ان السير على طريق الحق والاستقامة يؤدي حتما الى النصر , ولا يمكن للانسان أن ينهزم , فهو اما أن ينتصر على المستوى الفردي بسبب ثباته ولو استشهد في سبيل الله لأن ما عمل له سيغذي أمته وشعبه عبر الاجيال كما حصل مع الامام الحسين , وأما أن تنتصر الجماعة بثباتها وجهادها على قلة عددها وعدتها كما حصل مع المسلمين في بدر ومع المقاومة الاسلامية في لبنان .
نحن اليوم في موقع المقاومة التي تُعتبر فخراً للبنان وعبئاً على اسرائيل ولن تكون إلا كذلك ، لا نعتبر أنفسنا معنيين بأي نقاش يُطرح تحت عنوان نزع سلاح المقاومة، عندما نسمع مثل هذه العبارات نظن أنهم يتحدثون عن مجاهل أفريقيا مثلاً أو عن مكان آخر ، لأنه في لبنان لا يوجد شيء اسمه سلاح يجب نزعه ، يوجد مشروع سياسي اسمه مقاومة للاحتلال ، وهذه المقاومة نشأت لأمرين ، لصدّ العدوان ولتحرير الأرض ، فمن أراد أن يحاور على أساس صدّ العدوان وتحرير الأرض ليبحث عن مشروع آخر بديل مُقنع ، فأهلاً وسهلاً به للحوار المفتوح دون شروط . لكن أن يحاول البعض أن يضعنا داخل مأزق لأنه يريد أن يُناقش وضعية سلاح المقاومة ، نحن لسنا خجلين بهذا السلاح ، ونحن نفتخر به ، وهو عنوان كرامة وعزة ، وليس مطروحاً لبازار الناقش ، فإذا كان هناك من يريد أن يُناقش فقط في السلاح ، نقول له لا محلّ للنقاش لأنك تفرض سلفاً بأنك تريد أن تجرّد لبنان من قوته دون مبرّر ، وإنما تخدم بذلك مطالب اسرائيل وأمريكا حتى لو لم تكن واعياً لذلك وقاصداً لذلك . أما أن يجري الحوار ، فأهلاً وسهلاً بالحوار ، الحوار يطرح كل شيء ، والنقاش يجري في كل شيء ، نَسأَل ونُسأل ، ونُطالِب ونُطالَب ، نحاور من دون أسقف مسبقة وشروط مسبقة ، ليس هناك في لبنان من يستطيع وحده أو يحمل الأهلية وحده ليضع لنا برنامجاً عملياً لكيفية الحوار ، كل شيء يجب أن يتمّ بالتفاهم والتوافق ، على هذا الأساس نحن مستعدّون . نحن ندعوا في لبنان إلى مشروع الوحدة والمقاومة ، الذي يختاره أبناؤه ولا يسير على إيقاع الوصاية الأمريكية أو المطالب الاسرائيلية ، لبنان الذي لا يكون معبراً أو مسخّراً لأحد ، الذي يبني صداقاته مع كل الدول من موقع الندّ ، وتشارك قواه مجتمعة في صنع مستقبل لبنان .
يجب أن تلتفتوا ، هناك متغيّرات كثيرة تحصل في المنطقة ، لنستثمر هذه الرياح الايجابية ، المقاومة تزداد مِنعة في منطقتنا ، وتأييداً من شعوب المنطقة ، والممانعة ضدّ الوصاية الامريكية والاجنبية تزداد ، وأمريكا تعيش حالة من انعدام الوزن ، والشرق الأوسط التي تسعى إليه لا يتحقّق كما تريد ، لنجعل لبنان محلاً للاستقلال والحرية والكرامة والمقاومة بدل أن ننجرف إلى ما يريده الأمريكيون أو الاسرائيليون .
هنا لا بد أن نُهنئ حركة حماس على نجاحها ، فقد أذهلت المستكبرين والاسرائيليين والدول الكبرى ، لأنها نجحت في وقت لم يتوقّعوه ، وبشكل لم يحسبوه ، وهنا أدعو زعماء هذه الدول إلى معاقبة جميع مسؤولي المخابرات الدولية والاسرائيلية والامريكية لأنهم فاشلون في تقييم ما يحصل على الأرض . أيها الناس اعتبروا ، عندما يريد الشعب المقاومة ، وعندما يريد الشعب ممانعة المشروع الاسرائيلي فلا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تمنعه ، لا بالضغط السياسي ولا بالضغط المالي ولا بالابتزاز ولا بالاساليب المخابراتية ، اليوم المنطقة تتغيّر باستمرار باتجاه أن يرفع الناس لواء الحق .
مع الحسين ننتصر في كل يوم ، كما انتصر الحسين في كربلاء ، مع الحسين نقدّم اطروحة الحق في مقابل الباطل ، مع الحسين نعيش الطمأنينة أننا مع الحق وأننا منصورون بإذن الله تعالى .