الموقف السياسي

قدرنا في لبنان أن نكون معاً مهما اختلفنا, نحن أبناء وطن واحد، نحمل الآمال والآلام معاً، نتأذى معاً ونربح معاً, ولا ينتفع أحد لا من التعطيل ولا من المقاطعة بل يتضرر الجميع/ الليلة الخامسة من عاشوراء 1435هـ في 8/11/2013

- قدرنا في لبنان أن نكون معاً مهما اختلفنا, نحن أبناء وطن واحد وعلى أرض واحدة، نحمل الآمال والآلام معاً، نتأذى معاً ونربح معاً, ولا ينتفع أحد لا من التعطيل ولا من المقاطعة بل يتضرر الجميع. - نقول لجماعة 14 آذار ولكل القوى الأخرى: تعالوا نتحاور, فنتفق أو نختلف, على قاعدة أن نصل إلى نتيجة ونطلق عجلة بناء الدولة

الكلمة التي ألقاها في الليلة الخامسة من ليالي عاشوراء 1435ه في منطقة الشياح - مارون مسك.
ومما جاء فيها:

أصبح المشهد في المنطقة واضحاً جداً فلا إمكانية لإقصاء سوريا المقاومة.
فلا يصح أن نربط مصيرنا في لبنان بتطورات المنطقة، لأننا في ذلك سننتظر وهذا الانتظار سيكون بلا فائدة.
قدرنا في لبنان أن نكون معاً مهما اختلفنا, نحن أبناء وطن واحد وعلى أرض واحدة، نحمل الآمال والآلام معاً، نتأذى معاً ونربح معاً, ولا ينتفع أحد لا من التعطيل ولا من المقاطعة بل يتضرر الجميع.
الحل أن نفصل بين الأمور الداخلية في لبنان وبين صفقات الرهان الخارجي
.
إننا نتعاطى داخلياً على أنَّ لنا شركاء نختلف معهم في الرؤية وفي التقييم ونتوافق معهم على بعض الأمور الأخرى.
نقول لجماعة 14 آذار ولكل القوى الأخرى: تعالوا نتحاور, فنتفق أو نختلف, على قاعدة أن نصل إلى نتيجة ونطلق عجلة بناء الدولة






أصبح المشهد في المنطقة واضحاً جداً فلا إمكانية لإقصاء سوريا المقاومة، ولا إمكانية لتمرير المشروع الأمريكي الإسرائيلي من البوابة السورية، وهناك حالة إحباط يعيشها المعسكر الآخر وتفكك في جبهة المعارضة المسلحة التي يقاتل بعضها البعض الآخر، وتقدم عسكري في الميدان للجيش السوري في مواقع مختلفة من سوريا، وارباك واضح على مستوى أمريكا والدول الغربية في كيفية التعاطي مع الشأن السوري، فلا هم قادرون على المجيء بمعارضة تستطيع أن تجلس في جنيف2 كمعارضة موحدة، ولا هم قادرون على قبول بعض هذه المعارضة التي تتمثل في التكفيريين الذين يقتلون الناس قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، هذه الحالة الموجودة في الطرف الآخر يقابلها جو إيجابي لمصلحة المقاومة ومشروعها.

إذاً المنطقة قلقة ومتوترة ولم تستقر معالمها بشكل نهائي حتى الآن, فلا يصح أن نربط مصيرنا في لبنان بتطورات المنطقة، لأننا في ذلك سننتظر وهذا الانتظار سيكون بلا فائدة ولو طال الأمر أشهراً أو سنوات، فنكون منتظرين في الوقت الضائع ويدفع لبنان الثمن مجاناً من دون أن يحصل على شيء وتتعطل مؤسساته كما هو حال بعض المنتظرين اليوم.
إن حجم ما يواجهه لبنان من تحديات واستحقاقات يتطلب أن تتشابك الأيدي, وأن نبحث عن الآليات المناسبة لتذليل العقبات والتعاون وإطلاق عجلة المؤسسات وتشكيل الحكومة الجامعة. بكل صراحة قدرنا في لبنان أن نكون معاً مهما اختلفنا, نحن أبناء وطن واحد وعلى أرض واحدة، نحمل الآمال والآلام معاً، نتأذى معاً ونربح معاً, ولا ينتفع أحد لا من التعطيل ولا من المقاطعة بل يتضرر الجميع.
بالنسبة إلينا بكل وضوح نحن مرتاحون على وضعنا, ومطمئنون بأن ما يحاك ضد لبنان سيصطدم وسيتحطم على أعتاب لبنان ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا شيئاً ولا أن يستثمر لبنان لمصالح إقليمية أو دولية، هذا الأمر انتهى منذ زمنٍ بعيد والحمد لله, ولا نرى أي فائدة من انتظار تطورات سوريا أو المنطقة, ومشروع إسقاط سوريا فشل, وقد خسر المراهنون على المشروع الآخر, وسيزدادون خسارة يوماً بعد يوم.
لذا نطرح الحل مجدداً: الحل أن نفصل بين الأمور الداخلية في لبنان وبين صفقات الرهان الخارجي من وعلى لبنان من الذين يريدون أن يستخدموا لبنان مطيَّة.
نحن نشجع على التواصل والحوار بين أي جهة سياسية وأخرى, وبين مجموعة مكونات وأخرى, وأن تنعقد طاولة الحوار بين جميع أطياف الشعب اللبناني قبل أو بعد تشكيل الحكومة, لا فرق عندنا, فالمهم هو إنجاز أي خطة لمصلحة البلد.
وعلى الرغم من قناعتنا بأن مشروع المقاومة انتصر وسينتصر أيضاً إن شاء الله تعالى, فإننا نتعاطى داخلياً على أنَّ لنا شركاء نختلف معهم في الرؤية وفي التقييم ونتوافق معهم على بعض الأمور الأخرى, ولكن لا نهضة للبنان إلاَّ بإبعاده عن تحمل وزر القضايا العربية والدولية وأن نتشارك في الحكم بين مكونات 14 و 8 آذار وكل القوى السياسية الوازنة في البلد من أجل أن ننهي هه المرحلة السيئة من تاريخ لبنان.
نحن نقول لجماعة 14 آذار ولكل القوى الأخرى: تعالوا نتحاور, فنتفق أو نختلف, على قاعدة أن نصل إلى نتيجة ونطلق عجلة بناء الدولة, فمهما كانت النتيجة بعد الحوار ستكون أفضل من الجمود والتترُّس خلف الاستحقاقات الاقليمية الموجودة حالياً. هذه بادرة إيجابية نعلنها ونقوم بها فقط لمصلحة لبنان، لأن هذا الواقع الموجود حالياً كله أضرار، والأضرار على غيرنا أكثر من الأضرار علينا، وإذا كان أحد منتظر أنه يمكن أن تحصل هناك تطورات تخدمه، لا، التطورات معروفة والنتائج أصبحت معروفة.