الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل تكليف أقامته جمعية النور الاسلامية في قاعة الزهراء في 22/5/2006

نحن كحزب الله ملتزمون بكل ما تمّ اعلانه من اتفاق في مؤتمر الحوار وندعو المسؤولين في الدولة اللبنانية والسياسيين المعنيين في بلدنا أن يساعدوا على تنفيذ القرارات

نحن اليوم في لبنان نخوض في حوار بين الاطراف المختلفة ، وأقول لكم بكل وضوح ، نحن كحزب الله ملتزمون بكل ما تمّ اعلانه من اتفاق في مؤتمر الحوار ، ولن نتخلى عن أي مبدأ أو رأي تمّ التوافق عليه حتى لو تخلى عنه الآخرون ، لأننا عند عهودنا ، فنحن لا نقول في الجلسات شيء ثم نخرج لنقول شيئاً آخر ، نحن لا نتخلى عن تعهداتنا ومواثيقنا التي نعطيها للآخرين ، ولذا نحن نعتبر أن ما تقرر في مؤتمر الحوار هو ملزم ، وعلينا جميعاً أن نلتزم به ، وندعو المسؤولين في الدولة اللبنانية والسياسيين المعنيين في بلدنا أن يساعدوا على تنفيذ القرارات ، لا أن يخرِّبوها بأساليب مختلفة ، فالناس تراهم وتعلم من الذي يخرب ومن الذي يعمر . كفى ضوضاء سياسية من هنا وهناك ، لإثارة المشاكل والقلاقل ، كفى تصريحات سياسية توتر الأجواء السياسية في لبنان وتعيدنا إلى العقلية الميلشياوية الموجودة عند البعض ، كفى مواعظ يطلقها البعض حول الوطنية ، ثم يقوم باستدراج العروض الأجنبية بزيارات متكررة إلى الدول الكبرى وكأنها أمينة على لبنان ، مع العلم أنها هي التي تسبب الضرر للبنان . بكل وضوح ، إذا كان مجلس الأمن مهتماً بلبنان ويريد مصلحته ، فلماذا لا يتدخل مجلس الأمن لتنفذ اسرائيل القرارات التي اتخذت بحقها ، ولماذا لا يعيِّن ناظراً على اسرائيل كما عيَّن لنا ناظراً يلاحقنا بقرارات ظالمة لا تنسجم مع حق لبنان .

لا بد أن نذكر أننا إلى جوار كيان غاصب اسمه اسرائيل ، يبدو أن البعض في لبنان نسوا أنه يوجد عدو اسمه اسرائيل بجوارنا ، نسوا أن هذا العدو يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، نسوا أن هذا العدو يملك 400 رأس نووي ، نسوا أنه يقتِّل النساء والاطفال في فلسطين ، وأنه معتدٍ ومحتل للأرض . نحن لا نسمع اسم اسرائيل وذكر العدو الاسرائيلي كما نسمع ذكر أسماء أخرى وبلدان أخرى ، لا علاقة لها بما يجري في لبنان ، وإنما كل الآلام والمصائب بسبب اسرائيل وأمريكا ومن معهما .

علينا أن نتجه الوجهة الصحيحة ، وعلينا أن نفكر كيف نواجه هذا العدو، واعلموا أن لبنان يتضرر يومياً وبشكل كبير كلما حصل تدخل اضافي لمصلحة الدول المستكبرة ، لأنهم لا يريدون الخير للبنان ، هم يريدون نزع سلاح المقاومة ، لأنهم يريدون لبنان الضعيف الذي تأكله اسرائيل، هم يريدون ايقاف المقاومة لأنهم يريدون لبنان معبراً لسياساتهم الظالمة للاعتداء على الدول العربية المختلفة من لبنان ، لن نسمح لهم أن يجعلوا لبنان معبراً لمؤامراتهم ، فلبنان الذي تحرر بالمقاومة والجيش والشعب ، سيبقى مستقلاً عزيزاً ، وسندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة .