الموقف السياسي

كلمته في احتفال يوم الشهيد في 11/11/2006

سنتشاور وحلفاءنا لإعداد التحرك ولن يكون مجرد تظاهرة ليوم واحد

قال نائب الأمين العام ل<حزب الله> سماحة الشيخ نعيم قاسم <إننا سندرس ما جرى على طاولة التشاور بعمق، وقد نعطي فرصة قليلة جداً للصبر، ولكن سنبدأ بالتشاور مع حلفائنا للإعداد للتحرك في الشارع، ولآليات هذا التحرك>.

وأضاف في كلمة ألقاها أمس في احتفال أقامه الحزب في مدرسة المهدي (شاهد) على طريق المطار بذكرى <يوم الشهيد>: <ما من احد له منّة علينا وعلى المقاومة، فالذي أعطى المقاومة هو شهداؤها وشعبها وتضحيات أبنائها>.

ثم تطرق بإسهاب الى مفهوم حكومة الوحدة الوطنية التي رفع الحزب وحلفاؤه شعار الدعوة الى تحقيقها، وقال إنها تعني أننا نريد المشاركة في القرار، وهو حق لنا وللجميع>. وأضاف: <هناك من يسعى إلى توجيه شتى الاتهامات إلينا، وهناك من يسعى الى افتعال أحداث طائفية، وهناك أصوات طائفية تريد إحداث نعرة سنية شيعية، لكنني اؤكد أنها لن تقع ولن تنجح في الوصول إلى مبتغاها. وأن البلد لا يمكن أن يُحكَم بهذه الطريقة إطلاقاً>.

ورأى <أن أي طلعة جوية إسرائيلية واحدة في سماء لبنان، سواء في يوم أو خلال شهر أو سنة هي اعتداء على لبنان، وللمقاومة الحق الكامل في التصدي لهذه الطلعات. لقد بدأنا نسمع أن بعض أعضاء مجلس الأمن يطلبون أن تخفف إسرائيل طلعاتها الجوية، الآن فهمنا لماذا كثفت إسرائيل طلعاتها في الفترة الأخيرة>.

وفي حديث لوكالة <رويترز> قال قاسم أمس إن حزب الله وحلفاءه سيلجأون الى تظاهرات سلمية في إطار تحرك شامل لتحقيق مطلبهم زيادة تمثيلهم في الحكومة اللبنانية.

وأضاف <هذه خطوة اولى. توجد خطوات أخرى سنناقشها مع حلفائنا بالتفصيل وسنعلن عنها تباعاً لأن برنامجاً للتحرك سيكون موجوداً لإنقاذ البلد من هذه العقلية. ومع هذا نحن نعتبر أن ما نقوم به هو عمل سلمي حضاري يعبر عن مسؤوليتنا بالكامل، كما يرغب الطرف الآخر في أن يعبر عن مسؤوليته من خلال الحكم بأكثريته النيابية>.

وأشار إلى أن المشاورات فشلت لأن زعماء الغالبية المناهضة لسوريا رفضوا السماح للآخرين بالمشاركة الفاعلة في إدارة البلاد. وقال <إن الفريق الحاكم لا يريد ان يشارك الآخرين في النهوض في البلد الذي يتراجع يوماً بعد يوم، فأصبح وجودنا في داخل الحكومة نحن وحركة أمل عبارة عن تغطية لحكومة عاجزة لم تعد قادرة على القيام بمسؤولياتها، والاكثرية النيابية مصرون على أن يبقوا على هذه الشاكلة، إذن فليقوموا بتجربتهم وحدهم وليتحملوا مسؤوليتهم، من هنا كانت الاستقالة من الحكومة>.

وأضاف <نحن الآن امام حكومة تريد أن تستأثر الأغلبية فيها بحكم البلد وفق عقلية وطريقة تمنع المشاركة عن الآخرين. إذن هم يقومون بتجربتهم. نحن في الموقع المعارض. الموقع المعارض سيتخذ الإجراءات التي يعتبرها مهمة لإنقاذ البلد من خلال تحركه من دون أن نلزم أنفسنا الآن بمطالب وأسقف وعناوين>.

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أن <فريق الاكثرية النيابية فشّلوا الحوار لأنهم لا يريدون المشاركة اللبنانية الواسعة في الحكومة ويريدون الاستئثار بقرارات البلد كافة، وهذا امر لا نستطيع لا نحن في حزب الله ولا في حركة أمل ان نكون شهودا عليه، وهو يؤدي الى تراجع موقع لبنان بالنهوض في هذه المرحلة الحساسة>.

ورداً على سؤال بشأن ما اذا كانت الحكومة ستواجه تظاهرات في الشارع قال قاسم <كل التحركات السلمية المشروعة التي يكفلها الدستور اللبناني والتي تعبر عن الرؤية الحضارية هي متاحة بالنسبة الينا، ومنها التظاهر والنزول الى الشارع هذا امر وارد... أستطيع القول إن التحرك سيكون تحركاً متنوعاً ومؤثراً في آن معاً والنزول الى الشارع واحد من الخطوات الهامة التي سيلجأ اليها حزب الله وحلفاؤه>.

لكن قاسم اوضح أن حزب الله قام في السابق بتجارب عدة بالنزول الى الشارع ولم يحدث اي شيء، واتهم قوى الأكثرية الحاكمة بالتهويل بموضوع الشارع لأنهم يعلمون أن النزول الى الشارع هذه المرة ليس مجرد تظاهرة في يوم واحد إنما هو موقف له آثاره السياسية من دون أن يكون له انعكاساته الامنية>.

أضاف: <واثقون ان حركتنا حركة سلمية بالكامل لكن لا اخفي انها ستكون مؤثرة، لن تكون مجرد عمل لمرة واحدة بل ستكون عملاً فاعلاً في المسألة السياسية>.

ونفى الشيخ نعيم قاسم ان يكون تحرك حزب الله يهدف الى عرقلة المحكمة ذات الطابع الدولي. وقال قاسم <لا علاقة للمحكمة الدولية من قريب او بعيد بما حصل في إفشال جلسة التشاور... وإنما زجت كي لا تتحمل الأكثرية النيابية مسؤولية إفشال التشاور... لكنها مسألة مفضوحة بالكامل لم يكن هناك مطلب على جدول الاعمال إلا حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات>.

وأوضح أن <حزب الله أعلن مراراً وتكراراً أن مبدأ المحكمة الدولية لا نقاش فيه، وقد تقرر في الحكومة ثم بعد ذلك اكد عليه مؤتمر الحوار ونحن جزء من هذا المؤتمر ومسار التفاصيل طبيعية بحسب مجرياتها>.