الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في ذكرى ولادة الرسول الأكرم(ص) في الأوزاعي 12/4/2006

على لبنان أن يحافظ على قوته وعلى المسؤولين أن يفكروا كيف يواجهوا التحديات الاسرائيلية.

• على المجتمعين على طاولة الحوار أن يفكروا بقوة لبنان أولاً .

• على لبنان أن يحافظ على قوته وعلى المسؤولين أن يفكروا كيف يواجهوا التحديات الاسرائيلية .

• كل هدف يؤدي إلى الاغتيال والفتنة وإثارة القضايا المذهبية هو هدف اسرائيلي .

.. اسرائيل تعلم أن هذه المقاومة ليست مقاومة طائفة ، وليست مقاومة بلد وليست مقاومة جماعة ، هي مقاومة انسانية وطنية تنظر إلى الجميع بعين واحدة ، وتعمل من أجل مستقبل هذا البلد ، هذه المقاومة هي قوة للبنان . على لبنان أن يحافظ على قوته وعلى المسؤولين أن يفكروا كيف يواجهوا التحديات الاسرائيلية . ها هي التجربة أمامنا في فلسطين ، في كل يوم تقتل اسرائيل وتعبث في الأراضي الفلسطينية ، ولا ترد على أي نصائح أو توجهات ، بل تؤازرها أمريكا والدول الكبرى لتقتل الأطفال والنساء ، هم لا يعترفون بالسلطة الفلسطينية الجديدة الممثلة بحماس ، هم يضيِّقون عليها مالياً ويحاولون بالقوة أن يفرضوا ما يريدون ، ماذا نسمي هذا ؟ هل نسميه خيارات حرة للشعب الفلسطيني ، هم يمنعون خياراته باستخدام القوة . تأكدوا أنه لو لم تكن هناك قوة المقاومة الاسلامية في لبنان ، والتفاف الشعب حولها لكانت اسرائيل ما زالت في لبنان ، وكانت تفرض شروطها وتتحكم بمسارنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي وفي كل شيء ، لكن بسبب قوة المقاومة خرجت اسرائيل ولم تتجرأ أن تعود خلال السنوات الخمسة الماضية ، وكذلك إذا أردنا أن لا تعود اسرائيل أن لا تعود إلى لبنان أبداً ، وأن لا تحقّق مشاريعها أبداً ، علينا أن نحافظ على هذه القوة بكل امكاناتنا وطاقاتنا وقدراتنا ، ونحن نعلم أن طاولة الحوار ستبحث في موضوع السلاح ، لكن على طاولة الحوار أن يعلم المجتمعون بأنهم مسؤولون أمام الله وأمام الناس وأمام التاريخ ، أن يفكروا بقوة لبنان أولاً ، لا للحسابات المذهبية أو الطائفية أو الحزبية ، وعليهم أن يفكروا كيف يحموا هذا التحرير وكيف يحافظوا على هذا الانجاز ، وكيف يمنعوا اسرائيل من أن تفكر في يوم من الأيام أن تخترق ساحتنا مرة جديدة باجتياحها أو اغتيالاتها الجوية أو بأعمالها العدوانية ، نحن حاضرون لكل اقتراح يحافظ على قوة لبنان ، ولسنا حاضرين لأي اقتراح يضعف لبنان ، نحن حاضرون لكل فكرة ترضي اللبنانيين على قاعدة استقلال لبنان ، ولن نقبل بأي فكرة تجعل لبنان تبعاً لأمريكا أو لغيرها ، نحن حاضرون لكل حوار مهما اختلفنا لنناقش إلى أن نصل إلى النتيجة المرجوّة ، لكن لن نقبل أن يفرض البعض شروطهم كيفما كانت ، لأنهم لا يقبلون الحوار ولا يقبلون الأخذ والرد ، ويجب أن يكون معلوماً ، في الحوار انجازات كما يريد البعض وأمور لا تُنجز كما يريد ، ليس كل ما يتمناه الانسان يحصل عليه على طاولة الحوار ، هناك أفرقاء آخرين ، يجب أن نتقبل النتائج ، نتقبل ما نتفق عليه ونتقبل ما نختلف عليه ، ثم ما نختلف عليه لا نحوله إلى صراع سياسي في الساحة يتجاوز الأخلاقيات ويتجاوز الاستقرار السياسي ، لأن الاستقرار السياسي أولوية في هذا البلد ، ومن يعبث بالاستقرار السياسي في لبنان فهو يعبث باقتصاد لبنان وأمن لبنان وشباب لبنان ومستقبله . على الجميع أن يدركوا أن المسؤولية تقع علينا جميعاً في أن نبني معاً ، لا يكفي أن يقف البعض ويصرخ ويحطِّم هنا وهناك ، ويوزِّع الانتقادات هنا وهناك ، ويقول بأنه زعيم سياسي ناجح ، والشعب اللبناني أصبح يعرف جيداً أنه من يُكثِر من الصراخ باتهام الآخرين يمنة ويسارا ليس مؤهلاً أن يقود قيادة صحيحة ، أما من ينتقد انتقاداً فاعلاً في محله ويعمل من أجل الاصلاح بكل دأب وجهد ، فهذا هو الذي ينجح ويمكن أن نتعامل معه .

اعلموا أن ساحتنا ساحة مهيأة للكثير من المشاكل ، وللكثير من الاختراقات ، وقد اكتشفت القوى الأمنية خلية ارهابية ، من جملة مخططاتها اغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ، وكذلك لأعمال اجرامية أخرى على الساحة . لن نبحث في الأهداف والمنطلقات ، فالأمر واضح عندنا ، كل هدف يؤدي إلى الاغتيال والفتنة وإثارة القضايا المذهبية ، أو محاولة إقلاق الشارع وإثارة الجدل في ساحتنا أو إثارة الفتنة والمشاكل الأمنية ، كل هدف من هذا النوع هو هدف اسرائيلي ، سواءً أكان العنوان اسرائيل مباشرة أو كان العنوان غير ذلك ، نحن نتحدث عن الهدف لأن اسرائيل هي المستفيد الأول ، ثانياً نحن لا نعتبر أن انتماء هؤلاء الأشخاص إلى بعض العائلات أو إلى مذهب معيّن يوجّه إهانة إلى من ينتمي إلى هذه العائلات أو إلى هذا المذهب ، (لا تزر وازرة وزر أخرى) ، نحن نعلم كم يوجد من اللبنانيين من أصحاب الخير والبركات ممن يريدون العمل لوحدة الوطن ، لكن هؤلاء الارهابيون هم المجرمون بذاتهم دون أن يتحمّل أحد مسؤولية عنهم ، اللهم إلا من تعامل معهم وساعدهم بطريقة أو بأخرى ، وهذا ما سيكشفه التحقيق ان شاء الله تعالى .

ثالثاً ، نحن لا نقبل هذا التبسيط الذي ذكره بعض المسؤولين عن طبيعة الحادثة ، بأن هذا الأمر ليس كبيراً كما قالوا عنه ، أصل فكرة أن يكون هناك مشروع ، حتى لو كان في المهد ، بالاغتيال لهذه الشخصية القيادية العظيمة هو خطأ كبير ، فكيف إذا كان هناك بعض المقدمات وبعض الاستعدادات ، يجب أن ننظر إلى هذا الأمر بذهنية المسؤولين ، لا بذهنية الذين يفكرون بنقاط ربح وخسارة ، يعتقدون أن هذه النقطة للصف الآخر وربح له ، هذا خطأ ، لأن محاولة الاغتيال أو أي مشروع من هذا النوع هو ضد كل الوطنيين في لبنان ، وليس ضدّ فئة بعينها ، هو ضد كل الاستقرار اللبناني ، هو ضد مؤتمر الحوار ، هو ضد المستقبل الذي نريد أن نصنعه ، لا توظّفوه في الحسابات الطائفية أو المذهبية أو الضيقة، أو العقلية التي دائماً تشدُّ الأمور إليها للمكاسب المحدودة والخاصة ، نحن نعتبر أن هذا العمل بمثابة انذار لنا جميعاً ، أن الساحة مُخترقة ، وأن علينا أن نراقب جيداً وأن ننتبه جيداً ، وأن لا نطمئن في أي موقع كنا ، فالكل مستهدف ، وكلما أوجدنا بيئة متوترة في لبنان ، سهَّلنا لجماعة الفتنة ، وكلما أوجدنا بيئة مستقرة في لبنان ضيّقنا عليهم ، علينا أن نضيِّق عليهم بالبيئة المستقرة ، وبالقبول بما نصل إليه ، وبالقناعة بقدراتنا وإمكاناتنا .