اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن <<حزب الله قرر ان يعطي الفرصة لهذه الحكومة الكرامية لتقدم ما عندها ولتثبت نفسها في الميدان رغم اننا امتنعنا عن إعطاء الثقة لاعتبارات أظهرناها>>، وأكد على <<مواجهة هذه الأمة بصلابة ووضوح ولن نترك لبنان فريسة لإسرائيل ولن تخيفنا لا اميركا ولا اسرائيل، وقوة المقاومة هي أفضل بكثير مما كانت عليه وستزداد قوة لمواجهة الاستحقاقات الإسرائيلية>>.
كلام قاسم جاء في حفل الإفطار السنوي الذي أقامته <<هيئة دعم المقاومة الإسلامية>> في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في مدينة عاليه، بحضور وزير الدولة محمود عبد الخالق، الأمين العام للحزب الديموقراطي اللبناني مروان ابو فاضل ممثلاً الوزير طلال ارسلان والنواب: اكرم شهيب، هنري حلو، علي عمار وفؤاد السعد، ممثل نقابة الفنانين وليد أبو الحسن، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين، رئيس المحكمة الدرزية العليا القاضي مرسل نصر وحشد من المشاركين.
عرف علي خلف وألقى الشيخ مرسل نصر كلمة، دعا فيها <<المسؤولين إلى التوحد لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة>>.
وألقى الشيخ قاسم كلمة قال فيها <<لا قيام للبنان ولا بقاء من دون جميع ابنائه بتنوعاته، ولا امكانية لأن تلغي اي جهة اية جهة اخرى والبلد يسع الجميع. كفى حروب إلغاء وحروب محاصرة، فالبلد يتسع للجميع وعلينا ان نقر بلبنان لجميع ابنائه>>، اضاف: <<نحن نمد اليد لأي تفكير للتعديل او التغيير او التصحيح او التقويم شرط ألا نهدم الهيكل على رؤوسنا قبل ان نجد هيكلا جديدا نقبع تحت سقفه ليحمينا من الشتاء، كما نرفض التدويل بكل عناوينه الكبرى والصغرى وبكل تفاصيله الآنية والمستقبلية وبكل مبرراته الوطنية والقومية والدولية، لأننا نعتبر التدويل مفردة صغيرة كرأس الجمل الذي أدخل نفسه في قن الدجاج، يبدأ بالرأس ثم نجد الجمل لا يستوعبه قن الدجاج فنصبح خارجا وتصبح الدول الكبرى في داخل لبنان فنصبح الغرباء وهم المواطنين، وعندها نستجدي من الدول الكبرى انتخابات ووزارة وخدمات، وعندها لا بد ان نستجدي من الحاكم السامي كيف نسيّر بعض شؤوننا في التعليم وتزفيت الطرق وبعض الخدمات، وهذا امر خطير جدا اذا سلكناه في مرحلة من المراحل، باعتقاد انه مساعد لنا، فسيتبيّن تماما انه في مرحلة اخرى وبال علينا حتى لو كانت إشراقته في مرحلة ما معقولة ومقبولة عند البعض، ولكن انتبهوا، ما دخل الاستكبار بلدا إلا وأكله ثم اكل ما فيه ومن فيه، فحذار ان تصبحوا في بطن الحوت اذا طلبتم المستكبرين إليه، فلا قدرة لأحد على ان يواجه الدول الكبرى اذا اصبحت في نسيجنا الداخلي واذا تدخلت في شؤوننا، لذا فنحن نرفض القرار 1559 لأنه اعتداء على لبنان وتدخل في شؤونه، وقد سمعت ان البعض منزعج من تصنيف الناس بين من يقبل بالقرار 1559 وبين من يرفضه، تعالوا نحسم الجدل لنقول جميعا بصوت واحد لعنة الله على القرار 1559 ولنتضامن في ما بيننا في ما اختلفنا عليه بعيدا عن القرار الدولي لأن هذا سيكون وبالاً على الجميع ونحن لا نقبل احتياطا من الخارج فليأخذ كل منا احتياطه من الناس من شعبه ومن طائفته من الذين يعيشون في بلدي. فكل صوت في بلدي مقبول حتى ولو عارضني وكل صوت أجنبي مرفوض وحتى لو ادعى انه معي لأني اريد ان يبقى البلد مستقلا>>.
وقال قاسم: <<لا بد ان نعطي فرصة لأي جهة تريد التعبير عن محاولة خدمتها في البلد، ونحن قررنا في حزب الله ان نعطي الفرصة لهذه الحكومة الكرامية لتقدم ما عندها ولتثبت نفسها في الميدان رغم اننا امتنعنا عن إعطاء الثقة لاعتبارات أظهرناها، لكن هذا امر وأمر المتابعة شأن آخر. لا يصح ان نضع العراقيل لمجرد المنع من التقدم، ثم نطالب بضرورة ان تثبت نفسها ونحن لا نلزم أحدا برأينا، ولم يكن البيان الوزاري معبّرا عن حقيقة الحكومة في كل الحكومات السابقة، وقيمة الحكومة بما تعمله لاحقا>>.