احتفلت جمعية التعليم الديني الإسلامي ومدارس المصطفى،(ص) حارة حريك، وثانوية البتول(ع) بتوزيع الأوسمة والجوائز على الناجحين بالامتحانات الرسمية الثانوية برعاية وحضور نائب أمين حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، إضافة إلى مدير عام الجمعية الشيخ على سنان وحشد من ممثلي المؤسسات التربوية والاجتماعية وفعاليات سياسية ودينية وحشد من العلماء، ومدراء المدارس والمعلمين وأهالي الطلاب، وذلك في قاعة السيدة الزهراء(ع) في حارة حريك.
وقد ألقى الطالب علي غصن من ثانوية المصطفى كلمة الناجحين الذي شكر فيها الرعاية التي أحيطوا بها من قبل أدارات الثانوية والمعلمين لتحقيق هذا النجاح المميز.
كما ألقى كلمة الجمعية المدير العام الشيخ على سنان مباركاً للأهل وللتلامذة على الجهود التي بذلت وموجهاً للخريجين بضرورة الأخذ بأسباب العلم والاستفادة من نجاحاتهم لبناء الإنسان الصالح والمجتمع المتكاتف السائر نحو تحقيق الانتصار والرقي.
ثم ألقى راعي الحفل سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة جاء فيها:
(...)، أقول لقوى السلطة ، لو كانت أمريكا ناجحة في سياستها لقلنا أنكم معذورون بسيركم مع الناجح في سياسته، لكن أمريكا تفشل يوماً بعد يوم، وأقول للرئيس السنيورة ، لا تنصت للسفير فيلتمان فهو أيضاً من الفاشلين من جماعة بوش الذين لا يستحقون أن يستمع إليهم أحد، ونقول له: لا يغرنك التشجيع الدولي الذي يمنعك من الالتقاء مع شعبك، ويضعك في برج عاجي، ويمنيك بهذا الالتفاف الدولي.
أيها الرئيس السنيورة، ما الذي ينفع إذا كان العالم بأسره معك وشعبك في لبنان لا يريدونك في هذا الموقع ولا يريدون منك رئاسة حكومة لم تعد شرعية وقد فشلت في أدائها.
لنكن واضحين، الحكومة ليس لها وقت زمني، الحكومة تتأثر بأعمالها، وقد أخذت نصيبها وفرصتها لستة عشر شهراً، وتبين في النتيجة أن الحكومة فشلت، فشلت في الاقتصاد ، والأمن وفي الاستقرار السياسي، وعصفت الأعاصير بها وخرج منها من خرج وإذ بها تتحول إلى حكومة غير ميثاقية وغير دستورية، فهي بحكم المعطلة وغير القادرة على أن تكون حكومة لبنان كما يريد لبنان، على هذا الأساس نحن أمام حكومة فاشلة، فإذا أعلن الرئيس السنيورة تعديلها أو تغييرها أو القيام بإجراءات تمهد لحكومة جديدة فهذه مكرمة لأن الاستمرار بالفشل سيحمله المزيد من المسؤوليات، ونحن لا ننصحه بذلك لأن هذه الحكومة لم تعد قادرة على الاستمرار.
إذا كانت الحجة لعدم قبولهم للمشاركة هي أن المشاركة ستجعل قوى المعارضة تستخدم الثلث زائد واحد وتعطل اجتماعات الحكومة، أقول له: تكلموا بعقل وروية، هل يوجد الآن حكومة شرعية حتى يأتي أحدٌ ليعطل هذه الحكومة، بالعكس نحن اليوم في بلد معطل في ظل حكومة غير شرعية، ما ندعوكم إليه أن تُنشأوا حكومة مشاركة وطنية من أجل أن يسير البلد لا أن يتعطل، وعندها من لا يؤدي أداءً حسناً سينكشف أمام الناس بشكل مباشر.
في 8 آذار اجتمعت في ساحة رياض الصلح قوى سميت آنذاك قوى 8 آذار، وفي 14 آذار اجتمعت قوى أخرى في ساحة الشهداء وسميت قوى 14 آذار، كنا أمام ساحتين وخرجنا من الساحتين المتفرقتين باتفاق معين أنتج حكومة، فكان دائماً يرفض الاتفاق ويُنقلَب على البيان الوزاري، وإذا بالأزمة تتفاقم، ويخرج اللبنانيون في 1 كانون الأول سنة 2006 ليتظاهروا اعتراضاً على الحكومة وعلى عدم شرعيتها وطلباً للمشاركة، وإذ بالساحتين (رياض الصلح- الشهداء) تمتلأن بالجموع المعارضة من الشعب اللبناني لتقول قوى المعارضة بالفم الملآن : كنا موزعين بين ساحتين والآن أصبحنا في ساحة واحدة في وسط بيروت، هذه هي الأكثرية الشعبية ، فقولوا للأكثرية النيابية لم تعودي صالحة للحكم في لبنان.
قبل النزول إلى الشارع، وعلى مدة حوالي شهر ونصف تقريباً أخافونا بالشارع المضاد، حتى ظننا أن هناك أمور عظيمة ستحصل في لبنان، بعد ذلك أخافونا بالأحداث الأمنية، وقلنا لهم لا نسمع التخويف إلا منكم، أنتم تتحدثون عن شارع مضاد وعن أحداث أمنية، كنتم في الشارع سابقاً ولم يقترب منكم أحد، دعونا ننزل إلى الشارع ولا داعي لهذه التحديات، فإذا كان لديكم شارع يوازي هذا الشارع، ويرفع صوته ويصل صراخه إلى أهل الأرض ليظهر للناس جميعاً أنهم على حق فأهلاً وسهلاً بهم في الشارع، ولكن تبين أن قوى المعارضة هي التي تملك الشارع الأكبر، وإذا لاحظتم أنها المرة الأولى التي يُعرِض الجميع فيها عن لغة الأرقام، لأنه لا يوجد أي رقم يمكن أن يعبِّر عن الأكثرية الشعبية لقوى المعارضة في الشارع.
بدأ التظاهر والاعتصام في 1 كانون الأول، وتبين أن التظاهرة سلمية مائة بالمائة، اغتاظ البعض من فريق السلطة، وإذا بهم يقيمون الحواجز المتنقلة في الزواريب والشوارع الداخلية وأثناء عودة المتظاهرين من مكان الاعتصام وعلى مرأى ومسمع القوى الأمنية ، وبدأنا نسمع بميليشيات تُعدُّها قوى السلطة لتعيدنا إلى سنة 1975 أي إلى زمن الميليشيات، نحن ننصح قوى السلطة ونقول لها لا داعي ليكون للسلطة ميليشيات فهذه الميليشيات تسبب خراب لبنان، يكفي أن نكون جميعاً مع الدولة لنبني الدولة معاً، ولأن تكون الحامية للجميع، من أن يوزع السلاح وأن تنشأ الميليشيات، كل ميليشيات تُنشأ من قوى السلطة هي عمل في دائرة الفتنة، وبالتالي لا ينتج صلاح لبنان بل ستكون نتيجته سيئة وهذا ما ننصحه بالابتعاد عنه لمصلحة لبنان.
نحن ندعو قوى السلطة إلى بناء الدولة للمواطنين لا اختزالها في جماعة، ندعوهم إلى الرأفة باقتصاد البلد الذي عطَّلوه، لا أن يعملوا بوعود معسولة فارغة من المحتوى، ندعوهم إلى التنبه للخطر الإسرائيلي، وقد هالني ما سمعته من البعض: أنهم يعتبروننا نريد تخريب القرار 1701، مع العلم أن القرار 1701 نفذناه وانتهينا منه، المشكلة في القرار 1701 هي عند إسرائيل، هل نفذته إسرائيل، كنا نتمنى أن نسمع شكواكم إلى الأمم المتحدة، وأن نسمع لقاءاتكم ومؤتمراتكم الصحافية تنتقدون فيها إسرائيل ومجلس الأمن والتراخي الذي يحصل بالاختراقات اليومية للأجواء اللبنانية والاعتداء على حرمة لبنان. من الذي يريد أن يعطل القرار 1701. هل نفذته إسرائيل؟ لم تنفذه حتى الآن، وأقول لكم: لن تنفذه إسرائيل لأنها عدوانية ولأن لها مطامع في لبنان، إذاً ما هذه الادعاءات التي تقولونها هنا وهناك!!
لفتني أمس ذاك الاجتماع الكبير الذي حصل في السرايا الحكومي وضم عدداً كبيراً من أخوتنا وأحبتنا من مشايخ أهل السنة الذين نقدِّرهم نقدِّر لهم تعبيرهم عن مواقفهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، وكذلك رواد السرايا الحكومي وكأن البعض يريد أن يقول بأنه يوجد اصطفاف سني للدفاع عن مركز رئاسة الحكومة، نقول لجميع من يريد أن يأخذ الأمور بالاتجاه المذهبي، مَنْ قال أن قوى المعارضة تواجه رئيس الحكومة السني؟ قوى المعارضة تريد مشاركة وطنية لكل القوى الأساسية، سواء مع رئيس الحكومة الحالي أو مع غيره، قوى المعارضة تريد أن يكون الحكم في لبنان للجميع وليس لاستئثار فئة باسم مذهب أو باسم طائفة أو أي أسماء أخرى.
وهنا أريد أن أقول للطائفة السنية بالاسم وبالتحديد، نحن نعتبر أنكم أيها السنة مهد المقاومة ومهد العروبة ومهد الوطنية في لبنان، لا يمكننا أن نذكر المقاومة إلا ونذكر أهل السنة، فلا تصغوا على هؤلاء الذين يريدون أن يبعدونكم عن المقاومة. نحن وإياكم في خندق واحد ضد أمريكا الوصية، وضد أمريكا التي تريد أن تتسلط على لبنان، نحن وإياكم لا يمكن أن نفرقنا أحد، وأقول لكم: الاتفاق الذي انعقد قبل الانتخابات النيابية كان لتحصين الموقف الإسلامي سنة وشيعة، وكنا صادقين في ذلك، ثم جاء الاتفاق على التفاهم بين حزب الله والجنرال عون من أجل تعزيز التفاهم الإسلامي المسيحي، إذاً نحن حريصون على ما يجمع، لم نتقلب نحن على التفاهمات، ولم نغير نحن في مواقفنا، وسأقول لكم بكل وضوح وصراحة: لن ننجر إلى الفتنة المذهبية ولا إلى الفتنة الطائفية، سنفضح كل متمذهب وكل طائفي بأدائنا الذي يمد اليد للجميع في لبنان من أجل أن نبني لبنان الواحد الموحد الذي يعيش ويشارك فيه الجميع.
إذا أردتم حلاً سأوفر عليكم الطريق، وأتكلم كلاماً مسؤولاً بدل أن تكثر التحليلات من هنا وهناك، دعامة أي حل في لبنان يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية، وعن هذه الوحدة الوطنية تنتج كل الحلول الأخرى التي تعالج هواجس الأطراف، وما لم يبدأ الحل بحكومة الوحدة الوطنية فكل وقتٍ يمر الآن هو وقتٌ ضائع تتحمل مسؤوليته السلطة السياسية التي تعمل من أجل زيادة الأزمة وإطالة المأزق والمشكلة، وبالتالي برنامج المعارضة الوطنية سيستمر مهما طال حتى نصل إلى المشاركة، فلا إمكانية لأحد بعد اليوم أن يحكم وحده.
نحن نعلم أن أصوات الجماهير المعتصمة قوية إلى درجة تصل معها إلى كل العالم، فإذا كنتم تعتقدون أنكم ستصبرون في داخل السرايا بعيداً عن الشمس والهواء، وبعيداً عن الاطلاع عمَّا يجري في العالم، فسأقول لكم أن قوى المعارضة ستبقى في الشارع حتى تجد حلاً للمشاركة ولا حل من دون المشاركة.
سمعت كلاماً للرئيس السنيورة يقول أنه لم يقل يوماً أنه ضد حكومة الوحدة الوطنية، هذا جيد، إذا كنت مع الحكومة الوحدة الوطنية فترجمها، لكن لا نريد وعوداً ، نريد ترجمة عملية من خلال الحكومة، وكذلك سمعت كلاماً للنائب الحريري يقول أن الطائف لم ينص على حكومة وحدة وطنية بل نصَّ على حكومة وفاق وطني، نشكرك أيها النائب العزيز ، حكومة الوفاق الوطني أعظم من حكومة الوحدة الوطنية، إذا كان في حكومة الوحدة الوطنية الثلث زائد واحد ففي حكومة الوفاق الوطني كل الأطياف السياسية الموجودة في البلد يجب أن تمثل ونحن نقبل معك بذلك.
نحن نعرف بأنه في القوى المسيحية هناك قوى لا تستطيع أن تعيش إذا كان هناك وحدة وطنية أو مشاركة بين اللبنانيين، ولذا هي تخرج دائماً وتقول لا للحل لا لحكومة الوحدة الوطنية، نقول لهم: عرفناكم سابقاً بأدائكم وبأساليبكم وبتعطيلكم للحلول، لكن لبنان اليوم ليس لبنان الميليشيات بالأمس، لبنان اليوم هو لبنان المقاومة ولبنان الوطن، لبنان الاتفاق ولبنان المشاركة.
يدعوننا إلى الحوار ، نحن ندعوهم إلى الحوار لكن بعد حكومة الوحدة الوطنية.
أنا أنبِّه الرئيس السنيورة أيضاً، لقد قلت في كلمتك بالأمس بأن سماحة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإمام القائد الخامنئي(حفظه الله) قال: نريد أن نهزم أمريكا في لبنان، وأصحح لك سياق الكلام الذي أتيت به وأنت تريد أن تغمز بطريقة معينة في المسألة السنية الشيعية طريقة غير موفقة، لأن سماحة القائد وكما نشرت وكالة "آرنا" والكلام عمره أكثر من ثلاثة أسابيع، منذ 14 تشرين الثاني عندما ذهب الرئيس بري إلى إيران وكانت الزيارة المشهورة، هناك قال سماحة القائد بأن شعب لبنان أصبحت له مكانة يستطيع معها أن يقوم بما يريد ليهزم أمريكا والكيان الصهيوني. فهو يصف الشعب اللبناني وقدرة الشعب اللبناني. نعم إذا كنت تسأل إذا كان حزب الله يريد أن يهزم أمريكا في لبنان نقول لك: نعم سنهزم أمريكا في لبنان، لأننا لا نقبل أن تكون أمريكا وصية علينا، من هزم إسرائيل يستطيع أن يهزم كل أولئك المدَّعين الذين يريدون أن يهزموا لبنان.
نريد لبنان مستقلاً سيداً حراً لا يتبع لا لشرقٍ ولا لغرب، ولا نريد وصاية لا إقليمية ولا دولية، نريد أن نكون أحرار في بلدنا ، نحن نحكم بلدنا من كل الأطياف ولا نريد أن يتدخل أحد، عندها من كان كفؤاً فليأخذ جدارته في الميدان، لا أن يأتي بقرارات دولية وتدخل من مجلس الأمن، قيمة أي واحد منكم أن يكون له شعبٌ يحميه ونحن مع الشعب اللبناني وتحية لهذا الشعب اللبناني الذي حضن المقاومة.
ثم قام بتوزيع الأوسمة والشهادات والجوائز مع مدير عام الجمعية ومدير الثانوية ومديرة ثانوية البتول على الطلاب والطالبات الناجحين.