الموقف السياسي

اذا ارادوا قتالاً فنحن له والعمليات في المزارع دفاعية

لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد الشهيد علي حسين صالح، أقام حزب الله احتفالا تأبينيا حاشدا في بلدة بريتال حضره نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وعضو شورى حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك، الوزير أسعد دياب والنواب حسين الحاج حسن، إبراهيم بيان ومسعود الحجيري، مسؤول منطقة البقاع الحاج علي ضعون على رأس وفد من قيادة المنطقة، رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد الخنساء ولفيف من العلماء ووفدي مؤسسة الشهيد ومؤسسة الجرحى وحشد غفير من المواطنين.

لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد الشهيد علي حسين صالح، أقام حزب الله احتفالا تأبينيا حاشدا في بلدة بريتال حضره نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وعضو شورى حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك، الوزير أسعد دياب والنواب حسين الحاج حسن، إبراهيم بيان ومسعود الحجيري، مسؤول منطقة البقاع الحاج علي ضعون على رأس وفد من قيادة المنطقة، رئيس بلدية الغبيري الحاج محمد الخنساء ولفيف من العلماء ووفدي مؤسسة الشهيد ومؤسسة الجرحى وحشد غفير من المواطنين.

وألقى الشيخ قاسم كلمة إعتبر فيها أنّ كيان الإحتلال الإسرائيلي إذا ظنّ أن قتل الشهيد علي حسين صالح يمكن أن يؤدي إلى قلق أو رعب أو خوف أو مشقّة بالنسبة إلينا فهو واهم، مؤكدا أنّ قتله يعزز المسيرة ويرفدها بدماء جديدة لتتغذّى ويذكّر إخوانه المجاهدين بأنّ الأرض سليبة وأنّ العدو حاضر في الميدان.‏

وقال:" نحن لا نقف اليوم في ذكرى أسبوعه من أجل أنّ نتباكى أو أن نشعر باستثناء حصل في ساحتنا، بل نقف لنجدد العهد والعزم بأننا مستمرون في مجاهدة الإحتلال حتى تحرير كل أرض مغتصبة ولا نقبل بأقل من هذا"، مؤكدا أنّه لا حل أمامنا إلا أنّ نجاهد ونقاتل ونصمد في الميدان من أجل إخراج المحتل، فلا الأمم المتحدة تنصف الشعوب ولا الدول الكبرى تقف إلى جانب المستضعفين ولا أمل بقرارات دولية ولا إمكانية للمساومة مع المحتل ولا يمكن تقديم سلفة على وعد لا يلتزم به المستكبرون، وبالتالي فلا بدّ أن نستمر لنستعيد أرضنا بأيدينا.‏

أضاف: لن ننسحب من الميدان فإذا أرادوا قتالا فنحن له وإذا أرادوا إحتلالا فلن نقبل باي احتلال وإذا أرادوا وضع شروط فلا يمكن أن نخضع لها فإذا هددوا فلا طائل من تهديداتهم وإذا فكروا أن يطبّقوا ما هددوا به فنحن جاهزون في الميدان في أي لحظة وسيجدون ما لا يسرّهم، وأوضح أننا نبني خطواتنا على معادلة يقينية ونحن واثقون منها وأن الظلم لا يمكن أن يستمر وأن للباطل جولة وأن وعد الله للمؤمنين بالنصر وعد أكيد ، فإذا استمر الظلم لفترة فلا يعنى ذلك أنّه سجل أهدافا إيجابية للمستقبل ولذا نحن لا ننزعج عندما يزداد الضغط علينا وتكال التهديدات وينتشر الظلم لأنّ الظالمين سيسقطون بعد حين ولذا كلما اشتدّت الضغوط كلما شعرنا أنّ الفرج آتٍ.‏

وعن تساؤل البعض حول تحمل لبنان ضغوطات إسرائيلية وأمريكية قال الشيخ قاسم :" ما الذي يقصده البعض من ذلك ثمّ من المسؤول عن الضغوطات والإعتداءات، أليست إسرائيل، وبالتالي لماذا لا تتوجه الأنظار إليها ويوضع حدّ لها". أضاف: نحن لا نستفز ولا ننجر إذا قررنا الدفاع في موقع من المواقع فالقرار متخذ عندنا بكامل الحكمة والقوة من دون أي مؤثرات وتوتر، فنحن حاضرون لإتخاذ الموقف الأصعب في اللحظة الأصعب ولا نخضع للضغوطات بالواقع السياسي وبالواقع المعيشي ولا للضغوطات الدولية، وبالتالي نحن حكماء في تصرفاتنا وقمة الحكمة عندنا أننا نرد على إسرائيل في الوقت المطلوب.‏

ورأى سماحته أنّ عملية اغتيال الشهيد صالح عملية إسرائيلية بالكامل من خلال نوعية المتفجرة والوقائع والتحقيقات التي توفرت لدى الأجهزة الأمنية، وهي اعتداء سافر على لبنان ولا بدّ أن تدفع إسرائيل الثمن . أضاف : إنّ إسرائيل قامت بالعمليّة لا لتثبت قدرتها بل لأنّها تعيش حالة من الإرباك كيف أنّ جماعة في لبنان اسمها حزب الله ومعها الشعب اللبناني تقف صامدة مستعدة لكل الإحتمالات من دون أن تخشى تهديدات إسرائيل ولا أمريكيا أو الضغوطات الدولية.‏

وقال:" إذا فكر البعض أنّ الكيان الإسرائيلي لا يعتدي فهو واهم فهو لا يعتدي على لبنان إلاّ لأنّه يخاف من حزب الله والمقاومة، فحاول أن يسخّر كل الإمكانيات الدولية من أجل إقفال الملف اللبناني تحت عنوان الخط الأزرق الذي هو بدعة من بدع الأمم المتحدة لم نسمع بها في قديم الزمان إلا عندما أتت المصلحة الإسرائيلية إلى الواجهة، سمعنا بحدود دولية، واتفاقات بين الدول، ولم نسمع بهذا من قبل، ولا نقبل به كحل مفروض للمصلحة الإسرائيلية. ولو لم تكن المقاومة قوية وأصبح الخوف في كل بيت إسرائيلي لما خرج من أرضنا وبالتالي لا يستطيع أحد في هذا العالم أن يقول لقد قدّمنا لكم تحريرا مجانيا، فما حصل في 25 أيار 2000 هو تحرير فعلي وليس مصطنع لأنّه أتى بالدم وهو تحرير مفخرة لأنّه شكل الرمز والعزة للعرب والمسلمين".‏

ورفض الشيخ قاسم أي حديث عن التهدئة، وسأل أي تهدئة هذه يريدونها ولماذا نهدىء جبهة مزارع شبعا إلاّ لخوفهم من أن نقتل الجنود الصهاينة أثناء انسحابهم، وقال نحن نقف في خط الدفاع الذي يمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها ويعطل المشاريع المستقبليّة لإنشاء كيان على حساب الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنّ حزب الله يشكل اليد التي يرفعها كل حر وشريف يريد أن يصنع مستقبل حر، وأردف أنّ عملية الإغتيال قامت بها إسرائيل لتقول لشعبها ولكن في الكواليس أنّها عملت شيئا ضدّ حزب الله لأنّه لا يعقل أنها ومنذ الإنسحاب المذل وإلى الآن لم تستطع أن تفعل شيئا مهما سوى بعض العمليات الأمنية والخروقات اليومية للسيادة اللبنانية فهذه فضيحة كبرى لإسرائيل.‏

وأوضح أنّ البعض اعتقد أنّ عمليات مزارع شبعا هي رد على اغتيال الشهيد صالح ولكن حقيقة الأمر ونحن عبرنا منذ البداية أنّ استهداف العدو في مزارع شبعا يأتي في إطار العمليات الدفاعيّة فنحن لا نقوم بعمل مقابل عمل بل نرد على عدوان واحتلال ونحن نقدّر التوقيت المناسب ونقدّر الظروف التي تنفعنا في عملية التحرير، وإذا كان البعض يراهن على حسابات الأشهر والأيام إذ أنّ هذه العمليات تأتي بعد حوالي سبعة أشهر على آخر استهداف للإحتلال في مزارع شبعا فليقرأ حساباته لأنّ الحسابات عندنا مرتبطة بقرارات وبالتوقيت المناسب والمطلوب.‏

ووصف الشيخ قاسم تحرك أمريكا والأمم المتحدة ومطالبة لبنان بضبط الأمور في المزارع واستنكار ما حصل بأنّه مسخرة ما بعدها مسخرة، وسأل لماذا لم نسمع إعتراضات من قبل الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا على أي اختراقات إسرائيلية يومية للبنان، وأشار إلى عدد الإختراقات منذ الإنسحاب الإسرائيلي قبل ثلاثة أعوام ملاحظا ارتفاعا عدديا إذ تجاوزت السبعة آلاف وأربعمئة خرقا بمعدل 7 اختراقات في اليوم. وأكّد أنّ ذلك ليس طبيعيا حيث لم نسمع موقفا واضحا ونحن لا نريد بيانات فقط فهم يتصرفون بلطافة مع إسرائيل بينما مع عمليات المقاومة يتعاطون بصلافة.‏

وفي الشأن الإقليمي اعتبر سماحته أنّ خارطة الطريق هي إسرائيلية بالكامل ومع ذلك لا تنفذها، وتساءل إذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يريد التوازن بين الفلسطينيين والصهاينة كما يدّعي فلماذا لا يضغط على الكيان الغاصب من أجل اقتلاع الجدار الأمني والكف عن قتل الأبرياء والأطفال والنساء، لافتا إلى أنّ الحديث مع الصهاينة هو تمنيات بينما مع الفلسطينيين ضغوطات بكل الوسائل.‏

ورأى أنّ الإفراج عن المعتقلين جاء بعد أن انتهت مدّة عقوبات القسم الأكبر منهم مقابل اعتقال 300 مجاهد، فهذا اعتداء صارخ وواضح على القضية الفلسطينية، متسائلا أين أصبحت الدولة التي وعد بها الرئيس الأمريكي جورج بوش ، فإسرائيل لم تخطُ أي خطوة في يوم من الأيام إلاّ وكان فيها محطة من أجل توسع إضافي وبالتالي فلا حياة للتسوية، فلولا جهوزيّة المقاومة لكانت الإعتداءات مستمرة ضدّ لبنان، مطالبا الولايات المتحدة والأمم المتحدة بسؤال الكيان المحتل عن أسلحة الدمار الشامل وعدم انضمامه إلى وكالة الطاقة الذريّة وامتلاك 400 رأس نووي ، فمن أراد البحث عن الحلول فليجدها عند إسرائيل المحتلة وليس عند لبنان المحتلة أرضه.‏

وعن الأوضاع الداخلية اعتبر نائب الأمين العام أنّ الحكومة فشلت فشلا ذريعا ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة من تقديم الحلول المعقولة ، وتساءل هل يعقل أن تزداد الضرائب على الناس بعناوين مختلفة تحت عنوان تمويل الخزينة؟، رافضا زيادة ضريبة القيمة المضافة، داعيا الدولة إلى ان تفكر بالضريبة على الإنتاج وليس الإستهلاك وعلى أصحاب الثروات وليس الفقراء.‏