الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم،في الإفطار السنوي لهيئة الدعم التي أقامته في منطقة البقاع -النبي شيت،وأبرز ما جاء في كلمته:
نحن صممنا أن نجعل التكلفة للعدو كبيرة جداً وصعبة ومؤلمة جداً إذا ما حاول أن يعتدي علينا أو أن يلزمنا على أي شيء، ونحن مطمئنون لأننا اصحاب حق، ولأننا ندافع عن أرضنا وعن مكانتنا ولا أحد يستطيع أن يعيرنا بذلك أن يشكل علينا بذلك.
في لبنان صوتنا للتمديد لرئيس الجمهورية كتعبير عن الاحتياط لمشروع من ضمن رؤيتنا بما يؤدي إلى مصلحة لبنان في مواجهة الاستحقاقات القادمة وخاصة في المواجهة مع إسرائيل، وسمينا الرئيس كرامي لرئاسة الحكومة كتأكيد منا على حماية الخط الوطني وكرغبة أيضاً لإيجاد الآليات المناسبة من أجل التغيير لإحداث أشياء جديدة لمصلحة لبنان، ونحن في ذلك نكون منسجمين مع أنفسنا في مواجهة التدويل والتضعيف وفي مواجهة المشاريع المعلبة التي يريدونها للبنان، وفي الإصرار على أهمية العلاقات اللبنانية السورية، وكذلك في رغبتنا أن تكون هناك تجربة جديدة من أجل معالجة القضايا الاجتماعية الاقتصادية المعقدة والأزمات الكثيرة الموجودة في لبنان، وهذا بطبيعة الحال يختلف عن كيفية تعاطينا مع الحكومة، نحن لم نقرر بعد ما الذي سنعطيه في المجلس النيابي، لكنه مرتبط بشكل مباشربما رافق التشكيل والتأليف وبما هو برنامج عمل الحكومة، وبالتالي كل ما نقوم به إنما نقوم به من منطلق قناعاتنا لا من منطلق مواقف مسبقة تحكم من خلالها على الآخرين، ولذلك نحن نؤمن بضرورة المحافظة على الخط الوطني العام وستبقى أيدينا ممدودة لكل الذين يحمون على لبنان ويحافظون على استقلاله، ويعملون من أجل معالجة القضايا المستعصية في لبنان لكن هذا لا يتعارض أبداً مع أن نكون مؤيدين ونفعل مباركين لكل عمل إيجابي تقوم به أي جهة في لبنان، وكذلك أن نكون منتقدين ورافضين للأخطاء التي ترتكب أو للأعمال التي لا نراها مناسبة على قاعدة أننا نريد التسديد والتصويب لمصلحة البلد ولا نريد أن نكون أصواتاً بلا معنى وبلا فائدة كيفما كان وتحت عناوين مختلفة.
واعتبر سماحته أن المرحلة المقبلة بالنسبة للحكومة الجديدة على الرغم من أن عمرها لن يتجاوز السبعة أشهر، بمثابة مرحلة اختبار، وعلى المسؤولين أن يقوموا بالمهام الملقاة على عواتقهم بكل أمانة، وأن يعملوا على معالجة الملفات الأساسية والملحة التي طالما عانى منها المواطنون وما يزالون في لبنان، والتي سببت الكثير من الإشكالات والتراكمات.
ودعا الشيخ نعيم قاسم اللبنانيين إلى الحذر وعدم الخوف من كثافة وكثرة التصريحات الأمريكية والفرنسية في كل مناسبة وعند كل منعطف. لأن الهدف من تلك التصريحات إرباك الساحة الداخلية وإشعار جميع اللبنانيين وكأن على رأسهم الطير، إذ يعترضون على كل شيء ويناقشون كل شيء وكأنهم يضعون لبنان على سكة الإشراف الدولي المباشر، وبالتالي على اللبنانيين أن يتنبهوا في خطواتهم إلى ما تخطط له وترغبه أمريكا وفرنسا من أن يضيق اللبنانيون ذرعاً ويقدمون ما لم تستطع إسرائيل عبر إجتياحاتها وحروبها على لبنان. وأكد سماحته التهويل لا معنى له ولا يعدو عن كونه صراخ في الفراغ، وطالب المسؤولين اللبنانيين أن يفعلوا ما يرونه مقنعاً بالنسبة للبنان ولمصلحته ضمن القواعد المعتمدة في لبنان، وأن تكون خياراتنا حرة وغير متأثرة بالضغوطات، وعدم السماح لأي كان أن يتدخل بالشؤون الداخلية للبنان. وعلى الجميع أن يفهم أنه من المفترض ترك لبنان حراً مستقلاً دون أن تدخل خارجي، وترك الدخول في تفاصيل الحياة اللبنانية كما تحاول أمريكا وفرنسا أن تفعلا.
وحول الوضع في المنطقة، دعا الشيخ قاسم إلى اليقظة والجهوزية لمواجهة أي تطور خطير، كي لا نؤخذ على حين غرة. وشدد سماحته على أن المنطقة في مواجهة استحقاقات كثيرة وفي غاية الخطورة تتطلب بذل أقصى الجهود من الجميع شعوباً وقادة. وهذه الأخطار متأتية من المشروع الأمريكي الذي بدأ بشكل مباشر في احتلال العراق، كما وأن المشروع الإسرائيلي الذي يصعد من خطواته وحملاته من أجل القضاء على القضية الفلسطينية برمتها وعلى كل مستلزماتها وتبعاتها.
وندد الشيخ قاسم بشدة بالموقف العالمي الذي يقف متفرجاً على ما يجري في فلسطين من مجازر وعمليات قتل وتدمير للبيوت والمنازل والمقدسات في قطاع غزة وغيره، مؤكداً أن التاريخ سيكتب أن العالم بصفته شاهداً على ما يحصل في فلسطين كان مجرماً لعدم تدخله لمنع العدو الصهيوني من الاستمرار في حرب إبادة ضد شعب يريد الحرية وتحرير أرضه التي أغتصبت.
وشجب الشيخ قاسم تصريحات أرميتاج الذي أعطى العدو الصهيوني حق الاعتداء على سوريا ولبنان وإيران بحجة الدفاع عن نفسها. وذكَّر العرب والمسلمين بالتصريحات والخطب التي يلقيها المرشحون للرئاسة الأمريكية لكسب ود الصهاينة، رغبة في الحصول على أصواتهم، فيبررون للصهاينة تلك المجازر ويضعون اللوم على الفلسطينيين.
وحول الملف النووي الإيراني اعتبر أن ما تقوم به أمريكا على المسرح الدولي من ضغوطات على إيران ومحاولتها جعل تلك المشكلة قضية عالمية ودولية المقصود منها التضييق على إيران بغية فرض ما تمليه أمريكا وبغية حرم إيران من قدراتها في استخدام الطاقة النووية وتكنولوجياتهاكي تبقى إيران دولة متخلفة ضعيفة لا حول لها ولا قوة.