(...)،البعض يقول بأن على الانتفاضة في فلسطين أن توقف عملياتها من أجل تخفيف الاستفزاز الإسرائيلي وبالتالي إيقاف الدماء التي تسقط في فلسطين، والسؤال المطروح:
إذا توقفت الانتفاضة عن الجهاد ما هي الحلول المطروحة أمام الفلسطينيين؟ أولاً تجريد الفلسطينيين من السلاح حتى لا تكون لهم قوة، ثانياً إدخال الفلسطينيين في حرب داخلية فيما بينهم، وبعد ذلك تصبح إسرائيل في مواجهة شعب أعزل لا يملك شيئاً، بل يعيش حالة من التفتت والمشاكل الداخلية فتتوسع إسرائيل وتأخذ ما تريد وتنفذ مشروعها التوسعي وتترك للفلسطينيين بقعة جغرافية صغيرة أشبه بمأوى ومخيم للاجئين يأكلون ويشربون فيه دون أن يعيشوا طعم الحياة وإنما يعطون ما يساعدهم على ان يبقوا بأجسادهم دون ان يكون لهم مستقبل ولا دولة، هذا ما يريدونه، فهم يريدون قتل الفلسطينيين وقتل القضية الفلسطينية وإلغاء الوجود الفلسطيني، إذاً البديل الطبيعي ان يقاوم الفلسطينيين وأن ينتفضوا ويعبروا عن رفضهم ، هذه الانتفاضة ليست انتفاضة تحسين الشروط والمكاسب، هذه الانتفاضة هي انتفاضة المحافظة على الوجود الفلسطيني، هذه الانتفاضة ليست أسلوباً من الأساليب وإنما هي ضرورة لا غنى عنها من أجل استمرار الأجيال الفلسطينية ومن أجل المستقبل، ولذا ليس هناك خيار أمام الفلسطينيين ولم يترك أحد لهم الخيار، إنهم أمام خيارين إما أن يستسلموا فتضيع فلسطين ويضيعوا معها، وإما أن يقاوموا فيحملوا أمل تحرير فلسطين ولو بعد حين، وهذا هو الخيار الطبيعي، بالطريقة والأسلوب والتوقيت والظروف والشروط التي يرونها مناسبة كقادة فلسطينيين يعرفون شؤون بلدهم ويدركون تماماً ما يصلحهم في التكتيك والاستراتيجية على قاعدة أولوية المقاومة وأما التفاصيل فهي بيدهم بما يرونه مناسباً، وإلاَّ هل تجدون الأنظار اليوم في العالم تتوجه إلى الإسرائيلي بطلب واحد هل يقول أحد للإسرائيلي لا تقتل فلسطيني؟ ولكن عندما يقتل الفلسطيني دفاعاً عن النفس بعض الإسرائيليين تقوم الدنيا ولا تقعد، ممنوع على الفلسطيني انم يصرخ ولكن مسموح للإسرائيلي ان يقتل، ممنوع على الفلسطيني أن يطالب ولكن مسموح للإسرائيلي أن ينتهك الحرمات.. لا حل إلا بالجهاد، والجهاد هو جهاد دفاعي وجهاد استرداد الأرض والحق. ونحن لا نتحدث عن نصر آني وإنما عن تعط
يل المخططات الصهيونية وهذا ما تنجزه الانتفاضة بانتظار تطورات المستقبل.
إن شهادة آية الله محمد باقر الحكيم في العراق هي شهادة عظيمة ورائدة وتعبر بحق عن المنهج الأصيل، ومن قتله أراد أن يقتل إرادة التحرير ووحدة الشعب العراقي ومستقبل العراق الذي يكون خالياً من القوى المحتلة مهما كانت تسمياتها، من قتل الشهيد السيد الحكيم أراد أن يحرم المسيرة من قوة وعنفوان، من خط مستقيم ومستقر، من رؤية واضحة على درب الولاية، من قتل الشهيد السيد الحكيم أراد أن يفتت القدرة العراقية وأن ييأس العراقيون، وأن يشعرهم أنهم أصبحوا عاجزين عن صنع مستقبلهم، لكن سيكتشف هؤلاء ومن ارتاح لفعلهم أن قتل الشهيد السيد الحكيم سيعطي زخماً وقوة وعزيمة ومدداً حقيقياً يدفع الشعب العراقي إلى الأمام ويعزز المسيرة، فدماء الشهادة في سبيل الله ترفع ولا تخفض، وتعزز المسيرة ولا تجعلها إلى الوراء.
ونحن نعتبر ان الشعب العراقي يملك رصيداً تاريخياً مهماً في الجهاد والعطاء، الشعب العراقي ليس بحاجة إلى وصاية من أمريكا او بريطانيا، بإمكانه أن يحكم نفسه ويختار نظامه ويدير أمنه وبإمكانه أن يقرر مستقبله ومصيره، وأمريكا لم تدخل إلى العراق لتحرر الشعب العراقي إنما دخلت إلى العراق لتحقيق اهدافها في السيطرة على النفط والواقع السياسي في المنطقة وفي إعطاء دعم لإسرائيل، كان الإسرائيليون يعولون أهمية كبرى أنه إذا أصبح العراق بيد القوات الأمريكية تسقط إرادة الجهاد عند الفلسطينيين فيتمكن الإسرائيليون من فرض شروطهم، فتبين أن احتلال العراق لم يغير من الحالة الجهادية في فلسطين بل بالعكس استمرت، أمَّا آمالهم في النفط فآمال يبدو أنها صعبة ومعقدة وغير آمنة بسبب التطورات الموجودة في العراق، وأمَّا محاولة سيطرتهم على المنطقة فلينتهوا أولاً من مشكلتهم في العراق وليجمعوا قتلاهم وخيبتهم في ضبط الواقع الأمني والاجتماعي السياسي قبل ان يفكروا في السيطرة على المنطقة.
من هنا نحن نعتبر أن العراقيين قد تخلصوا من ظلم صدام الذي كان واضحاً وظاهراً في اعتداءاته وظلمه للشعب العراقي لا ليدخلوا في ظلم مقنع تمارسه أمريكا بأساليب مختلفة تحت عنوان الوصاية والحماية وهي لا تستطيع أن تحمي أحد.
نحن معنيون بأن نعرف طريقنا ولقد عرفناه ، دربنا درب الجهاد واختيارنا هو اختيار المستقبل الواضح، الأمور مكشوفة أمامنا تماماً ولسنا خائفين من شيء، لأننا واثقون من الخط الذي اخترناه، ويجب ان تتكاتف الجهود في لبنان لنواجه تلك المصائب المتمثلة في الفساد والنهب يكاد الإنسان يتقزز عندما يتذكر بعض المسؤولين والمعنيين الذين لم يتركوا زاوية في هذا البلد إلا وسرقوها بعناوين مختلفة وهذا مرض كبير، هل تبحثون عن حل المشكلة الاقتصادية في لبنان؟ المشكلة الاقتصادية سياسية أولاً ، والمشكلة الاقتصادية إدارية أولاً، والمشكلة الاقتصادية ترتبط بالفساد والمفسدين أولاً، وكل الحلول الأخرى لا معنى لها إذا لم تحل هذه المقدمات وعلى رأسها الفساد.
نحن لا نطالب المسؤولين بأن يوجدوا إمكانات غير موجودة ولكن نطالبهم أن يكفوا أيدي السراَّق الذين يسرقون البقية الباقية الموجودة بيننا، نحن نطالب أن يرتفع هذا الصوت وإلاَّ لنكن واضحين ألم يكن المسؤولون في لبنان مدركين تماماً أن مشكلة الكهرباء ستتفاقم وتصل إلى ما وصلت إليه؟ لماذا لم يبادروا إلى معالجتها حتى ولو بالطرق الترقيعية التي رقعوا فيها أخيراً لماذا لم يرقعوا أولاً، أقول لكم حتى يركَّعوا وبعد ذلك يرقعوا كي يتمكنوا من فسح المجال أمام أمام وضع الشعب في طريق مسدود ليتقبل الشعب أي شيء يقررونه ونقول لهم لن نقبل أي شيء تقررونه فلن نقبل بزيادة الضرائب ولا بزيادة تعريفة الكهرباء وعلى مجلس الوزراء أن يلاحق السرَّاق الذين سرقوا مئات المليارات وحرموا هذا الشعب الفقير من لقمة عيشه وإنارة بيته، تابعوا المنتجعات والقصور الكبيرة والأماكن السياسية الواسعة التي تصرف الكهرباء فهو أكبر مما تصرفه مناطق واسعة بكل سكانها.
يجب أن يعرف المسؤولون أنهم تصدوا لهذه المسؤولية فعليهم معالجتها وهم يتحملون مسؤولية ذلك.