الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل التكليف الذي نظمته التعبئة التربوية والهيئات النسائية في حزب الله في قاعة رسالات في 7/5/2013

ماذا يقول أولئك الذين يحملون دعم الاتجاه التكفيري في سوريابشأن قطع الرؤوس والسيارات المفخخة والاعتداء على مقامات الأولياء

ومما جاء فيها:

العالم اليوم يعمل من أجل أن يحاصر الاتجاه الاسلامي الأصيل، ويعمِّم الاتجاه المادي السلبي والإسلامي المنحرف كي يبعدنا عن طاعة الله وعن النموذج الحقيقي، لكن علينا أن نصمد وأن نعمل من أجل إعطاء النموذج الصحيح.
اليوم العالم المستكبر يتآمر مع دولٍ إقليمية وعربية على سوريا من أجل أن يدمِّرها، شعباً واقتصاداً ومستقبلاً، لأنه يعتبر سوريا مأزقاً بالنسبة إليه. هم يريدون تدمير سوريا من أجل ثلاثة أهداف:
أولاً، لضرب المقاومة بعناوينها المختلفة، لبنانية أو فلسطينية أو سورية أو إيرانية أو عراقية من بوابة ضرب سوريا.
ثانياً، لإراحة إسرائيل من دولة عربية بقيَت صامدة وممانعة وتدعم المقاومة في الخندق الأول.
ثالثاً، لأنهم يريدون تغيير خارطة الشرق الأوسط الجديد من بوابة سوريا وإذا ظنَّت دول الخليج أنهم بمعزل عن هذا التغيير فهم واهمون، لأن التغيير سيلحق بهم لو نجح مخطط الأعداء، وإن شاء الله لن ينجح، ومع ذلك فالتغيير سيطالهم.
هناك اعتداء حصل من إسرائيل ضد سوريا، وهذا يعني أن سوريا تشكِّل عقبة بوجه إسرائيل، وأنها صامدة في مواجهتها، وهذا القصف هو محاولة لإعطاء شحنة معنوية للإرهابيين والتكفيريين والذين يقاتلون من أجل تدمير سوريا من الداخل. أين هي الأصوات المستنكرة لاعتداء إسرائيل؟ أين هي الأصوات التي تدَّعي أنها تريد تحرير فلسطين في المواقع المختلفة في المنطقة والعالم العربي؟ هذا القصف الإسرائيلي يتماهي مع الاتجاه التكفيري والمخرِّب لسوريا كجزء لا يتجزأ من التآمر عليها. على كل حال ألا يلفت نظركم أن سوريا صمدت سنتين وثلاثة أشهر إلى الآن مع هذه الحرب الدولية الإقليمية عليها، ألا يعني هذا أن هناك شعباً يحيط نظامه، ويريد أن يُبقي سوريا بعيدة عن التدخلات والتأثير الأجنبي؟ بإمكان المستكبرين أن يُطيلوا عمر الأزمة في سوريا، ولكن ليس بإمكانهم أن يُحدثوا نظاماً كما يريدون، بإمكانهم فرض الأزمات المتتالية على سوريا لكن ليس بإمكانهم اجتراح الحل. الحل الوحيد في سوريا هو الحل السياسي الذي يتفاهم عليه الأطراف الداخليون من دون تدخل خارجي وضغوطات وأوامر خارجية.
ماذا يقول أولئك الذين يحملون دعم الاتجاه التكفيري في سوريا؟ ماذا يقولون عن المجازر وقطع الرؤوس وقصف الأماكن العبادية والاعتداء على مقامات الأولياء ومنها مقام الصحابي الجليل حجر بن عدي (رض)؟ ماذا يقولون عن استخدامهم للأسلحة الكيماوية وقد ثبت ذلك على المستوى الدولي؟ ماذا يقولون عن السيارات المفخخة التي توضع في الأسواق وتقتل المدنيين؟ هل هذا هو البديل المطلوب لسوريا؟ هل التدمير والقتل والإرهاب هو المطلوب كبديل عن الواقع القائم؟ في الواقع هذه مآمرة حقيقية على سوريا، من المفروض أن نواجهها جميعاً بتضافر الجهود والإمكانات المتاحة، وكفى تنظيرات لا معنى لها لأولئك الذين يحرصون على الشعب السوري، فمن يحرص على الشعب السوري لا يؤيِّد السيارات المفخخة وقطع الرؤوس والاعتداء على الأولياء ومراكز العبادة.
لقد سمعتم منذ أيام كيف أن الجامعة العربية تقدِّم اقتراحاً للتنازل عن الأراضي الفلسطينية في عام 67، ومن قال لكم أن تحلُّوا مكان الفلسطينيين في قراراتهم؟ وهل وصلنا إلى درجة أن يكون التنازل الواحد تلو الآخر كل عشر سنوات حتى لا تبقى فلسطين. ارتكوا فلسطين للفلسطينيين، اتركوها للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد فهو الذي يختار ويقرِّر، بدل هذه المهزلة التي تؤدي للتنازل عن الحقوق كرمى لسياسات أمريكية ومكاسب خاصة.
أما ملف الحكومة والانتخابات في لبنان فنحن نتابعهما بمسؤولية ورغبة بإنجازهما بأسرع وقت ممكن، أو أيٍّ منهما يمكن إنجازه قبل الآخر لا نمانع بذلك، وهذا ينعكس على حالى التوافق التي يحتاجها لبنان في هذه الظروف الحساسة، نحن مع الحلول التوافقية في لبنان، فهذا أسلم للبلد وأفضل للمستقبل.