9/3/2003
(...)،يعيش لبنان اليوم في أفضل حالاته لأنه انتصر على إسرائيل، ولأنه تماسك كجيش وشعب وحكومة وحكم وقوى سياسية اجتمعت حول مقاومة الاحتلال وساندت المواجهة ضد إسرائيل....
فأصبح لبنان بوحدته وقوته المتماسكة رمزاً وعلماً، وهذا ما جعل لبنان في الموقع الذي يشكل مفخرة للعرب والمسلمين، وقد حقق تعاوناً مهماً في داخله بين الفئات اللبنانية المختلفة فلو كانت هذه الأطراف متنازعة لكان لبنان ضعيفاً ولخسر الكثير، وقد أدرك الكل أن وحدة لبنان بجميع أبنائه في قضاياه المشتركة كما هي وحدتهم في النظرة إلى موضوع العراق، ووحدتهم في النظرة إلى مواجهة العدو الإسرائيلي، هذه الوحدة هي التي تعطي القوة، وقد حقق تعاوننا مع سوريا قدرة للبنان وسوريا وأثبتت التجربة أنه عندما نحشد القوى والطاقات معاً ونكون إلى جانب الانتفاضة الفلسطينية نكون جميعاً أقوياء ونساند بعضنا بعضا، ونستطيع أن نحمي أنفسنا من الأهداف والأخطار التي تحدق بنا.
فإسرائيل لن تكتفي بفلسطين أو بجزء من فلسطين، إنها تريد المنطقة بأسرها بأرضها ونفطها وحكامها وشعوبها كخدم لهم، وبالتالي لا يمكن أن نواجه هذا الخطر ونحن نتفرج عليه أو ننتظر القرارات الدولية المنحازة التي تجتمع لضرب منطقتنا، لكنها لا تجتمع لإنقاذ أطفال فلسطين من براثن العدوان الإسرائيلي، فلا حل أمامنا إلا أن نتوكل على ربنا وأن نشحذ الهمم لنكون متماسكين أقوياء عندها نستطيع الصمود في المرحلة الأولى والنصر في المرحلة الثانية، فلا نسمح بتمرير مخططات أمريكا وإسرائيل في منطقتنا وهذا واجبنا، وبإمكاننا أن نصل إلى هذه النتيجة، لكن لنثق أننا قادرون وأننا أقوياء فقد منحنا الله القوة وقدرة الصمود وثبات الموقف ولكن علينا أن نستفيد منها.
