الكلمة التي ألقاها في الليلة الثانية من ليالي عاشوراء 1435هـ في المجلس المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع)
ومما جاء فيها:
المقاومة لطالما قالت: نحن متمسكون بالحوار والشراكة والوحدة والتعاون.
من يرفض الشراكة ويحرض على الفتنة المذهبية أو الطائفية، ويستعين بالأجنبية ليغير المعادلة في داخل البلد، ولا يعترف بميزان التمثيل الشعبي الحقيقي هو الذي يدفع إلى عدم الاستقرار والخراب مهما كانت شعاراته.
لدينا نموذج المقاومة الإسلامية، نعم نحن نفتخر أن المقاومة الإسلامية نموذج على درب النموذج الحسيني، لماذا؟ لأن هدفها تحرير الأرض من الظلم والعدوان وإعزاز الإنسان ومكانته في منطقته، وقدَّمت سلوكاً نموذجياً عام التحرير، عندما لم تلاحق العملاء ولم تقتلهم، ولم تنشئ محاكم ثورية لتثبت أن المقاومة الوحيدة في العالم التي لم تقتل أخصامها عندما انتصرت هي المقاومة الإسلامية، أما باقي المقاومات في التاريخ كلهم هي التي قتلت كل من عاداها وخالفها، وإنما تصرفت المقاومة الإسلامية بهذه الطريقة إنسجاماً مع أخلاقية الإسلام بأن لا نقتل كيفما كان، وإنما نقتل عدواً يهجم علينا أو يحتل فنطرده من الاحتلال، فإذا وقع في الأسر أو كان هارباً أو ما شابه ذلك فلا نقتله وهذا ما فعلته المقاومة في لبنان.
هذه المقاومة التي وأدت الفتنة حيثما أطلت برأسها، وبكل فترة زمنية نئد الفتنة رغم أن من يشعلها لا يتوقف عن إشعالها، ولا أحد يضع لنفسه مكتسبات أنه يؤد الفتنة فنحن نعرف من يوئدها ومن يشعلها، نحن نئدها لأننا مقتنعون أن أصحاب الفتنة هم أصحاب إبليس أما نحن فمع الله تعالى ولا يمكن أن نقبل بالفتنة.
هذه المقاومة لطالما قالت: نحن متمسكون بالحوار والشراكة والوحدة والتعاون، نريد بناء الدولة القوية في لبنان مع شركائنا، ونريد تعاوناً عربياً لمواجهة المشروع الصهيوني، ونريد تعاوناً إسلامياً دولياً لمواجهة الهيمنة الاستكبارية على شعوبنا ومقدراتنا.
من يحرص على المسلمين وبلدانهم واستقلالهم لا يصدر الفتاوى التي فيها القتل لكل من خالفه، ولا يمثل بالأحياء والأموات تمثيلاً بشعاً لا يرتضيه الإسلام لا من قريب ولا من بعيد، من يحرص على المسلمين لا يضع أهدافاً تؤدي غلى الدمار والتقاتل، ولطالما سمعنا أهدافاً يذكرها بعض المسؤولين ثم يردفونها بالدعوة إلى الاستقرار والأمن وهم لأهدافهم يشعلون البلد خراباً ودماراً فيكون ما يدعونه مخالف تماماً لما يضعونه من أهداف.
سأكون واضحاً أمامكم: من يرفض الشراكة ويحرض على الفتنة المذهبية أو الطائفية، ويستعين بالأجنبية ليغير المعادلة في داخل البلد، ولا يعترف بميزان التمثيل الشعبي الحقيقي هو الذي يدفع إلى عدم الاستقرار والخراب مهما كانت شعاراته، هذه الشعارات أهدافها خاطئة وتوصل إلى النتائج المدمرة، ومن يفتعل مشكلة سنية شيعية أو مشكلة إيمان والتكفير أو مشكلة المسلمين والمسيحيين يخدم إسرائيل علم أو لم يعلم.
فلنصوب نحو الهدف الحقيقي نحو إسرائيل بسبب المشاكل التداعيات في منطقتنا، وليكن الحسين(ع) النموذج القدوة قولاً وعملاً في العقل والقلب والسلوك.