نحن اليوم في لبنان نخوض في حوار بين الاطراف المختلفة ، وأقول لكم بكل وضوح ، نحن كحزب الله ملتزمون بكل ما تمّ اعلانه من اتفاق في مؤتمر الحوار ، ولن نتخلى عن أي مبدأ أو رأي تمّ التوافق عليه حتى لو تخلى عنه الآخرون ، لأننا عند عهودنا ، فنحن لا نقول في الجلسات شيء ثم نخرج لنقول شيئاً آخر ، نحن لا نتخلى عن تعهداتنا ومواثيقنا التي نعطيها للآخرين ، ولذا نحن نعتبر أن ما تقرر في مؤتمر الحوار هو ملزم ، وعلينا جميعاً أن نلتزم به ، وندعو المسؤولين في الدولة اللبنانية والسياسيين المعنيين في بلدنا أن يساعدوا على تنفيذ القرارات ، لا أن يخرِّبوها بأساليب مختلفة ، فالناس تراهم وتعلم من الذي يخرب ومن الذي يعمر . كفى ضوضاء سياسية من هنا وهناك ، لإثارة المشاكل والقلاقل ، كفى تصريحات سياسية توتر الأجواء السياسية في لبنان وتعيدنا إلى العقلية الميلشياوية الموجودة عند البعض ، كفى مواعظ يطلقها البعض حول الوطنية ، ثم يقوم باستدراج العروض الأجنبية بزيارات متكررة إلى الدول الكبرى وكأنها أمينة على لبنان ، مع العلم أنها هي التي تسبب الضرر للبنان . بكل وضوح ، إذا كان مجلس الأمن مهتماً بلبنان ويريد مصلحته ، فلماذا لا يتدخل مجلس الأمن لتنفذ اسرائيل القرارات التي اتخذت بحقها ، ولماذا لا يعيِّن ناظراً على اسرائيل كما عيَّن لنا ناظراً يلاحقنا بقرارات ظالمة لا تنسجم مع حق لبنان .
لا بد أن نذكر أننا إلى جوار كيان غاصب اسمه اسرائيل ، يبدو أن البعض في لبنان نسوا أنه يوجد عدو اسمه اسرائيل بجوارنا ، نسوا أن هذا العدو يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، نسوا أن هذا العدو يملك 400 رأس نووي ، نسوا أنه يقتِّل النساء والاطفال في فلسطين ، وأنه معتدٍ ومحتل للأرض . نحن لا نسمع اسم اسرائيل وذكر العدو الاسرائيلي كما نسمع ذكر أسماء أخرى وبلدان أخرى ، لا علاقة لها بما يجري في لبنان ، وإنما كل الآلام والمصائب بسبب اسرائيل وأمريكا ومن معهما .
علينا أن نتجه الوجهة الصحيحة ، وعلينا أن نفكر كيف نواجه هذا العدو، واعلموا أن لبنان يتضرر يومياً وبشكل كبير كلما حصل تدخل اضافي لمصلحة الدول المستكبرة ، لأنهم لا يريدون الخير للبنان ، هم يريدون نزع سلاح المقاومة ، لأنهم يريدون لبنان الضعيف الذي تأكله اسرائيل، هم يريدون ايقاف المقاومة لأنهم يريدون لبنان معبراً لسياساتهم الظالمة للاعتداء على الدول العربية المختلفة من لبنان ، لن نسمح لهم أن يجعلوا لبنان معبراً لمؤامراتهم ، فلبنان الذي تحرر بالمقاومة والجيش والشعب ، سيبقى مستقلاً عزيزاً ، وسندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة .