الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في اليوم الثامن من محرم الحرام لسنة 1424 في مدينة النبطية

(...)، يجب أن لا نعيش حالة من القلق والخوف من التطورات، مهما كانت التطورات فإنها امتحانات وإبتلاءات عادية في حياتنا عندما نكون راسخي الإيمان.

10/3/2003
(...)، يجب أن لا نعيش حالة من القلق والخوف من التطورات، مهما كانت التطورات فإنها امتحانات وإبتلاءات عادية في حياتنا عندما نكون راسخي الإيمان.

كلكم يعلم بأن الحرب على العراق أصبحت بين يوم وآخر، وأمريكا مصممة على هذه الحرب، لأن مشروع احتلالها لهذه المنطقة سياسياً وثقافياً واقتصادياً لا يتم إلا بالطريقة العسكرية، هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على جزء من الفشل الأمريكي في تسويق أطروحتها في منطقتنا، فتريد أن تأتي مباشرة لتفرضها، والمعلوم أن الفرض لا يؤدي إلى النتيجة المتوخاة لأن الممانعة عند الأمة تعطل قدرة أمريكا في أن تفرض ما تشاء شرط أن تقتنع الأمة بقدراتها وأن تخرجها وتوظفها وأن تعمل من أجل مواجهة هذا الاستحقاق بالتعبئة أولاً ضد الاحتلال، وبالسلوك العملي الذي يشعر الاحتلال بأن لا مكان له ولا قدرة له على الاستقرار في منطقتنا، وطالما أن هذا الأمر قادم علينا بأن نكون مهيئين لصعوبات وعقبات وتعقيدات، لا أن نكون قلقين ومرعوبين وخائفين لأن قدرنا أن نواجه هذا التحدي، في المقابل علينا أن نعدَّ أنفسنا لنكون أهلاً لهذا التحدي، لا أن نستسلم للأمر الواقع ولا أن نقبل بأطروحتهم كيفما كانت واعلموا بأن مخططات أمريكا وغير أمريكا يمكن أن تفشل، لقد خططت أمريكا في السابق في أماكن عديدة في العالم ففشلت في فيتنام، وفشلت في الاعتداء على إيران في صحراء طبس، وفشلت في الصومال ويمكن أن تفشل في أماكن متعددة، وكذلك إسرائيل حاولت أن تسيطر على لبنان من أجل أن يكون في دائرة خدمتها وسياستها، فواجهها المقاومون ففشلت إسرائيل في لبنان، وهي فاشلة حتى الآن في تثبيت احتلالها على الرغم من مرور أكثر من خمسين سنة ببركة الانتفاضة المقدسة في فلسطين الشريفة، قد لا نرى فشلهم الكامل الآن ولكن لنصل إليه إذا كنا مؤهلين للمواجهة والثبات، وأول المواجهة أن نقتنع بقدرتنا على منعهم من تحقيق أهدافهم، لا أن نكون يائسين أو معبرين عن صعوبة وأخطار ما نواجهه فنقف متفرجين، ويجب أن نشجع الدول التي تعارض الحرب على أمريكا، ونشجع الشعوب لتتظاهر وتعبر حتى إذا ذهبت أمريكا للحرب تذهب وحيدة بمعارضة دولية، فعلى الأقل ينكشف أن تركيبة مجلس الأمن الدولي الذي قيل بأنه يرعى السلام الدولي هي تركيبة وهمية لا قدرة لها على أن تمنع المستكبرين من تحقيق ما يريدون فهم يتخذون مجلس الأمن مطية في كثير من الحالات لترويج لمخططاتهم مما يعيد النظر على المستوى الدولي بطبيعة إدارة مجلس الأمن وكيفية معاقبة الدول التي تخرج عليه خاصة إذا كانت كبرى لا تكون من الدول الصغرى محل قرارات مجلس الأمن، أما الدول الكبرى فهي معذورة في أن تفعل ما تشاء.‏