الموقف السياسي

المطلوب من شركائنا في الحكومة أن يتصرفوا بطريقة تقنعنا بأن البلد ليس ذاهباً إلى وصاية دولية جديدة وذلك بالحوار والاتفاق على القواعد

المطلوب من شركائنا في الحكومة أن يتصرفوا بطريقة تقنعنا بأن البلد ليس ذاهباً إلى وصاية دولية جديدة وذلك بالحوار والاتفاق على القواعد ، وبعدم الاستفراد بقرار المحكمة الدولية وقرار توسعة التحقيق وقرارات أخرى لا أدري إلى أين تجرّ فيما بعد .

مقابلة الشيخ نعيم قاسم مع قناة "ANB" والذي تحدث فيها عن الوضع السياسي الراهن

الملخص: في حديث له إلى قناة anb قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن:

المطلوب من شركائنا في الحكومة أن يتصرفوا بطريقة تقنعنا بأن البلد ليس ذاهباً إلى وصاية دولية جديدة وذلك بالحوار والاتفاق على القواعد ، وبعدم الاستفراد بقرار المحكمة الدولية وقرار توسعة التحقيق وقرارات أخرى لا أدري إلى أين تجرّ فيما بعد .

وأضاف :

نحن نعاني من مشكلة أمنية في لبنان هي هذه الاغتيالات والاعتداءات المتكررة على لبنان ، علينا أن نجلس لنناقش كيف نتخلص من هذه المشكلة وكيف نعالجها ، فإذا تبيّن أن أجهزتنا الأمنية ضعيفة نقوِّيها ، وإذا تبيّن أن هناك موازنات معينة يجب أن تُصرف لزيادة العديد والامكانات والتدريب نقوم بهذا الاجراء ، نقوي هذه الأجهزة التي تُعنى بهذه المسألة ونُعطيها الفرصة لتُثبت نفسها . يجب أن يتعزز الوضع الأمني ونوفر له الامكانات حتى يكون أمناً داخلياً لبنانياً ونعزز القضاء اللبناني ، وأن تراقب الحكومة اللبنانية الاتجاه السياسي الذي يعمل به لبنان ، والتحالفات التي يقوم بها ، هل هي صحيحة أم خطأ ؟

وأشار إلى أن لبنان مستهدف من العديد من الأطراف ، ولكل طرف طريقته في التعاطي مع لبنان ، والذي لا يُحلُُّ بالسياسة يمكن أن يذهب إلى أوضاع أمنية خطرة وصعبة كما يحصل الآن في لبنان ، من تفجيرات واغتيالات سواء على الشخصيات التي ذُكرت أو شخصيات أخرى أو حتى بمحاولات الاغتيال التي تستهدف المقاومين . إذاً هذا البلد لا تُحلّ مشكلته إلا بالموقف السياسي أولاً ، هل تُعالج المشكلة بأن يكون هناك تصعيد ضدّ سوريا ، وأن تُطلَق تصريحات ومواقف بتغيير النظام السوري ، وأن يكون هناك تماهي مع الرغبة الأمريكية بأن تُحاصَر سوريا وتُعاقب لاعتبارات مختلفة ، ويكون لبنان هو المعبر ، وبالتالي هذا سيُنتج من ناحية ردة فعل ، ومن ناحية أخرى بيئة موبوءة تستطيع أطراف كثيرة أن تدخل إليها لتُلصق التهم هنا وهناك ، ليُشعلوا الأجواء بيننا وبين سوريا . أو أن الحل يكون بأن نعمل بطريقة معاكسة ، بأن نقول أن المرحلة السابقة انتهت وخرج السوري من لبنان ، تعالوا نبحث كلبنان وسوريا كيف يمكن أن نُقيم علاقات مجدداً على قاعدة حسن الجوار والعلاقات المميزة كما ورد في الطائف ، وما تريده سوريا من لبنان وما يرده لبنان من سوريا ، لطمأنة سوريا أن لبنان ليس بوابة للانقضاض عليها ، وطمأنة لبنان أن سوريا ليست سبباً للمشاكل الموجودة في لبنان ، هذا يكون بحوار واتفاق سياسي، إلى الآن ليس هناك أي خطوة في هذا الأمر .

وأشار إلى أن :

الحلول عندنا كالتالي : أولاً أن نعمل بشكل جدي كي لا يكون التدخل الدولي في الشؤون اللبنانية يعزز الوصاية من بوابات وشبابيك مختلفة ، وهذا يفترض أن نقف عند كل خطوة نطلبها من المجتمع الدولي ، ونرى إذا كان مجلس الأمن سيأخذنا إلى حسابات أمريكا أو إلى حساباتنا ، وهذا يتطلب تدقيق وتوقف .

نحن قررنا أن نكون جزءًا من هذا الهم في حمل مسؤولية المشاركة في الحكومة ، وكان قرارنا أن لا ندخل إلى الحكومة إلا إذا كنّا في وضع فاعل داخل الحكومة ، وقد دخلنا إلى الحكومة بناءً على أنه سيعطينا قدرة أن نكون فاعلين ومؤثرين وشركاء ، نحن لم نقبل أن ندخل إلى أي حكومة سابقة لأننا لم نقبل أن نكون جزءًا من حكومة لسنا فاعلين فيها ، أو شهوداً على أمور لا قدرة لنا على التغيير فيها أو التأثير فيها ، شعرنا أن هذه الحكومة لديها القابلية أن تكون كذلك، لأنه كان هناك تفاوض مع الأطراف التي دخلنا معها إلى الحكومة قبل أن تتشكل ، وهناك التزامات تجسّدت في الانتخابات النيابية ، فهذه الحكومة أعطيناها الثقة ودخلنا فيها لأن هناك اتفاقات على أن نكون شركاء ، ولكن في منتصف الطريق هناك من يقول بأنه لا يريدنا شركاء ، كيف يكون ذلك ؟ كان الحوار قائماً حول المحكمة الدولية ، لماذا لم يتمّ اكماله ؟ فلتتأخر النتيجة أسبوعاً أو أسبوعين للنقاش والتفاهم، ما الذي سيحصل ؟ . إذاً نحن معترضون على طريقة المتابعة ، لا يجوز أن تفتح معي حواراً وتقطعه وتذهب إلى مجلس الوزراء وتتحدث بالأكثرية والأقلية ، هذا ليس اتفاقاً وليس حواراً ، فهل قضية بهذا الحجم لا يتحمل البتّ فيها أسبوعاً أو أسبوعين لاستكمال النقاش ، فتقطعه في منتصف الطريق ، هذه ليست مشاركة ، فكيف تريدني شريكاً لك وأنت لا تقبلني عملياً ، المشكلة من الطرف الآخر .

وقال :

نحن لم نعرقل ولم نعطّل أي موضوع حتى الآن ، ولكن الموقف الوحيد الذي قلنا أن فيه خطر ، هو موضوع المحكمة الدولية لارتباطه بالوصاية الدولية أو على الأقل لأننا هكذا نرى فعلى الآخرين أن يُظهروا لنا شيئاً آخر ، ويعطونا إثباتات تطمئننا ، لسنا بعيدين عن الحوار ، ولكن هذه المحطة التي حصلت هي التي أوجدت شرخاً في هذا الحوار،مسؤوليتهم أن يُعيدوا لحمه ، وأن يجدوا الطريقة المناسبة لإعادة هذا الحوار ، هم المسؤولون عن ذلك.

إن ما حصل خلال الانتخابات لم يكن اتفاقاً انتخابياً بيننا وبين الاستاذ سعد الحريري ومع الاستاذ وليد جنبلاط ومع حركة أمل ، وإنما كان اتفاقاً سياسياً له وجه انتخابي ، هناك قضايا اتفقنا عليها ، اتفقنا على دعم المقاومة ، واتفقنا على رفض الشقّ اللبناني من القرار 1559 ، واتفقنا على الحوار الداخلي ، واتفقنا أيضاً على التحقيق وضرورة وضوح الحقيقة والوقوف بوجه المجرم كائناً من كان ، نحن عندنا اتفاقات سياسية لم تكن مبنية لمرحلة ، هذه اتفاقات استراتيجية مع الاستاذ سعد ، وهذه الاتفاقات نحن متمسّكون بها ومتمسّكون باستمرار التحالف والتعاون ، ومع كل من يلتقي معنا في هذه الأمور ، على قاعدة ان يكون هناك حوار بيننا ، فالقضايا الكبرى لا يمكن أن يتفرّد فيها أحد من جانبه ولا يصحّ أن توضع أمور تعيق هذا التحالف وأن تؤثر عليه بأيّ شكل من الأشكال ، وعلى الطرف الآخر أن يبحث عن كيفية معالجة ما حصل بعد أن سبب لها هذا الشرخ بطريقة الأداء في مجلس الوزراء .