بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في ذكراه السادسة ، رعى نائب أمين عام عزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حفل افتتاح مسرح الابرار الجديد في ثانوية المصطفى (ص) - حارة حريك بحضور مدير عام جمعية التعليم الديني الاسلامي المشرفة على مدارس المصطفى الشيخ علي سنان وحشد من الفعاليات الدينية والبلدية والاجتماعية ، وقد تخلل الاحتفال كلمة ترحيبية من الشيخ سنان مقدماً لهذا الانتاج الجديد والحديث في المسرح المفتتح ، ليكون صرحاً من صروح المعرفة والعلم والعمل الثقافي لتوعية الاجيال الصاعدة على تايخها وحاضرها ومستقبلها ، ولتكون مدماكاً داعماً للمقاومين المدافعين عن شرف الأمة وكرامتها .
كما عرضت مسرحية مستوحاة من اعمال الاديب الراحل سعد الله ونوس تحت عنوان (فيل الملك) .
أما راعي الحفل فقد ألقى كلمة جاء فيها :
(...)، مشكلتنا اليوم أننا في لبنان مختلفون على تحديد الأولوية، ودعونا لا نتعب أنفسنا كثيراً بالأحاديث الطنانة والرنانة والتي تستجلب عناوين الوطنية والاستقلال والسيادة والحرية والكرامة، فلندخل إلى العنوان بشكل مباشر ، هناك من يضع هدفاً أمامه اسمه سلاح المقاومة لإلغائه بأي ثمن، وكل التفاصيل التي يتحدث عنها وكل الأطروحات التي يقدمها، وكل اللياقات التي يبرع في مناقشتها تستهدف إيصال الأمر إلى منع السلاح، وفئة أخرى تضع أمامها عنواناً اسمه حماية لبنان، والحماية له طريق، وهذا الطريق يستدعي أن تبقى أسباب القوة ويمكن المناقشة في تفاصيلها وطريقتها وتنسيق وضعها، ولكن لا يمكن أن تحصل الحماية بالتنازل عن القوة، ولا يمكن أن يكون الهدف نزع السلاح مع بقاء لبنان القوي، دعونا نتفق : أي هدف تريدونه في لبنان: تريدون نزع السلاح هذا الهدف مرفوض من قبلنا، ونعتبره سبباً لإضعاف لبنان ولتحكم إسرائيل وبخسارة كل الإنجازات التي صنعها اللبنانيون حتى الآن، أمَّا أنكم تريدون حماية لبنان فنحن حاضرون لمناقشة كل التفاصيل لأن نقطة الإنطلاق هي الأساس، وهذا يجرنا إلى أمرٍ آخر، هل لنا عدو؟ أم أننا في لبنان من دون أعداء .
يأتي سفراء الدول الكبرى ومبعوثوها ومندوبوها إلى الوزراء أو القوى الأمنية أو المواقع المختلفة في الدولة، فيسألونهم: ما هي حاجاتكم؟ فيبدأون بالكلام نحتاج إلى كذا وكذا ويعدون الحاجات الكثيرة التي تبدأ ولا تنتهي، فيجيبون : هذه حاجات صحيحة وفعلية ونحن حاضرون لمساعدتكم وإعطائكم هذه الحاجات ولكن عليكم أن تقدموا شيئاً؟ كيف نقدم لكم؟ قالوا : نحن لا نريد لأنفسنا ، أصلحوا شؤونكم، كيف نصلح شؤوننا؟ أعطوا شيئاً للمجتمع الدولي يشعر معه أنكم نفذتم القرارات الدولية ليقتنع أنكم على المسار الصحيح عندها تأخذون ما تريدون ونعطيكم ما تحتاجون. إذاً هم يربطون المساعدات على طريقة الجزرة التي تُقدم حتى يقدم لبنان عزته وكرامته ثمناً لهذه الجزرة التي يقدمونها، ويحاولون وضع الشروط المختلفة تحت عنوان "نصائح"، ما هذه البدعة ؟ كل القرارات الدولية تتجه إلينا وإلى مناطقنا، ولا تتجه إلى المناطق الأخرى، لم نسمع منذ سنوات عن قرار بحق دولة أوروبية، ولم نسمع منذ سنوات عن قرار بحق أمريكا، فهل هم معصومون ولا يخطئون، كل القرارات تُؤخذ بحقنا ، ويتصرفون معنا وكأننا دون سن الرشد، وكأننا بحاجة إلى رعاية وإشراف دائم، وفي الواقع هم يتصرفون ليسلبون عزتنا وكرامتنا واستقلالنا واقتصادنا وحريتنا لمصالحهم ومصالح إسرائيل، ولذا لا تأتوا إلينا بعنوان قرارات دولية ومجلس أمن ومجتمع دولي، أعطونا العدل بين الأمة والآخرين وعندها خذوا منّا ما لكم واعطونا ما نستحقه من الآخرين وستجدوننا أول من ينفذ القرارات الدولية إذا كانت قرارات عادلة غير منحازة لا تعمل لمصلحة إسرائيل في مقابل مصالح الآخرين.
وإلاَّ اليوم، ألا تعتبر إدانة لأمريكا والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يتخذ الفلسطينيون نوابهم ، ويختار النواب حكومتهم، ثم يبدأ الحصار الإسرائيلي أولاً والدولي ثانياً كي لا تتمكن هذه الدولة من إدارة نفسها، ولا يكتفون بمنع المساعدات المقررة منهم، بل لمعلوماتكم يمنعونهم من إدخال أموال المساعدات التي أعطتها بعض الدول الإسلامية والعربية ، وقد أغلقوا البنوك التي لها فروع خارج فلسطين في الدول العربية المختلفة أو الدول العالمية، كي لا يتمكن أحد من تحويل قرش واحد إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة، وهم يجوعون الأطفال والنساء ويحرمونهم من أقواتهم ليسقطوا الدولة التي اختارها الشعب الفلسطيني، كي تكون هناك خيارات على مزاجهم تساهم في إعطاء إسرائيل ما تريد ، هل هذه هي الصورة التي تريدوننا أن نتقيد بها في موقف المجتمع الدولي، هذا المجتمع لو كان عادلاً لأطعم المساكين والفقراء في فلسطين ولأوصل الأموال إلى الأطفال والنساء، ولسمح لهؤلاء أن يعيشوا بالحد الأدنى بل أن يعيشوا مجاعة قادمة إذا استمر الأمر بهذه الطريقة تحت عنوان فرض المواقف السياسية.
أمام هذا الوضع لا نستطيع أن نسلم لهؤلاء زمام أمورنا، ونقول لكل من هو في الداخل اللبناني : من البداية مزارع شبعا مأزق لإسرائيل لأنها محتلة من قبلها، وعلى إسرائيل أن تحل مشكلتها في هذا المأزق وأن تنسحب من مزارع شبعا، إذا كانت منزعجة من المقاومة ، يجب أن تبقى مزارع شبعا مأزق لإسرائيل ولا تتحول إلى مأزق للبنان أو مأزق للبنان .
هذه مسؤوليتنا جميعاً أن نعمل حتى لا نريح إسرائيل، وأن نعمل بأن لا نسمح لها في المجال أن تحقق ما تريد، وما الذي يخيف البعض من المقاومة وعملها! دلوني على سببٍ واحد عملي يؤدي إلى الخوف من المقاومة، وهم دائماً يتحدثون عن المستقبل ، يقولون لا نعلم كيف سيُستخدم السلاح؟ ولا نعلم كيف يمكن أن نقبل بوجوده مع فئة دون غيرها؟ هل لاحظتم من سنة 82 حتى سنة 2006 ، خلال 24 سنة أي تصرف لهذه المقاومة يُنبئ بغير الاتجاه المقاوم ومواجهة إسرائيل، إذا كانت لكم مخاوف بالدليل العملي فيفترض أن تزول مخاوفكم أو لا يكون عندكم مخاوف، وأقول لكم في المقابل ألا تعتبرون أن مخاوفنا مشروعة، ومن حقنا أن نقول بأننا نخاف على شبابنا وعلى قرانا وعلى مدننا من أن تقصفنا إسرائيل وأن تغتال المسؤولين ، أوجدوا لنا حلاً لحل هذه المشكلة إن لم تريدوا أن تكون هناك مقاومة، نحن عندنا إثباتات وأدلة بأن إسرائيل لا زالت تقتل ، ومنذ يومين قتلت في قلب صيدا مجاهدين اثنين من الجهاد الإسلامي ، وقصفت في أماكن مختلفة من لبنان، وهذا دليل أن إسرائيل حاضرة في عدوانها بينما المقاومة لم تكن خلال 24 سنة الا في اتجاه المقاومة في مواجهة المحتل الإسرائيلي.
على كل حال ، هذه منهجية من حق كل طرف أن يقول رأيه ونحن نقول رأينا ، وأختم بنقطة أساسية، نسمع اليوم أنه يجري استعداد لتعيين مجلس القضاء الأعلى، ويتسرب في الصحف أن الرفض لبعض الأسماء سببه الرغبة بأن يتكتل ثمانية من أصل عشرة في القضاء ليكونوا في اتجاه معين حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار الذي يريدونه، هل المطلوب تسييس القضاء؟ هل المطلوب أن نكرر تجربة المجلس الدستوري الذي عطِّل لمدة سنة تقريباً ، ثم أقر له قانون حتى يفصل على قياس معين، إذا أصبح القضاء مسيَّسياً وإذا ذهب بالاتجاه الذي يحمي فيه فئة دون الفئات الأخرى فقد قدرته على العدل وفقد معنوياته ، ندعوكم إلى ترك القضاء ليكون الاختيار اختياراً على الكفاءة والنزاهة لا على الموقف السياسي.