احتفلت جمعية التعليم الديني الإسلامي ومدارس المصطفى،(ص) حارة حريك، وثانوية البتول(ع) بتوزيع الأوسمة والجوائز على الناجحين بالامتحانات الرسمية المتوسطة برعاية وحضور نائب أمين حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، إضافة إلى مدير عام الجمعية الشيخ على سنان وحشد من ممثلي المؤسسات التربوية والاجتماعية وفعاليات سياسية ودينية وحشد من العلماء، ومدراء المدارس والمعلمين وأهالي الطلاب، وذلك في قاعة السيدة الزهراء(ع) في حارة حريك.
كما ألقى كلمة الجمعية المدير العام الشيخ على سنان مباركاً للأهل وللتلامذة على الجهود التي بذلت وموجهاً للخريجين بضرورة الأخذ بأسباب العلم والاستفادة من نجاحاتهم لبناء الإنسان الصالح والمجتمع المتكاتف السائر نحو تحقيق الانتصار والرقي.
ثم ألقى راعي الحفل سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة جاء فيها:
بالأمس في العاشر من كانون الأول نزل طوفان بشري إلى وسط بيروت ليحتفل ويعتصم ويتظاهر رفضاً للحكومة اللاشرعية ، التي تتربع على كرسي السلطة في لبنان، ومن الطبيعي أن نجد مستكبري العالم مذهولين مما رأوه، أصبحت التظاهرات اليوم مخالفة للديمقراطية، لأنها لا تحصى ولا تعد، تبين أنه عندما تتعطل عدادات المتظاهرين يصبح العمل غير ديمقراطي لأنه لا يدخل في حساباتهم وإنما في حسابات الشعب اللبناني، لكن لو كانت تظاهرة صغيرة في مكان ما فسيقولون بأنه وجه لبنان الديمقراطي، أقول لكم: يا موزعي الديمقراطية في العالم : الشعب اللبناني، هو شعبٌ شريف بتظاهرته التي أثبتها في العاشر من كانون الأول، لا يمكن أن يدعكم لتأخذوا بلده وتكونوا أوصياء عليه، سنقطع يد أمريكا في لبنان وسيبقى لبنان لنا نحن اللبنانيون.
أمَّا جماعة قوى السلطة وميليشيات السلطة، فهم يلاحقون الأفراد ويعتدون على منازلهم، هذا ضعف وعجز، إذا كنتم ترون لأنفسكم رصيداً أو حقاً فأثبتوه أمام الناس، لكن أن تختبئوا كخفافيش الليل، ثم تضربوا الحجارة على منزلٍ أو سيارة أو تعتدوا على شخص لأنه يخالفكم الرأي، فهذا قمة الضعف التي تتميزون بها. أكثر من هذا ، هددونا مراراً وتكراراً بأنهم سينزلوا إلى الشارع، وقلنا لهم : انزلوا إلى الشارع فنزلوا بحدودٍ ضيقة لأن قدرتهم لا تحشد أكثر من هذا ، مع ذلك أقول لهم شكراً لنزولكم إلى الشارع لأنكم أثبتم أنه يوجد في البلد أزمة ولولا الأزمة لما نزلتم، وأنتم تؤكدون على ما نقوله بأن في البلد أزمة، وبما أنكم الأزمة فحلوها في أقرب وقت، وإلاَّ أنتم تتحملون كل المترتبات على الأزمة السياسية والاقتصادية التي تترتب على هذا البلد، لأنكم أنتم تحكمون.
هنا أريد أن انصفهم، لو كان الأمر بيننا وبينهم لاتفقنا منذ زمنٍ طويل، لكن للأسف قرارهم ليس بأيديهم، فأمريكا فوق رؤوسهم تأمرهم، هي تأمرهم اليوم في لبنان وستوظفهم في مشاكل كبيرة، أنا أنصحهم بأن لا يكونوا أدوات لأمريكا، أنصحهم لأن يقولوا لأمريكا لتغادرنا، فوالله ما دخلت أمريكا بلداً إلاَّ وخربته وعطلته، ولم تفتح ملفاً إلا وفشلت، ثم فشل بوش في داخل أمريكا، اتقوا الله في العباد والبلاد، واتركوا أمريكا وتعالوا إلينا، معنا تحكمون ونكون شركاء ، أمَّا مع أمريكا فلن تحكموا ولن تتمكنوا من أن تقودوا البلد إلى حيث تريدون، لبنان ليس ساحة أمريكية، لبنان ساحة وطنية وليس لأمريكا ولا لغيرها.
نحن نريد أن ننقذكم من المشروع الأمريكي، أمريكا تريد أن تقسم لبنان وأن تجعله مقدمة للشرق الأوسط الجديد، أمريكا تريد توطين الفلسطينيين في لبنان، أمريكا تريد حصانة أمنية من لبنان لإسرائيل، لا تريد شيئاً للبنان، كل ما تريده هو لمصالحها ومصالح إسرائيل، ولذا تعالوا لنتفاهم مع بعضنا كي لا يخرب هذا البلد.
نحن نعلن وبشكل واضح، أننا متجاوبون مع أي مبادرة عربية، إذا كانت حلاً بين الأطراف، على أن تكون فيها مادة أساسية لا تراجع ولا تنازل عنها، وهي أن نكون كقوى معارضة شركاء في الحكومة بالثلث زائد واحد، وبعد ذلك كل الشروط الأخرى قابلة للنقاش وللحوار، ولغير هذا الشرط الأول والأساس لا يمكن أن يكون هناك أي حل.
انتهز هذه الفرصة لأُرسل تهنئة خاصة لأحمد فتفت، فكرت هل أرد عليه أم أهنئه بما هو فيه، ففضلت تهنئته ، هنيئاً لك يا دكتور أحمد فتفت بوسام الشاي في مرجعيون، وهنيئاً لك بإشادة الإسرائيليين بك بالاسم نظراً لما تكلمت به وبما أثرته في لبنان، وأقول كفاك هذين الوسامين، واعتبر كما تريد أن تعتبر.
لقد سمعنا بعض الذين اعترضوا ، كيف تسقطون الحكومة في الشارع ، ورفضتم اسقاط رئاسة الجمهورية في الشارع، نقول لهم: فرقٌ كبير بين رئاسة الجمهورية والحكومة، فرئيس الجمهورية بحسب القانون له مدة في حكمه، أمَّا الحكومة بحسب القانون مدتها عملها، فإذا فشلت الحكومة في عملها، يجب أن تتغير، وبالتالي ما قمنا به هو طلب تغيير حكومة فاشلة لم تعد جديرة بحكم لبنان، وهذا منسجم مع الدستور، ثم خرج وزراء أمل وحزب الله من الحكومة، فأصبحت حكومة غير شرعية وغير دستورية، إذاً كيف تتمسكون بها، أقول بكل وضوح، كل مرسومٍ أو قرار أُتخذ أو يُتخذ في هذه الحكومة أو بقية الحكومة اللادستورية منذ خروج وزراء أمل وحزب الله ليس له أي صفة قانونية ، ولا نعترف به، وليس له أي قابلية للتطبيق ولا للتنفيذ ، فاعملوا على أن تشكلوا حكومة حقيقية وإلاَّ أنتم الآن لا تستطيعون حكم لبنان لأنكم لستم في الموقع المسؤول.
ثم قام بتوزيع الأوسمة والشهادات والجوائز مع مدير عام الجمعية ومدير الثانوية ومديرة ثانوية البتول على الطلاب والطالبات الناجحين.