ومما جاء فيها:
نطالب أوباما والحكومة الأمريكية أن تتوقف أعمالها العدوانية تجاه سوريا. فمنذ البداية رعت أمريكا الصدام العسكري في سوريا، وموَّلت الجماعات المسلحة ووجهت دولاً عربية وإقليمية لتدمير سوريا المقاومة، وذلك بهدف استعادة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ينبني على تمزيق المنطقة وجعلها أدوات في يد المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
لقد رعت الإدارة الأمريكية التيار التكفيري ووفرت له الظروف المناسبة للانقضاض على الاستقرار، وتحميل الشعب السوري ثمناً باهظاً من حياة أبنائه وإمكانات بلده، ونحن نرى بعض المسؤولين الأمريكيين يذهبون إلى سوريا ويدعمون أولئك الخاطفين الذين خطفوا اللبنانيين في إعزاز، ويدعم أولئك الذين يقتلون ويدمرون وعلى مرأى من العالم، وما هي حجتهم؟
نحن نطالب أوباما والحكومة الأمريكية أن تتوقف عن تدمير سوريا، وتخضع لمطالب الشعب السوري في الحل السياسي الذي يضمن المشاركة لجميع أطياف الشعب، وتتركه لخياراته السياسية من دون فرض شروطها التي تحاول من خلالها التحكم بهذا البلد المعطاء.
أمريكا هي المسؤول الرئيس عن الأزمة السورية، وعليها أن تتوقف وعليها أن تترك هذا الشعب السوري لخياراته ومستقبله، ونحن نؤمن أن ما يجري في سوريا هو إحدى حلقات ضرب المشروع المقاوم. لسنا نحن الذين نقول هذا الكلام هم الذين قالوا، اسمعوا تصريحات الإسرائيلية والأمريكية وبعض التصريحات التي تخرج من بعض المسلحين كلهم يتحدثون بلغة واحدة: يريدون قطع الجسر الممتد بين إيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية لضرب المشروع المقاوم من وسطه ليتمكنوا بعد ذلك أن يضربوا الأطراف وأن يشتتوا هذه الإمكانية وهذه القدرة. والبديل الذي يريدونه في سوريا دولة تستطيع أن تكون تحت جناح إسرائيل، وتنفذ مشروعها وحضورها وتثبيت كيانها ودولتها، وهذا أمر خطير وهم يصرحون به ويتحدثون عنه، ولذا ما نقوم به كحزب الله هو حماية للمشروع المقاومة، ومنع النيران من أن تنتشر لتصل إلينا، لأن النتائج في سوريا ستنعكس على لبنان والأردن والعراق وتركيا وكل المنطقة، سواءً أكانت عربية أو إسلامية، نحن نقولك اتركوا للسوريين أن يختاروا ما يريدون، وأن يتفقوا على ما يشاؤون، لا دخل لأحدٍ في خيارات الشعب السوري، أما موقع سوريا المقاوم والداعم للمقاومة فمسألة تعنينا ولنا دخل بها لأنها تنعكس علينا وتؤثر وتؤسس لواقع مختلف في هذه المنطقة
والنموذج ماثل أمامنا وراجعوا التاريخ، وكنت أراجع التاريخ لأتأكد من المناطق التي يسكنها اللبنانيون في جوار منطقة الهرمل، الحادثة الأولى برزت في شهر تشرين الثاني 2011من حوالي سنة و8 أشهر عندما قتل شخص من آل زعيتر ظلماً وعدواناً، ثم بعد ذلك بدأ مسلسل الخطف والقتل، وحصلت مداهمات لعدة قرى، وهُجر أناس من عدة قرى، وحاول الأهالي هناك أن يناقشوا مع المسلحين في الطرف الآخر في محاولة لتحييد تلك المنطقة فلم تنجح المحاولات، وخالفوا الاتفاقات مراراً وتكراراً، فهل نتفرج على ذبح الناس؟ وهل نتفرج على تهجيرهم وقتلهم وخطفهم إيذائهم وإغلاق حياتهم، لا بدَّ أن نقف إلى جانبهم، وأن نساندهم وندعمهم، وهذا حقٌ مشروع من الطبيعي أن نقوم به، لكن لعلَّهم لم يقدروا هذه النتائج، ولعلَّهم استخفوا كثيراً بهذه المواجهة، ولكن عليهم أن يعلموا أننا نقوم بعملٍ دفاعي له طابعي استراتيجي لحماية ظهر المقاومة، ولحماية خطها ولجعل هذه المنطقة عصية على إسرائيل وعلى المشروع الأمريكي لأننا أحرار في أن نختار ما نريد في بلدنا كما أن السوريين أحرار في أن يختاروا ما يريدون في بلدهم.
نحن اليوم أمام هذه التحديات نرى أن واجبنا بأن نعمل، وأن نعمل بصمت من دون ضوضاء، ولن تؤثر كل هذه الإدعاءات والتهديدات التي يتحدثون عنها من هنا وهناك.
في الآونة الأخيرة سقطت صواريخ على الضاحية الجنوبية، وهذه صواريخ فتنة، يريدون من خلالها أخذ البلد إلى مسارٍ آخر، وتمَّ الإعتداء على الجيش في "عرسال" وهي ليست المرة الأولى، وهذا عمل فتنة أيضاً لإرباك القوى الأمنية، وتكاثرت التصريحات التي تسيء إلى موقع الجيش وموقعه، وهذا مدانٌ من قبلنا، لماذا كل هذه الأعمال؟ هل هي أعمال لبناء الوطن؟ لا يُبنى الوطن في التخريب، وعمليات الفتنة، والاختفاء كخفافيش الليل في محاولة لإثارة البلبلة المذهبية والطائفية، ولكننا واعون إن شاء الله تعالى، نتابع الأمور بدقة متناهية، ولا نعطيهم أي مبرر أو ذريعة لتنتشر الفتنة، وسنبقى سداً منيعاً في وجه الفتنة كما كنا كذلك لسنوات وسنوات، لو أردنا أن نرد على بعض الموتورين العالمين أو الجاهلين لدخل لبنان في الفتنة منذ سنوات، ولكن الحمد الله نتصرف بعقل وإيمان ونلتفت إلى مصلحة بلدنا ونتحمل الكثير، وإن شاء الله لا تتقدم الفتنة خطوة واحدة وتنقلب على أصحابها الذين يقومون بها.