الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله في حفل تكريم للعاملين في الانتخابات في منطقة الغبيري 19/5/2006

(...)، هذه المقاومة شرف، ونحن نعلن ليل نهار أمام العالم، نحن مقاومة مسلحة تحمل بندقيتها لتحرر أرضها وسنستمر لطرد إسرائيل من مزارع شبعا وتحرير الأسرى، وإرغام إسرائيل على أن لا تدخل مجدداً إلى بلدنا، ثم سنستمر بعد ذلك لحماية لبنان ومن كان عنده حلٌ آخر ليعطنا إياه، لكن لا نريد شفقة من أحد، بأننا سنغض الطرف عنكم خلال هذه المرحلة لنرى ما الذي سيحصل لمزارع شبعا ، نحن نقول ما هكذا يتم التعامل مع المقاومة، هي مقاومة الشرف وعلينا أن نفتخر جميعاً بهذه المقاومة، وعلى كل حال من افتخر بها نال الشرف .

(...)، هذه المقاومة شرف، ونحن نعلن ليل نهار أمام العالم، نحن مقاومة مسلحة تحمل بندقيتها لتحرر أرضها وسنستمر لطرد إسرائيل من مزارع شبعا وتحرير الأسرى، وإرغام إسرائيل على أن لا تدخل مجدداً إلى بلدنا، ثم سنستمر بعد ذلك لحماية لبنان ومن كان عنده حلٌ آخر ليعطنا إياه، لكن لا نريد شفقة من أحد، بأننا سنغض الطرف عنكم خلال هذه المرحلة لنرى ما الذي سيحصل لمزارع شبعا ، نحن نقول ما هكذا يتم التعامل مع المقاومة، هي مقاومة الشرف وعلينا أن نفتخر جميعاً بهذه المقاومة، وعلى كل حال من افتخر بها نال الشرف .

سأكون واضحاً أكثر، من الذي يريد نزع سلاح المقاومة بحرارة واهتمام ويعلن ذلك ليل نهار، إسرائيل وأمريكا، وهم يصرحون بذلك ولا يخبئون هواجسهم ومطالبهم، فهما يريدون الراحة من المقاومة، لأن هذه المقاومة أذلتهم ومنعت مشروعهم من أن يستثمر لبنان في دائرة إسرائيل الكبرى التوسعية، على هذا الأساس نحن نلفت النظر لمن هم في لبنان انتبهوا إذا أردتم أن تتحدثوا عن السلاح فلا تطالبوا بنزعه حتى لا تتهموا أنكم تخدمون المصالح الإسرائيلية والأمريكية، يمكن أن تكونوا أبرياء ولا تفكرون بهذه الطريقة ويمكن أن يكون البعض غير ذلك فنحن لن ندخل إلى النوايا، لكن لا يجوز أن نحقق مشروع إسرائيل ، إذاً ما الذي نفعله، سمعنا من البعض يقول بأنه لا يجوز أن يكون هناك جيش لبناني وسلاح بيد الدولة وهناك سلاح آخر بيد فئة من اللبنانيين هذا إشكال، والإشكال الثاني أن سلاح الحزب يخيف بعض اللبنانيين وبالتالي هم يريدون الطمأنة والطمأنة تتم بنزع السلاح. نقول لهم عندما تكون للسلاح تجربة طويلة أثبت خلالها أنه ضد إسرائيل وفقط ضد إسرائيل حتى عندما كنا نعاني الأمرين ولا زلنا في الوضع السياسي الداخلي وتوزيع الحصص والمكاسب لم يُستخدم هذا السلاح في الداخل، إذاً لا داعي للخوف لأن التجربة الموجودة أمامكم أصبح عمرها 24 سنة من التجارب الراقية، ثم بالنسبة لوجود سلاح المقاومة هذا ليس سلاح فئة هذا سلاح مواجهة إسرائيل ، وهذا سلاح لبنان بأسره، وهذا السلاح ينسق مع الجيش اللبناني بشكل كامل ، فإذا كان التنسيق قائما إذاً ما هو الخطر. أنا أقول أكثر من هذا ، إذا أتيتم بسياسة دفاعية منطقية من أجل لبنان فنحن نقبل بالسياسة الدفاعية التي تبقي لبنان قوياً ، ولن نقبل بسياسة دفاعية اسمها دفاعية لكنها خالية من أي دفاع أمام إسرائيل، وعندها نسألهم أيضاً كيف تطمئنونا نحن الذين عملنا وقاومنا وضحينا وجاهدنا خلال الفترة الطويلة؟ من يحمي لبنان من إسرائيل؟ من يحمي شبابنا وبيوتنا وأهلنا وقرانا من الاعتداءات الإسرائيلية؟ من يحمي هؤلاء الذين قدموا الغالي والنفيس من الخطوات التوسعية الإسرائيلية؟ أنتم تحمونا! يقولون مجلس الأمن والدول الكبرى؟ لا . هؤلاء لم يحموا 5 أو 6موجودين في سجن أريحا، هل يمكن أن يحموا لبنان الضعيف أمام إسرائيل الذي يجتمع العالم المستكبر لمؤازرتها على غصبها وعدوانها ! لن نفرط بما بين أيدينا كرمى لعيون أحد، أعطونا البديل ونحن نقبل بأي حل، وإذا لم يكن هناك بديل فالمقاومة قائمة ومستمرة إن شاء الله تعالى لتبقى قوة لبنان ، نحن لا نقبل أن يعود لبنان ضعيفاً ، ولا نقبل بمقولة قوة لبنان في ضعفه ، أصبحت قوة لبنان بمقاومته، وسنحافظ على هذه القوة بمقاومته إلاَّ أن يعطونا بديلاً آخر .

قبل أن آتي إليكم رغبت أن أجري إحصاءاً بسيطاً حول القرارات الدولية المتخذة بحق لبنان، تبين أنه منذ 2 أيلول سنة 2004 حتى آخر قرار 1680، يعني من القرار 1559 إلى القرار 1680 عدد القرارات المتخذة بحق لبنان 9 قرارات، خلال فترة عشرين شهرا، أي بمعدل قرار كل شهر وستة أيام، وإذا اردنا أن نوزع جائزة الأكثر حظوة بقرارات مجلس الأمن في العالم يكون لبنان هو الأول وبعده السودان 8 قرارات والباقي موزعة على دول العالم، وقد بلغ عدد القرارات من 1559 إلى 1680 ، 121 قرارا خلال 600 يوم، نسبة 8٪ من مجموع القرارات الدولية هي حصة لبنان ، علما ان عدد الدول في الأمم المتحدة 191 دولة, عندما قرأت القرارات خلال العشرين شهراً تبين أن القرارات بحق أفريقيا وبعض الدول في منطقة الشرق الأوسط ولبنان في الطليعة حتى في مقابل أفريقيا ، بينما لا توجد قرارات لها علاقة بفرنسا ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا الدول الكبرى ولا أوروبا، فمجلس الأمن تحول إلى مجلس مصادرة حقوق وحريات المستضعفين في العالم وخاصة في لبنان، يريدون مكاسب من لبنان من خلال هذه القرارات.

نحن اعترضنا على القرار1680، لأنه يتدخل في شؤون العلاقة بين دولتين بين لبنان وسوريا ، لا يوجد في تاريخ مجلس الأمن قرار واحد يتحدث عن العلاقة بين دولتين، كل القرارات تواجه الدولة كدولة تتحدث عن دولة مع متمردين أو غير ذلك..لكن ليس هناك قرار يتحدث بالطلب من دولتين أن يتفاهما على قواعد معينة وأن يلتزما بأمر معين، هذه وصاية حقيقية ونحن نرفضها بالكامل ، من الذي يضمن لنا أن لا يأتي يوم يصدرون فيه قرارا بضرورة أن يبني لبنان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تحت عنوان حسن الحوار ، وتحت عنوان فصل لبنان عن المنطقة والقضايا في المنطقة، هذا خطر كبير. نحن نؤكد بأن هذه الوصاية الدولية على لبنان خطر يجب أن تتوقف ونرفضها بالكامل لسنا مغفلين في لبنان ، ولسنا بحاجة إلى تدخلكم، كفوا أيديكم ووصايتكم عنّا لأنكم منذ تدخلتم من القرار 1559 حتى الآن لا زال لبنان يعاني من عدم الاستقرار ومن تراجع في الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومن توتر سياسي لم يتوقف. عندما نسمع من البعض على أبواب دولة من الدول الكبرى يقول بأنه يتمنى أن يكون هناك قرار دولي لنزع سلاح حزب الله وتدخل دولي لكن من دون عنف، ألا يعتبر هذا استدراجا للتدخل الأجنبي في الشؤون اللبنانية، أوكلما شعرت جماعة أو فئة بأنها بحاجة لتتغلب على الآخرين تستنجد بالأوصياء الجدد من المستكبرين من أجل أن يأتوا إلى لبنان ليغلِّبوهم علينا، من كان يعتقد أن له شعبية في لبنان فليعتمد على الشعب ليختاره أمَّا من يلجأ إلى الوصاية الأجنبية ليتقوى على الآخرين فهذا إنسان يدمر لبنان ولا يهتم بمصلحة لبنان.

كفانا زيارات وكأنها زيارات طبيعية البعض يذهب ويصرح تصريحاً عند أبواب المستكبرين أنه الحمد لله مطالبهم كانت قليلة ، قالوا أنهم يريدون سلاح المقاومة ولكن سيصبرون علينا، من هم حتى يطالبوا بسلاح المقاومة، نحن نطالبهم بأن تخرج إسرائيل من لبنان.

نحن نؤكد أننا بلدنا يجب أن نبنيه معاً، وأن نتعاون معاً، مددنا اليد مراراً وتكراراً ولا زلنا للحوار الوطني، ونقول بأننا حاضرون لأن نتعاون من أجل إنقاذ لبنان ، لكن إذا افترضنا أن الحوار الوطني لم يفلح في بعض القضايا فهل يخرب البعض لبنان لمصلحة ما يريد؟ ألم تمر علينا أكثر من سنة من التوتير السياسي اليومي المفتعل في كثير من الحالات لمصلحة بعض المكتسبات السياسية، آن الأوان لمن لم تنجح معه هذه المحاولات أن يتقي الله في البلاد والعباد وأن يمد اليد لإخوانه وأهله وأحبائه ويتعاون معهم لإنقاذ لبنان.

عندما طالبنا بأن يكون عيد المقاومة والتحرير يوم تعطيل أسوة بالأعياد ، قالوا هذا يخل بالاقتصاد ويعطل الاقتصاد بالبلد لأنه يشل البلد ليوم واحد، ماذا نقول عن أولئك الذين تحركوا بالسياسة إلى درجة أنهم قلبوا لبنان سافلها عاليها وأشعروا العالم بأسره أن لبنان وكأنه في حالة حرب ألم يؤثروا هؤلاء على الاقتصاد وعلى القدرة اللبنانية وعلى استقطاب الاستثمار، أتأمل أن يتعظوا وأن نبني علاقاتنا ومستقبلنا بطريقة إيجابية.