... مسيرة الامام الحسين (ع) مسيرة هجرة وجهاد على خط الايمان ، إذا أردنا أن نكون حسينيين علينا أن نجري مراجعة كاملة لسلوكنا وأدائنا وفكرنا لنكون في خط الجهاد وخط الهجرة على أساس الايمان بالله تعالى ، فمع الطريق الايماني الواضح سنصل إلى النتيجة المشرقة التي أرادها الله تعالى لنا .
في الفترة الأخيرة حصلت أزمة حكومية في البلد ، وسبب هذه الأزمة يعود إلى أمرين أساسيين : الأمر الأول طريقة الادارة، والأمر الثاني متطلبات المجتمع الدولي . أما أزمة الادارة فقد حصل خلل في طريقة التعاطي بين الأفرقاء بحيث لم تحصل المشاركة التي يجب أن تكون ، ونحن لا نرضى أن نكون شهوداً في داخل الحكومة من دون أن نُبدي رأيًا واضحاً ، ومن دون أن نصل إلى نتيجة متّفق عليها وفق القواعد الموجودة في الدستور شرط أن تُعطى المهلة الكافية للنقاش ، وإلا فالذي حصل في جلسة 12/12 يوم اغتيال النائب جبران تويني، كانت محاولة لتهريب القرار من دون نقاش موضوعي يأخذ بعين الاعتبار الآراء المتبادلة ، ومن دون إعطاء فرصة كاملة لنقاش أمر فيه منعطف على مستوى الواقع اللبناني . حلّ هذه الأزمة بيد الآخرين ، أن يُقرّوا بشركائهم في الوطن حتى يكون القرار قراراً مشتركاً ، لا أن نكون شهوداً على قرارات تُتّخذ من دون أن يكون لنا أي دور ، لأننا لسنا مستوزرين ولسنا باحثين عن مناصب ، نحن نبحث عن صناعة مستقبل لبنان كجزء لا يتجزأ من هذا الواقع القائم ، وكشريحة كبيرة مُؤثرة في المجتمع اللبناني، ولا يجوز أن يُدار الوطن من دون مشاركة هذه الشريحة الكبرى ، فالمشكلة الأولى تُعالج بالمشاركة .
والمشكلة الثانية لها علاقة بمتطلبات المجتمع الدولي ، هل المطلوب منا أن نُعطي البعض التزامات ؟ أو أن يفهم المجتمع الدولي التزامات لم نتّفق عليها ولا نناقشه بها ؟ أصبح عندنا علامات استفهام على الذي يجري ، قلنا بأن الحلّ أن تقال عبارة " المقاومة ليست ميليشيا " وتُحل المشكلة بالنسبة إلينا ، ولكن البعض اعترض بناء على أن البيان الوزاري يشمل هذا وأكثر ، فإذا كان البيان الوزاري يشمل هذا وأكثر ، لماذا لا تقولونه ؟ هم يخشَون أن تقول أمريكا وفرنسا ومجلس الأمن بأن المقاومة ليست ميليشيا ، يعني أنكم تُخرجون المقاومة من الـ 1559 ، لكن ألا تقولون أنتم في لبنان بأن القرار 1559 غير قابل للتطبيق على الطريقة الدولية ، وأنكم تريدون السعي لحوار داخلي للوصول إلى حلول حول القضايا المختلفة ، إذاً لن يؤثر عليكم إذا قلتم هذا الكلام ، فمن ناحية تطمئنونا بأنكم تلتفتون تماماً إلى تضحيات المجاهدين وإلى كرامة المقاومين وإلى حق لبنان في أن يكون قوياً ، ثم بعد ذلك نُحاور في كل شيء ، حتى ولو وصلت الأمور إلى ما يرغب به الآخرون . المهم ما نتّفق عليه كلبنانيين من دون شروط مسبَقة ، ومن دون أسقف لشكل الحوار ، إذا أردتم هذا فنحن حاضرون ، ونعتبر أن استمرار التعليق سببه عدم تجاوب الطرف الآخر ، والمسؤولية على الطرف الآخر لأننا تنازلنا كثيراً ولم نضع شروطاً مُعقّدة ، بل أعطينا تسهيلات حقيقية من أجل أن نُنقذ البلد معاً ، لكن إذا بقيَ البلد يستمع إلى التوصيات الأمريكية والأجنبية ويخضع للابتزازات ، فهذا يعني أننا لن نصلَ إلى نتيجة ، والبلد بهذه الطريقة سيزداد وضعه مأساةً على مآسيه ، ولن يكون فيه استقرار سياسي ، وهذا له مترتّبات كثيرة على وضع الناس المعيشي والاجتماعي والاقتصادي ، وهذا خطر كبير لا بدّ أن نعالجه بأسرع وقت ونحن نحمّل الطرف الآخر مسؤولية انجاز الاتفاق الذي حصل لمرّتين ، ومسؤولية اخراج البلد من هذه الدائرة التي هو فيها .
حول نجاح حماس في الانتخابات قال :
..... تأكدوا ، لو كانت حسابات المخابرات الأمريكية قبل الانتخابات التشريعية في فلسطين أن حماس ستنجح لعطّلت الانتخابات ، ولو كانت الحسابات الاسرائيلية بحسب استخباراتها أن حماس ستنجح لأعاقوا الانتخابات ، هم أرادوا أن يقولوا للعالم، انظروا إلى الشعب الفلسطيني ، تركنا له حرية الاختيار والانتخاب ولكن هو اختار طريقاً آخر ، لكن المفاجأة الكبرى أن حماس وصلت بهذه النتيجة الكبرى ، ولاحظوا تعابيرهم بمجرّد أن نجحت حماس ، بدل أن يقولوا ما لديهم من أجل طرح خطوات للمعالجة بدأ الأمريكيون يهدّدون بقطع الامدادات المالية ، ويطلبون من إيران وسوريا أن لا تسدّ النقص المالي ، ويطلبون من الاتحاد الاوروبي أن يوقف دعمه ، ويخرج سولانا كممثل عن الاتحاد الاوروبي لصبّ جام غضبه على هذه النجاح لحماس ، ثم تقول اسرائيل بأنها لن تُعطي الضرائب التي هي حقّ الفلسطينيين بشكل شهري ، وكذلك ستمنع النواب من الانتقال بين الضفة وغزة ، كذلك تشترط شروطاً معقّدة معتبرة أن حماس لا يمكن أن تصلُح لأن تكون مسؤولة عن السلطة الفلسطينية ، إذاًَ هم يحاولون منع الشعب الفلسطيني من أخذ حقِّه . هذه إدانة ليس لإسرائيل فقط ، فإسرائيل عدوة ، ونحن نعلم أنها لن تتصرّف إلا هكذا ، وهي كانت تتصرّف بهذه الطريقة مع السلطة السابقة وهي لن تُعطي أي فلسطيني حقه ، لكن هذه إدانة للمجتمع الدولي ، لأمريكا وللاتحاد الاوروبي ولكل الذين يحاولون الضغط على حماس من أجل أن يُلزموها بخيارات لا تنسجم مع مطالب الشعب الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني باختيار مشروعه ، إذاً أين هي الحريات التي تتحدّثون عنها ؟.
تأكّدوا ، ما لم نكن دائماً في خط الهجرة والجهاد ، فإن أحداً لن يحترمكم ، نحن الذين نخوض معركتنا بأيدينا لنحصل على استقلالنا وكرامتنا وعزّتنا ، لولا بندقية المقاومة لما ارتفع رأس لبناني ولا عربي ولا مسلم في كل هذه المنطقة ، لولا شباب هذه المقاومة وجهادهم وجهاد النساء والأطفال والشيوخ الذين تآلفوا واجتمعوا حول المقاومة ، لما وجدنا عزًّا وكرامة وطرداً لاسرائيل من جنوب لبنان غصباً عنهم لا بتنفيذ القرار 1425 .
هذه مسيرتنا ، مسيرة الحسين الشهيد ، سيد الشهداء ، الذي يصنع النصر بإيمانه ، فعلينا أن نكون على خطّه لنحمل الراية بإذن الله تعالى على خط الولاية ، ونكون من جند الامام المهدي (عج) ....