الموقف السياسي

ليس هناك تعارض بين المقاومة ومشروع الدولة....نحن نريد لبنان مستقلا عن كل وصاية اجنبية مهما كان عنوانها .وامريكا تعتدي على لبنان في كل مرة تتحدث فيه عن القرار 1559

هذا ما اكد عليه سماحة الشيخ نعيم قاسم اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في حسينية مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك بمناسبة أربعين الحاج علي حسين بلوق.

هذا ما اكد عليه سماحة الشيخ نعيم قاسم اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في حسينية مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك بمناسبة أربعين الحاج علي حسين بلوق.

واعتبر نائب الامين العام لحزب الله ان تحرير جثة الشهيد ملحم سلهب هو انتصار جديد للمقاومة بعد المحاولات الكثيرة من اجل المقايضة لكننا رفضنا وقلنا بصوت واحد للاسرائيليين بان عليهم ان يعيدوا جثة الشهيد الى اهله وبلده واحبته دون ثمن او مقايضة، وهذا الامر يذكر باهمية وجود المقاومة وحضورها كخيار دفاعي اثبت جدواه في لبنان.‏

وأكّد الشيخ ، أنّ المقاومة ليست مجموعة عسكرية ولا سلاحا ولا طائفة ولا منطقة بل هي جزء لا يتجزأ من بنيان لبنان الذي تحرر بفضلها وأصبح الإسرائيلي خارج حدوده باستثناء مزارع شبعا، وقد تحولت المقاومة لجزء من منظومة لبنان الحقيقية وضرورة لمصلحته واستقلاله، وستستمر في تكاملها مع الدولة والجيش والشعب، رافضا الحديث عن تعارض بين المقاومة ومشروع الدولة، مشددا على أنّ المقاومين يساهمون في مشروع بناء الدولة ويعملون بشكل حثيث لتأكيد الإستقرار في الداخل والعمل على نهضة البلد.‏

أضاف الشيخ قاسم : يجب أن نتوجه بالرفض إلى أؤلئك الذين عاثوا في الأرض فسادا لفترة طويلة من الزمن وأطالوا عمر الإحتلال 20 عاما وأعاقوا مشروع الدولة وأضروا بالناس وخرّبوا الأمن في لبنان، بينما المقاومة عملت على طرد الإسرائيليين وعملائهم وإسقاط مشروعهم الأمني. ورأى سماحته أنّه من الخطأ أن نسقط قدرة المقاومة من أيدينا بمواجهة الإحتلال لأننا نكون قد عرضنا بلدنا للخطر ولذلك يفترض أن نكون دائما في إطار التلاحم والتعاون لنجمع ما أمكننا من قدرة وقوة بمواجهة الإحتلال وبناء مشروع الدولة، وقال : نحن نشكر كل أؤلئك الذين أصدروا تنويهات ومباركات وأوسمة بحق المقاومة والمقاومين وهذه نقطة إيجابية لكنّ المقاومة ستستمر بالجهاد والتضحية والتعاون والإئتلاف وليس بالأوسمة وأمامنا أخطار كثيرة بمواجهة المشروع الإسرائيلي، ولذلك علينا أن نبقى على استعداد لحماية لبنان.‏

وحذّر الشيخ قاسم من العبث الأمريكي السياسي والعبث الأمني الإسرائيلي، داعيا إلى عدم الهدوء والسكوت والغفلة عن المخططات التي تحاك ضدّنا، فنحن نريد لبنان مستقلا عن كل وصاية أجنبية مهما كان عنوانها لأنّ لبنان بلغ سن الرشد من أجل أن يحكمه أبناؤه ولا نريد لأي قوة في العالم أن تتدخل تحت عنوان وهمي هو خدمة لبنان لأنّ لا أحد يخدم إلاّ مصالحه لندخل إلى وصاية تجذب إليها بعض اللبنانيين الذين ينخدعون بها .‏

وانتقد التدخل الأمريكي الدائم في الشؤون اللبنانية والإثارات المتكررة للقرار 1559 ومحاولة القيام بكل ما من شأنه خدمة إسرائيل وحتى لا يبقى لبنان شوكة في طريق المشروع "الشرق الأوسطي الكبير" الذي تريد أمريكا من خلاله الهيمنة على المنطقة .‏

ورأى الشيخ قاسم أنّ أمريكا تعتدي على لبنان في كل مرة تتحدث فيها عن القرار 1559 ، نحن لا ننظر إلى هذا القرار إلاّ بهذه النظرة لأننا نعلم منشأه الأمريكي والإسرائيلي، أضاف : إنّ العبث السياسي والأمني الأمريكي والإسرائيلي لا ينفصلان لأنّ ساحتنا مفتوحة ويتخللها وضع أمني صعب وهناك قرار إسرائيلي بالإستفادة من واقع هذه الساحة لتقوم بأعمال تحاول من خلالها وضع خطوات باتجاه مشروعها في لبنان.‏

وتوقع أن يبقى الوضع السياسي في لبنان قلقا ومتوترا لفترة من الزمن ولحدود الإنتهاء من التحقيق الدولي، ودعا إلى إنجاز هذا التحقيق الذي يعبر حزب الله عن اهتمامه الكبير به إلى أن يصل إلى النتيجة المرجوة في كشف الجناة الحقيقيين ومحاكمتهم ووضع حد لهذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان ولنؤسس لمرحلة ما بعد كشف الحقيقة. كما توقع أن تجري محاكمة علنية للمجرمين مدعمة بالأدلة القضائية المقنعة والوثائق التي تدين المسؤولين وعند ذلك ستبنى المواقف والواقع اللبناني على أساس الحقائق لا التصورات والتحليلات.‏

ودعا الدولة للإهتمام بشؤون الناس وقال : الحكومة اللبنانية لا تستطيع أن تنأى بنفسها عن الواقع الحياتي والمعيشي والتربوي والصحي وكل ما يتعلق بالمواطن، مضيفا أنّ مسار التحقيق له قنواته ودور الحكومة في إنجاز مهماتها الإنمائية والإقتصادية له مساره الذي يجب أن تسير فيه بكل شجاعة وفعالية لأننا بحاجة في هذه المرحلة لمعالجة الكثير من الثغرات وحل أزمات المناطق المحرومة ومعالجة مشكلة البطالة التي بدأت تطل برأسها على أوسع قطاع شعبي في لبنان، ما يفرض على الحكومة أن تجتهد لجذب الرساميل وإعطاء التسهيلات ومنع إنهيار بعض القطاعات وخاصة القطاع الزراعي .‏