الموقف السياسي

المقاومة ليست سلاحاً، المقاومة منهج وقرار: المنهج هو أن يبقى بلدنا مستقلاً عزيزاً والقرار هو أن ندافع عنه بقوة السلاح

النجاح في بناء لبنان يحتاج إلى منع الوصاية الأجنبية والتدخل في الشؤون الداخلية.

11/8/2005
النجاح في بناء لبنان يحتاج إلى منع الوصاية الأجنبية والتدخل في الشؤون الداخلية.

(...)، فليكن معلوما أنً المقاومة ليست سلاحاً، المقاومة منهج وقرار، أما المنهج فهو أن يبقى بلدنا مستقلاً عزيزاً مرفوع الرأس ،لا يقبل أن يكون في ركب إسرائيل وكل المستكبرين ، وأما القرار فهو أن ندافع بقوة السلاح لنمنع إسرائيل والذين يقفون وراءها من أن يفرضوا شروطهم علينا، وأن يعتدوا على بلدنا وعلى منطقتنا. المقاومة ليست ورقة بيد أحد، ولا يستطيع أحد أن يضعها على طاولة مفاوضات من أجل أهدافه ومبادئه، المقاومة حياة للأمة بأسرها وعلينا أن نتمسك بها لنحقق إرادتنا ومطالبنا، ولن نقبل وصاية من أحدٍ ، لا من مجلس الأمن الدولي ولا من الدول الكبرى، ولا نقبل أن نعيش تحت رحمة شهاداتهم المزورة التي يعطونها لإسرائيل ، حيث يعطونها الحق بأن تقتل وأن تحتل وأن تصادر الأراضي، ويواجهون المقاومة والانتفاضة بأنهم يعتدون ويواجهون إسرائيل، هذا أمر لن نقبل به، لن نلجأ لمجلس الأمن ليعطينا حقوقنا ، لقد جرَّبناه فتبيَّن أنه يعمل على الطريقة الأمريكية الإسرائيلية. نحن سنعتمد على قوتنا الذاتية مهما كانت ضعيفة لأننا نؤمن أن الإرادة هي التي تصنع القوة وليس السلاح فقط، فالسلاح موجود في أيدي الكثيرين في المنطقة، لكن لا قيمة له، بينما أصبحت له قيمة في لبنان وفلسطين لأنه انطلق من إرادة حقيقية ومن إيمان ومن تصميم ومن عزم، وسنبقى على هذا المنهج ونحن واثقون أننا منتصرون.‏

انظروا اليوم إلى المجتمع الإسرائيلي ، فإنه مجتمع مربك ومجتمع على طريق الانهيار ، ويعاني من أزمات كبيرة وخسائر متتالية ، ابتداءً من التحرير الذي حصل في سنة 2000 بدأ العد العكسي لهذا الكيان الإسرائيلي، فقريباً سيكون هناك تحرير لغزة إن شاء الله تعالى، ونأمل أن يحصل في المستقبل تحرير لمزارع شبعا وكذلك تحرير أقسام أخرى من فلسطين، لكن سنبقى حاضرين في الميدان حتى تتذكر إسرائيل أننا لن ننصاع لمشروعها ومن حقنا أن ندافع، ولن نحتاج إلى شهادة من أحد بهذا الدفاع، وثِقوا أنهم لو كانوا قادرين على أن يبطلوا مقاومتنا في لبنان ، وينزعوا سلاح المقاومة في لبنان لفعلوا ذلك منذ زمنٍ بعيد ، لكنهم عاجزون عن ذلك لأنكم أنتم أيها المؤمنون بوطنكم وبأمتكم متمسكون بهذا السلاح من أجل حفظ الحقوق وليس من أجل الاعتداء على أحد.‏

أريد أن أذكر الحكومة اللبنانية بأنها مسؤولة اليوم في أن تبني دولة المؤسسات ، وأن تلتزم الضوابط القانونية، وأن تعطي الوزارات صلاحياتها كاملة لتتحمل مسؤولياتها، وأن تناقش بجدية وفعالية الأزمة المعيشية الخانقة وأزمة البطالة بتوفير المقومات اللازمة لنقلة جدية ونوعية، لم تعد بحاجة في هذه المرحلة لأحاديث سياسية كثيرة وإضاعة الوقت بالقرار 1559 أو 1614 أو غيره من القرارات، أصبحت هذه القرارات وراءنا والحمد لله استقر الاتجاه السياسي في أن يأخذ لبنان دوره، وفي أن يزرع مستقبله، ولكننا بحاجة إلى أن يعرف الجميع أهمية منع الوصاية الأجنبية والتدخل في شؤوننا الداخلية لننجح في بناء لبنان في هذه المرحلة.‏

على هذا الأساس لبنان وصل اليوم إلى هذه المحطة ولا عودة إلى الوراء، لبنان اليوم عصيٌّ على المشاريع الإسرائيلية الأمريكية، ويجب أن يبقى كذلك ليكون محميًّا، ولا تخافوا من التهديدات في منع المساعدات الاقتصادية وما شابه، لأنهم يعلمون تماماً أن لبنان المستقر هو مصلحة للجميع، وبالتالي عليهم أن يساهموا بما خرَّبوه هم ، عندما يقدموا مساعدات للبنان لا يعطونه شيئاً وإنما يكفِّرون عن بعض أخطائهم وآثامهم وذنوبهم ومآسيهم التي صنعوها في بلدنا بسبب مخططاتهم. على هذا الأساس سنتابع لنكون عاملين ومؤثرين في بنية هذه الدولة، لكن أذكر بأن الحكومة مسؤولة في تأخذ بعين الاعتبار مطالب الناس، لسنا اليوم في وارد الحديث عن منتصر ومنكسر، ولا عن تصفية حسابات، ولا عن محاولة استئثار بالسلطة، نحن اليوم في مجال الحديث عن من يخدم الناس والناس سيحاسبونه على هذا الأساس.‏

*الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخريج الدورات القرآنية والأندية الصيفية للفتيات التي أقامتها الهيئات النسائية- بيروت 11-8-2005‏