برعاية وحضور نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، أقيم في مدينة الزهراء(ع)-في حلب لمناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع) سيدة نساء العالمين حفل زواج جماعي لخمسين شاباً وشابة،وذلك بحضور حشد من العلماء والشخصيات والفعاليات وحشد غفير من الأهالي.
بدأ الحفل بكلمة لسماحة السيد عبد الصاحب الموسوي، وقصيدة شعرية من وحي المناسبة للشاعر جوزيف عون، كما ادت فرقة الإسراء مجموعة تواشيح دينية
ثم كانت كلمة راعي الحفل سماحة الشيخ نعيم قاسم، ومما جاء فيها:
(...)، اليوم، كل العرب والمسلمون مدعوون إلى أن يستوضحوا طريقهم وأن يشحذوا قوتهم وهممهم من أجل التحديات الكبيرة والاحتلالات المتنقلة من فلسطين إلى العراق إلى أماكن أخرى في عالمنا، فإذا وقفنا بثبات وواجهنا هذه التحديات، استطعنا مواجهتها، ليس بإمكان إسرائيل أن تحيا في منطقتنا مستقرة آمنة ما دام هناك شعب فلسطيني أبي يقاتل بالقنبلة والحجارة ويقف بصدره العاري ليتحدى الاحتلال الإسرائيلي، ليس بإمكان أمريكا أن تستقر في العراق ما دام الشعب العراقي يرفض هذا الاحتلال ولو كانت ترسانة أمريكا العسكرية كبيرة وممتدة، لأن العسكر يربح جولة في معركة بينما الشعب المخلص صاحب الإرادة والعزيمة يربح المستقبل في معارك قادمة فأصحاب الأرض أقوى من المحتلين، وأصحاب المنهج الواضح أقوى من أولئك الدساسين، وأصحاب الإرادة القوية وعزيمة الجهاد أقوى من الذين يختبئون خلف دباباتهم ليقتلوا ويدمروا، فأصحاب الأرض هم المنتصرون بإذن الله تعالى.
يجب أن ننتقل من دائرة أن نضع أنفسنا في موضع المساءلة والخوف من مطالب أمريكا والاستكبار، لنضع أمريكا في موقع المساءلة والمطالبة، ارفعوا الصوت بوجه أمريكا وقولوا لها:أنت مطالبة بحقوق الإنسان لأنك سحقت حقوق الإنسان في العالم، وأنت مطالبة بأن توقفي آلتك العسكرية التي تدمر البشر والحجر، وأنت مطالبة بوقف الدعم لإسرائيل التي تنتهك الحرمات وتشكل خطراً على الإنسانية، وأنت مطالبة بأن تكفي عن الإدعاء بأنك تحملين التحرر للبشرية فالبشر كلهم يعلمون اليوم بان أمريكا تتصرف بطريقة متغطرسة، وتعتدي على شعوب منطقتنا ومن حق شعوب منطقتنا أن تُدافع عن أنفسها بالطرق التي تراها مناسبة من أجل أن تحصل على حقوقها، واليوم لا تستطيع أن تضحك علينا وتقول بأنها جاءت لتخلصنا، نحن لا نريد أن يخلصنا أحد فبإمكاننا أن نصنع مستقبلنا بأيدينا، لكن كفوا عنَّا اعتداءاتكم وتدخلاتكم في شؤوننا وبإمكان شعوبنا أن تصنع مستقبلها بإذن الله تعالى.
إذا كان هناك فوضى في العالم فبسبب أمريكا، وإذا كان هناك توتر وأزمات اقتصادية واجتماعية فبسبب سياسات أمريكا، وإذا كان هناك آلام في العالم فبسبب الأنظمة التي حمتها، لا تنظروا إلى الحاضر بل انظروا إلى المستقبل وإلى الحق الذي تعملون لأجله في مواجهة المنطق الضعيف للاحتلال والعدوان.
هم يضغطون على سوريا الأسد من أجل أن يتخلى الرئيس الدكتور بشار الأسد عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، لكنهم لا يعلمون بأن هذا الأسد القابع هنا يؤمن بهذه القضية بأنها قضية حق وقضية شعب ومستقبل وقضية إنسانية ولا يقبل أن يكون في مواجهتها، لذا لم يسلم لأمريكا ولم يستجب للضغوطات المختلفة، على الرغم من الصعوبات الكثيرة الموجودة في المنطقة.
نحن نحتاج إلى فترة من الزمن وأن نصبر قليلاً على الآلام والمعاناة، نحتاج إلى أن نترك المتغطرس الأمريكي لينكشف أمام العالم، اليوم البعض يعيش حالة خوف بأن أمريكا دخلت إلى المنطقة العربية، لكن في المقابل هي ضعيفة لأنها لا تستطيع إقناع أحد، هي تستعمل السلاح وتدخل بالقوة لتسيطر وتسلب الإرادة، وليس عندها منطق ليسير الناس معها، وكرّهت جميع العرب والمسلمين بها، جاءت أمريكا بنفسها لتقول اكرهوني بسبب تصرفاتي، وهذا أمر صنعته إسرائيل أيضاً.
إنَّ المرحلة صعبة ومعقدَّة، لكن لا يجوز أن نرى المستقبل بحسابات اللحظة الحاضرة.