرم مع غيركم هو مجرم عليكم وستدفعون ثمناً منهم عاجلاً أم آجلاً!  وهذه التبريرات إنما تهيئ فرصة للإرهابيين بدل أن تقدم المعالجة، أنصحكم بأن تعتمدوا على أنفسكم وعلى إمكاناتكم وأن تدرسوا ظروفكم جيداً، وأن تناقشوا أسباب فشلكم ومشاكلكم وأن تعالجوها بدقة من دون أن تعتمدوا على شرقٍ أو غرب أو على إرهاب مستورد من كل مكان من العالم.
 
مبارك لإيران الإسلام، مباركٌ بكل فخر للجمهورية الإسلامية الإيرانية الصامدة المجاهدة البطلة التي ترفع الرأس واليت نفتخر بأنها تتقدم محور المقاومة بشرفه ومكانته وعنوانه، مباركٌ للقيادجة الإسلامية في إيران، للإمام القائد الإمام الخامنئي(دام حفظه)، مباركٌ لرئيس الجمهورية الشيخ روحاني ولكل الشعب والمسؤولين في إيران على هذا الانتصار الكبير والإنجاز العظيم الذي تحقق في الاتفاق النووي الأخير، انتصاركم هو انتصار المقاومة والثبات والصمود، انتصار إيران هو انتصار لمحور المقاومة ضد إسرائيل ومشروعها، وقَّعت إيران على ما يناسبها، وحققت شعارها: حق التخصيب، فاوضت 6 دول كبرى مجتمعة، لقد جلست إيران في مكانها الذي اكتسبته بالتضحيات، وكانت عزيزة عزة ملأت العالم ولا يمكن لأحد إلاَّ أن يرى إيران في الصف الأول أمام مواجهة التحديات.
 يقولون لنا همساً أو في بعض المقالات: لا تفرحوا كثيراً كي لا يخاف البعض من هذا الفرح وهذا الانتصار، ويقولون أنهم يخشون من فائق القوة المتوفر لديكم ولدى إيران؟ يا جماعة هذا انتصار ضد إسرائيل، وانتصار ضد المجرمين والإرهابيين، لماا تضعون أنفسكم خلفهم، ولماذا توجهوا السهام عليكم، نحن نعلن ليل نهار أنه انتصار لكل شريف ومؤمن وكل داعم لتحرير الأرض والإنسان في مواجهة إسرائيل ولستم المقصودين، هذا الانتصار هو انتصار لنا جميعاً.
 إيران تمد يدها إلى العرب والمسلمين والأحرار، وتقول لهم تعالوا لنتعاون، وتاريخ إيران الثورة: مقاومة وتقدم وعزة، وقد أفاضت إيران على من تعاونت معه، وكان لها الفضل الكبير والأساس بانتصار المقاومة في لبنان وفلسطين، وكان لها الفضل الكبير في تحرير الروحية العربية والإسلامية والثقة بالله تعالى بإمكانية التغيير والأمل بالمستقبل، هذا الاتفاق الذي عقدته إيران هو وحده يسجل مرحلة جديدة في صياغة المنطقة، فكيف بما بعده؟ أسأل الله أن يساعد أولئك المتبجحين والمنتظرين ليلحقوا بهذا الركب المجاهد فالساحة مفتوحة أمامهم والإمكانات متاحة وجميعنا حاضرون لهذا الاتجاه.
 أخيراً، أتباع المقاومة شرفاء الأرض والسماء ولن يختاروا عنها بديلاً. اتباع المقاومة مصممون على الاستمرار وواثقون من النجاح ومن  أراد رهاناً فلينتظر نهاية المطاف وسيرى النتائج بأسرع مما يتصور، ونحن نعلم أن هذا المسار له أثمان وتضحيات، حاضرون لكل تضحية لها برؤوس مرفوعة، ولن يثنينا شيء.
 نحن ندعو شركاءنا إلى مراجعة ما يجري من أحداث كبرى لن ينجو لبنان من تداعياتها، ولا ينتفع من تطوراتها إلاَّ إذا فكرنا كيف نبني بلدنا معاً في حكومة جامعة ترعى مصالح مواطنينا، ولا فائدة من الانتظار، لأنه (كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً), ولا يسد سراب الصحراء العطش، فسراب الصحراء ليس ماء، المقاومة والتوكل على الله هي الماء التي تحيي، فتعالوا حول المقاومة لتأخذوا من خيراتها، ونكون معاً.