سلاح حزب الله مرتبط بأمرين : وجود الاحتلال ووجود الخطر الاسرائيلي .
• لن نقبل أي حلٍّ يعطي إسرائيل أمنها ويضع لبنان في دائرة الخطر الدائم .
• ليس من مصلحة أحد أن يستقويَ بالأجنبي على باقي المواطنين الموجودين معه في هذا الوطن لأن الاستقواء بالأجنبي هو الذي يعطِّل الخير للبنان وهو الذي يجعله في مهبّ الريح .
تحدث الشيخ قاسم عن الاهتمام الأمريكي بلبنان فقال :
إن الاهتمام الأمريكي بلبنان ليس من أجل سيادته واستقلاله وحريته إنما لجعل لبنان في دائرة السيطرة الدوّلية لتطويعه من أجل خدمة اسرائيل ، فإسرائيل تضجّ من مقاومة لبنان ، وإسرائيل تألّمت من طردها الذي حصل على يد المقاومين ، وإسرائيل تريد أن ترتاح من جبهة لبنان لتتفرغ لجبهة فلسطين تمهيداً للسيطرة على المنطقة العربية بأسرها ، وهي ترى أن لبنان بمقاومته عقبة ، وأمريكا هي التي تعمل لتخلِّصها من هذه العقبة ، إذ لو استطاعت إسرائيل أن تتخلّص من عقبة المقاومة لما تدخّلت أمريكا ، لكن عندما فشلت إسرائيل في احتلالها وعدوان 93 وعدوان 96 واضطرت أن تهرب من لبنان في سنة 2000 ، لولا أن حصلت هذه الأمور وفقدت اسرائيل قدرتها وإمكانياتها على أن تواجه المقاومين لما تدخلت أمريكا مباشرة ، ولما كانت أمريكا في الواجهة لتدفع عن اسرائيل وتساعد اسرائيل . من هنا عندما تطالب أمريكا بإيقاف المقاومة في لبنان إنما تطالب بإضعاف لبنان كرمى لعيون اسرائيل، وعندما تطالب أمريكا بسحب سلاح حزب الله فليس من أجل أن تكون الدولة قوية في لبنان وتتحكم بمسارها بل لأنها تريد سحب قوة تزعج وتؤلم اسرائيل ، ولمالم يتمكن أحد من سحب هذه القوة من خلال الاعتداء الخارجي والضغط الخارجي ، يريدون له أن يسير من خلال واقع لبناني داخلي علّهم ينفذون من خلال بعض الاختلافات في الآراء للوصول إلى محاولة الضغط الداخلي كي لا تكون هناك مقاومة .
وأضاف :
من هنا نحن نقول بأن هذه المقاومة هي مقاومة للبنان وهي مقاومة للدفاع في مواجهة الخطر الاسرائيلي ، هذه المقاومة لم تكن يوماً بقرار دوّلي ، ولن تكون يوماً مسخّرة لقرار دوّلي أيضاً، هذه المقاومة نابعة من الشعب ، نابعة من القرار الحر ، نابعة من الإرادة من أجل التحرير ومن أجل صناعة المستقبل ، على هذا الأساس نحن نعتبر أن مبرّر سلاح حزب الله مرتبط بأمرين : الأول وجود الاحتلال والثاني وجود الخطر الاسرائيلي ولن نقبل إملاءات خارجية توقِّت نقاش سلاح المقاومة ولا يملك أحد صلاحية منعنا من حقنا في الدفاع عن النفس وعن الوطن . هذا السلاح كان ضدّ اسرائيل وسيبقى ضد عدوانها واحتلالها ولن يكون إلا في هذا الاتجاه بتصميم وعزيمة صادقة ولن نقبل أي حلٍّ يعطي إسرائيل أمنها ويضع لبنان في دائرة الخطر الدائم ، وهنا أذكِّر بأن لا داعي لأن يتطوّع أحد متبرّعاً عن اللبنانيين ليتحدّث باسمهم أو أن يعطي تطمينات بمواقف تؤيد إبطال قدرة لبنان وتضعف مقاومته في مواجهة العدو الاسرائيلي ، فلا زلنا في ساحة المواجهة وما زالت مزارع شبعا محتلة وسمير القنطار مع اللبنانيين الآخرين وغيرهم في السجون الاسرائيلية والطّلعات الجوية تخترق أجواء لبنان في كل يوم ولا ينفع مع اسرائيل إلا بقاء المقاومة وسلاحها ، ولن تنفعنا القرارات الدولية في أن تمنع هذا العدوان المتكرّر ، بل سمعنا تصريحات من المندوبين للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومن الأمين العام للأمم المتحدة مستنكرة طلعات إسرائيل الجوية، لكن لا إمكانية لمنعها من الاعتداء ، إذاً كيف نقف مدافعين عن أنفسنا مما نتوقّعه من إسرائيل ؟ وكيف ندافع عن بلدنا إذا لم يكن هذا السلاح بأيدينا ؟.
من هنا هذه المقاومة هي مقاومة ضد الاحتلال والخطر الاسرائيلي وستبقى كذلك في الميدان أما من يرغب من اللبنانيين بمناقشة مسألة السلاح أو غيره من المسائل ، فعليه أن يجلس على طاولة للحوار وأن يفتح كل القضايا وليس قضايا محددة وأن يناقش كل الأمور ، وعندها ، ما نتّفق عليه نقوم به وما نختلف عليه نرى كيف نتعاون فيما بيننا من أجل مصلحة بلدنا ، وأما أن تنسب الأمور إلى الوضع الشعبي فالشعب موجود هنا وموجود هناك ، نحن نعتبر أن الشعب موجود في تظاهرة الثلاثاء وموجود أيضاً في تظاهرة الاثنين ، لنقول بأن الشعب اللبناني هو بين هاتين التظاهرتين وهناك آخرون لم ينزلوا إلى الأرض أيضاً ربما من قوة ثالثة ورابعة وخامسة ، إذاً هذا الشعب له تنوّعه وله قناعاته ، ثم من قال أن هؤلاء يجمعون على أمر كما يجمعون على المقاومة وقوة المقاومة وقوة لبنان في مواجهة الاحتلال ، هذا عنوان رئيس يجب أن يكون حاضراً في أذهان الجميع ، وليس من مصلحة أحد أن يستقويَ بالأجنبي على باقي المواطنين الموجودين معه في هذا الوطن لأن الاستقواء بالأجنبي هو الذي يعطِّل الخير للبنان وهو الذي يجعله في مهبّ الريح ونحن نريد لبلدنا أن يكون مستقلاً عن كل إدارة خارجية وتدخل خارجي ، نحن اللبنانيون نستطيع أن ندير شؤوننا وأن نتفاهم على قضايانا ولسنا بحاجة لا لوصاية ولا لانتداب ولا لاحتلال ولا لرعاية دوّلية في ظاهرها الخير للبنان وفي حقيقتها السمّ الذي ينبع من تعطيل قدرته لمواجهة الاستحقاقات ، ولاعطاء اسرائيل ما يرضيها .
من هنا أقول بكل صراحة ، أمريكا لم تكن يوماً ضمانة للاستقرار ولن تكون يوماً ضمانة لسيادة لبنان ومشروعها مشروع خطير جداً لأنه يريد أن يغيِّر خارطة الشرق الأوسط ويريد أن يعيد مكانة لبنان في إطار مشروعها الاحتلالي وعليه نحن رفضنا القرار الدوّلي 1559 لأننا نرفض التدويل ونرفض التدخل الأجنبي بمسائلنا ، وبكل وضوح لا داعي لتلطيف هذا القرار، هذا القرار هو عدوان على لبنان وإذا كان البعض يعتقد أنه يتساوى مع اتفاق الطائف ، نقول له لنعد إلى اتفاق الطائف ولسنا بحاجة إلى تفاسير ولسنا بحاجة إلى ربط بين القرار الدولّي و اتفاق الطائف ، لأن هذا الربط يُحدِث إشكالات كثيرة في رؤيتنا وفي فهمنا المجمعين عليه ، وبما أننا اتفقنا أن الطائف هو السقف ، فلنعد إليه و لنترك القرار 1559 جانباً فنحن لا نريد أن نعطي للمستكبرين منحة داخلية تساعدهم ليتذرّعوا ببعض اللبنانيين ليتدخّلوا في لبنان ، وهذا خطر كبير لا ينسجم مع مصلحتنا جميعاً ولا مع مستقبلنا .
وتابع قائلاً :
وهنا لا بد أن نعرّج على تلك الديمقراطية العالمية وحقوق الانسان المتجسّدة بالأداء السيء للاتحاد الأوروبي والذي يتمثّل بمنع قناة المنار عن أن تبثّ عبر الأقمار الأوروبية وهذا المنع هو منع لحرية الرأي وهو منع لكلمة الآخر ، أين ادعاءاتكم بأنكم تريدون الحوار؟وأين ادعاءاتكم بأنكم تقبلون الطرف الآخر ؟ وأين ادعاءاتكم بأنكم تقارعون الحجة بالحجة والموقف بالموقف ؟ ، وأنكم مطمئنون إلى سلامة أفكاركم ، هل أصبحت آية من كتاب الله تعالى ترعبكم ؟ هل أصبح الموقف السياسي المؤيّد للفلسطينيين والمجاهدين يزعجكم ؟ هل تخافون من أن يتأثر الشعب الأوروبي ببعض الأفكار التي تتطرحها هذه القناة وأنتم تريدون منعهم من الاطلاع على ما عند الآخر ؟ على كل حال ، من وجهة نظرنا منع بثّ المنار تضحية من التضحيات التي اعتدنا عليها وهو أمر جهادي يضاف إلى السجل الحافل لحزب الله في مواجهة الاحتلال ومواجهة الاستكبار ومواجهة التعنُّت الدوّلي ضدّ شعوبنا وضد أمتنا .
سنتابع مسارنا وسنعتبر أن هذه التضحية هي جزء من الابتلاءات والاختبارات التي سنقف صامدين معها دون أن نتراجع إلى الوراء فإننا نعلم تماماً أنهم إذا أقفلوا المنار من هنا ، لكنهم لا يستطيعون إقفال حب المقاومة من قلوب شعوب منطقتنا والعالم الحر وهذا الحب يدخل من دون استئذان ومن دون قنوات فضائية ، يدخل بالقناعة والفكر ويدخل بالاتصال الروحي والثقافي وهذا سيستمر إن شاء الله وستبقى المقاومة عزيزة رافعة رأسها رغم أنف الحاقدين ورغم كل المؤامرات ...