الموقف السياسي

الخطبة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله إحياء لمناسبة عاشوراء في الليلة الثانية -1426

أكّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة10 الشيخ نعيم قاسم أنّه منذ بداية المقاومة الإسلامية في لبنان وهي صادقة مع أهلها واضحة في خطابها ولم تقل يوما شيئا إلاّ وفعلته ولم تنفِ يوما شيئا إلاّ وصدق نفيها. وحتى العدو يعتبرننا صادقين، وذلك لأننا نحمل أمانة عن هذا الشعب ولأنّ الموجودين في هذا الخط هم من أصحاب السيماء الحسنة المؤمنة الطيبة الطاهرة الذين لا يعرفون الكذب والخداع.

أكّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة10 الشيخ نعيم قاسم أنّه منذ بداية المقاومة الإسلامية في لبنان وهي صادقة مع أهلها واضحة في خطابها ولم تقل يوما شيئا إلاّ وفعلته ولم تنفِ يوما شيئا إلاّ وصدق نفيها. وحتى العدو يعتبرننا صادقين، وذلك لأننا نحمل أمانة عن هذا الشعب ولأنّ الموجودين في هذا الخط هم من أصحاب السيماء الحسنة المؤمنة الطيبة الطاهرة الذين لا يعرفون الكذب والخداع.

وقال :" شكلت إسرائيل خلية اسمها خلية الحرب النفسية على المقاومة في لبنان وسرّبت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ حوالي ثلاثة أسابيع خبرا بأنّ هذه الخلية قد تشكلت لإثارة مجموعة قضايا ضدّ حزب الله. وإذا راقبتم وسائل الإعلام فكل يوم هناك خبر عن حزب الله مثل الوجبة اليومية. مرة يطلع الخبر عن مصدر مسؤول وأخرى مصدر لم يذكر اسمه ومرة مصدر صرح لصحيفة ومرات أخرى يتناوب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع وزير الخارجية مع وزير الدفاع وكل واحد له يوم حتّى يضعوا حزب الله في دائرة الضغط النفسي وحتّى يخيفوا أحباب حزب الله منه وعليه في آن معا".‏

أضاف : ساعة بيطلع معهم عدد الصواريخ المتواجدة عند حزب الله، ما هذه الدقة المتناهية، وطبعا أنا لا أثبت ولا أنفي وجود الصواريخ، لكن هم يقولون أنّهم أحصوهم وطلعوا 12 ألف وليس 12 ألف وخمسمئة! ما هذه الدقة المتناهية.‏

ومرة ثانية يطلع معهم أن الحزب يدعم الإنتفاضة إلى درجة أنه أسس 51 خلية ولم يقل تقريبا 50 أو 60 بل 51 أي أنّه شاغلها على الأصول، ولو لم يقبض عليهم 51 خلية على العدد لا يمش الحال!‏

مرة ثالثة أن الحزب يخطط لاغتيال أبو مازن، ما هذه النكتة، لماذا نريد اغتيال أبو مازن وما علاقتنا بالموضوع من قريب أو بعيد؟ لا أعلم إذا كان عندهم شيء أو يهددونه بطريقة معينة أو يخيفونه، وعلى كلٍّ هو نفى وبيّن أنّ هذا الأمر غير صحيح.‏

مرة رابعة يقولون أنّ الحزب يخيفهم في لبنان ويشكل عليهم خطرا، وكل يوم يطلعون بخبرية. منذ الآن يبدو أنه معنا شهر تقريبا لتكرار الوجبات اليومية، كل يوم سيكون هناك خبر من إسرائيل. كل خبر يصدر عن إسرائيل أو مصادر إسرائيلية أو مصادر مسؤولة فاعلموا أنّه كذب ما لم نقله نحن ونتبناه نحن بشكل مكشوف لأننا تعودنا أن لا نخاف، عندما نواجه إسرائيليا نقول ذلك، وعندما نزرع عبوة نصدر بيانا، وعندما نقاتل في مزارع شبعا نعلن أمام الملأ، وعندما يخيفوننا بقوات إسرائيل نقول لهم بأننا مستعدون جاهزون للرد ولكننا لا نحدد كيف، فنحن لا نخاف إلاّ من الله تعالى فلن تثنينا هذه الدعايات عن أي عمل.‏

من قال أنّ الفلسطينيين يحتاجون إلى إدارة، الشعب الفلسطيني شعب مضحي عظيم مجاهد يستطيع إدارة نفسه والانتفاضة الموجودة في فلسطين هي انتفاضة الفلسطينيين أولا وأخيرا ونحن نؤيدها وندعمها لكن لا علاقة لنا في إدارتها لا من قريب ولا من بعيد، فهم الذين يمتشقون السلاح ونحن نباركهم وهم الذين يضحون بدمائهم ونحن نبجلهم ونعتبر أنفسنا خدما عندهم، وهم الذين يعملون ويرون مصلحتهم فيما يستمرون به أو يوقّتون أعمالهم في داخل الانتفاضة فهذا شأن يعنيهم، وبالتالي نحن إلى جانبهم ولسنا بديلا عنهم ولسنا مسؤولين عنهم، هم المسؤولون عن كل أعمالهم وفيهم البركة والخير، لكن نفهم لماذا إسرائيل تحاول إلصاق كل شيء بنا لتقول أنها تواجه من حزب الله وسوريا وإيران وليس من الإنتفاضة فقط. لكن عندما يعرف العالم جيدا أنّ الإنتفاضة هي التي تقلق إسرائيل ببركتها يدركون تماما هذه الكلمات التي لا معنى لها وهذه الإتهامات التي لا رصيد لها.‏

إذا، إسرائيل اليوم تحاول أن تبث اتهامات وأقول لكم نحن مطمئنون ومرتاحون لأنها اتهامات بلا معنى وجزء من الحرب النفسية. إذا أراد الإسرائيليون أن يعلموا مستوى هذه الحرب النفسية ومدى تأثيرها علينا فنقول لهم كلما زدتم اتهاما لنا كلما اطمأنينا إلى فشل معلوماتكم الإستخبارية لأن ما تقولونه ليس دقيقا وإنشاء الله في الوقت المناسب نقول لكم ما الذي عندنا وما الذي ليس عندنا، لكن في الميدان، إضافة إلى ذلك، أنتم تخيفون جماعتكم في إسرائيل فجماعتنا في لبنان مؤمنين ومؤمنات بايعوا الله على الجهاد والشهادة ولا يخافون إلاّ من الله وهم واثقون بنصر الله وإنشاء الله نكون نحن الغالبون.‏

المسألة الثانية تتعلق بحماية المقاومة التي نسمعها كثيرا هذه الأيام، ويقصدون بحمايتها أن تسلم سلاحها من دون مشاكل وهم يضمنون لها العيش في الداخل والوظائف المختلفة ويكون لها حركة سياسية تتسلّى بها بدل المقاومة التي كانوا يقاتلون من خلالها. نحن لا نحتاج حماية بهذا المعنى من أحد بل نعتبرها إهانة عندما يتحدثون عن هذا الشكل من الحماية. المقاومة الإسلامية في لبنان هي التي حمت لبنان وهي التي حمت كرامة الجميع ووهي التي وقفت وضحت وجاهدت، ومن أراد حمايتها عليه أن يؤمن بمسارها وبخطها وبمنطلقاتها وبمواجهة إسرائيل فنحن كأفراد لا نحتاج إلى حماية لكن الخط يحتاج إلى من يكون معه في ظل هذه التطورات من أجل مواجهة الإستحقاقات.‏

(...) الذي تعب من السلاح نقول له اطمئن هذا السلاح ضدّ إسرائيل فلا تحشر نفسك في مكان ليس لك ولا تضع نفسك في خانة ليست لك، نحن لا نستهدف أحدا في الداخل ولا علاقة لهذا السلاح بأحد في الداخل، هذا سلاح قتال إسرائيل وسيبقى كذلك إلى آخر قطرة من دمنا وسنبقى متمسكين بهذا السلاح لأنه عنوان استقلالنا وكرامتنا وتحريرنا ولا يمكن أن نتخلى عن هذا العنوان.‏

أمّا أن يقال ماذا نفعل بالقرار الدولي 1559، فنقول تعالوا ندفن القرار الدولي 1559 معا، قولوا معنا لعنة الله على هذا القرار الدولي ولا تهتموا به يسقط وحده، لأنّ أمريكا وإسرائيل وفرنسا ومن وراءهم في هذا القرار الدولي لا يستطيعون تنفيذه مباشرة، وهم يحتاجون إلى أيادي، امنعوا الأيادي أن تتعاون مع هؤلاء، فلتمتنع الأيادي أن تتعاون مع هؤلاء عندها يسقط القرار 1559 وحده.‏

إذا كانت الناس تريد حل فعندنا الدستور والطائف والعلاقات الثنائية مع سوريا ويمكن أن تتابع بشكل طبيعي ولسنا بحاجة إلى وصاية دولية. عندما يتصدّى مجلس الأمن للقرار 1559 نقول له أين أنت من القرارات الدولية الأخرى وأين كنت من القرار 425. وعلى كلٍّ، إذا كانت فترة قرار الـ 1559 مثل فترة القرار الـ 425 ننتظر نحن وأنتم 28 سنة والله يفرجها بعدها، نضعه في الأدراج. وكما كان يقول الإسرائيليون عن القرار 425 أنه نكتة لأنهم في الموقع القوي نقول لهم هذا القرار هو نكتة لا قابلية له في لبنان وبالتالي سنستمر إنشاء الله ببركة الحسينيين والزينبيّات ومن كان مع الله لا يبالي.‏

وفي الشأن الداخلي أكّد الشيخ قاسم أنّ العصبية هي التي تقسم الناس جماعات وهي التي تؤدي إلى أن يدافع الإنسان عن الظلم، هل من المعقول في لبنان أن لا يحاسب أحد مراعاة للتوازن الطائفي. وقال :" يعني بدنا نجيب 18 حرامي في البلد تيصير في توازن طائفي لأنو في 18 طائفة!"، هذه لعنة طائفية ولعن الله هذه الطائفية التي تؤدي إلى أن يُحصَن السارق والظالم والمنحرف والمنكر في بلدنا تحت عنوان حقوق الطوائف. إنّ حقوق الطوائف تكون بأن يرتفع الشرفاء ليأخذوا مكان السارقين وأن ينصف المستضعفون فيأخذوا حقوقهم وأن تعمر البلدات الفقيرة لتلحق بالبلدات الغنية. لكن حقوق حماية المنكرات وحماية الزعامات فهذه ليست حقوق طوائف هذه لعنة طائفية في لبنان يتغنون بها ونحن لا نتغنّى بها ونقول أنّ هذا فساد بكل ما للكلمة من معنى.‏