أقامت جمعية التعليم الديني الاسلامي حفل تخريج لطلاب مدارس المصطفى الناجحين في المرحلة المتوسطة في قاعة السيدة الزهراء (ع) برعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وحضور الطلاب والأهالي وعدد من الفعاليات التربوية والثقافية، وقد حقٌّق جميع طلاب المرحلة المتوسطة في ثانويتي الحارة والبتول النجاح وقد بلغ عددهم 231 طالباً وطالبة مع درجات تفوق لـ 114 طالباً وطالبة . تحدّث خلال الحفل المدير المركزي لمدارس المصطفى الحاج محمد سماحة وتمّ بعدها استعراض الخريجين ، وكان لراعي الحفل كلمة في الاحتفال قال فيها :
... لماذا يُعتبر حزب الله في نظر أمريكا واسرائيل والدول المستكبرة مشكلة بالنسبة لهم ؟ هو ليس مشكلة لأن معه سلاحاً، فالسلاح موجود مع الجميع ، هو ليس مشكلة بسبب الاعداد التي تؤيِّده ، إنما هو مشكلة لأنه يُربي على الايمان بحيث يتحول الفرد إلى طاقة ذاتية تتحرك قربة إلى الله تعالى ، لا يغرُّها مال ولا منصب، وإنما تبتغي العلا والنجاح في سبيل الله تعالى ، وهذا ما تعمّم بين الناس ، فشمل الطفل والكبير والمرأة والعجوز إلى درجة جعلت مجتمعنا مجتمعاً حيوياً يؤمن بهذا الخط ، فهم يخافون من مجتمع المقاومة ولا يخافون لا من العدد ولا من السلاح، لأن العدد والسلاح أدوات في سبيل الهدف ، فما دام إيماننا كبيراً سننجح دائماً، وسننتصر دائماً إن شاء الله ، وهذا معنى القول بأن زمن الانتصارات قد بدأ ولن ينتهي بإذن الله، ومن أراد أن يُجرّب حظه ليُجرّب ، فنحن لها في كل وقت تكون فيه المواجهة مع العدو الاسرائيلي.
تحدّثوا كثيراً عن عدوان تموز الاسرائيلي الامريكي الدولي على لبنان، ولكن أقول لكم، وربما تسمعون هذا الكلام للمرة الاولى: لم يكن هناك مجال في عدوان اسرائيل على لبنان لنصف انتصار أو نصف هزيمة، وإنما أطالوا المدة لثلاثة وثلاثين يوماً من أجل إيقاع الهزيمة بالمقاومة وبالشعب اللبناني ، من أجل حسم الاتجاه، إذ أن هذه المعركة كانت معركة تحديد مسار مستقبلي بين المقاومة واسرائيل ، والحمد لله كانت النتيجة أن نجح المقاومون والجيش اللبناني والشعب اللبناني في مواجهة هذا العدوان الاسرائيلي والدولي الذي سيترك آثاره على المنطقة العربية والاسلامية وعلى مستقبل الاجيال، لأنه أول انتصار من نوعه منذ زرع الكيان الاسرائيلي في منطقتنا وهذا مؤشر لعودة عقارب الساعة إلى الوراء والنقاش بأصل وجود الكيان الاسرائيلي بعد هذا الفوز، وبعد هذا النجاح الكبير للمقاومين بحمد الله تعالى. هنا بدأت أمريكا تعمل مباشرة ومن خلال أدواتها، لمحاصرة الانتصار وتسجيل الهزيمة السياسية بعد الانتصار، لكنهم لم ينجحوا، وإلى الآن لمدة سنة وهم يحاولون ويسعون، أقول لهم : عليكم أن تيأسوا لأن نجاحكم ممكن مع المحبَطين والمستسلمين، والذين يرَونكم كباراً ، أما انتصاركم مع الذين يستصغرونكم ويرَونكم غزاة ومعتدين فلا محلّ له ، فمع المقاومة في لبنان لا انتصار لإسرائيل ولا انتصار لأمريكا.
لماذا كان الانتصار قوياً ؟ ولماذا أصبح ثابتاً وله منعة ؟ لأن هذا الانتصار كان انتصاراً للبنان، ولم يكن لفئة منه، وهو انتصار للقيَم وليس للسلاح، وهو انتصار للحق وليس للعبة المصالح. لقد جربوا سنة كاملة ولم ينتفعوا بكل الضغوطات على المقاومة وعلى المعارضة، وبدأت جبهتهم تتهاوى وتخسر، نحن نقول بالفم الملآن: بإمكانكم الاستمرار بسياستكم أيها الامريكيون وكذلك بإمكان أدوات أمريكا أن تستمر بهذه السياسة، لكن كل ما تصنعه هو إعاقة إعمار لبنان ومستقبل لبنان، لكنهم لن يُعطوا شيئاً لا للبنان ولا لشعبه، أما المقاومة فليس بإمكانهم هزيمتها، هذه المقاومة هي إرادة الحياة العزيزة، ومن كانت لديه إرادة الحياة العزيزة لا يمكن أن يُهزم إن شاء الله تعالى. هذا الانتصار كان مذهلاً لأنه انتصار المنهج والسلوك والمواطن، ولا توجد زاوية في لبنان وفي المنطقة إلا وأضاءها هذا الانتصار، هو انتصار في الايمان وفي الفكر وفي السلوك وفي السلاح وفي القيَم وفي الأخلاق وعلى العدو وعلى الوصاية، هو انتصار في كل زاوية وفي كل قلب، في كل زرع لمستقبل، ومثل هذا الانتصار لا يمكن أن يُهزم ولا يمكن أن يتراجع .
هنا لا بد من مصارحة مع الشعب اللبناني، وعلينا أن نتحدث بلغة الارقام لا بلغة الشعارات، اليوم يوجد تصدّع في جبهة 14 شباط ، لجهة الدستور حيث يتمسك البعض بالدستور ويطلب البعض الآخر تفسير الدستور الصحيح، وهناك رغبة عند البعض منهم بالتوافق، وعند البعض الآخر بعدم التوافق، وتشكّلت قناعة عند البعض منهم بعدم القدرة بالنهوض بلبنان من دون مشاركة، والبعض الآخر لا زال يصرّ على عدم المشاركة، إذاً نحن أمام جبهة قوى السلطة المتصدِّعة التي تعيش الخلافات، ولم يكن هذا التأخير في الإجابة على مبادرة الرئيس بري الواضحة والمعروفة، والتي فيها نقطة واحدة فقط ، إلا تعبير عن التصدّع في جبهة جماعة 14 شباط ، هنا بدأنا نسمع خطاباً استفزازياً وشتائمياً عالياً، وهذا الخطاب بكل صراحة ليس موجهاً لنا، هذا الخطاب موجّه إلى جماعتهم في 14 شباط يهوِّلون عليهم ويهدّدونهم ويرفعون الصوت، وهم معروفون بأنهم صنّاع الفتن واختصاصيوها في لبنان، من أجل أن يُرهبوا من معهم كي لا يُقدموا على الحل، بالنسبة إلينا فلن نرد على هذا الخطاب ، فنحن نربأ أن ننحدر إلى مستواه، نحن نترك للشعب اللبناني ليراقب هذه المستويات التي تُعرض أمامه، قرّرنا أن نردّ لكن بالعمل البنّاء وأن نشجّع العاقلين منهم على التسوية، وأن نستنفذ الوقت المتاح في الاطار الإيجابي وفي تقرير الشراكة وهذا باب للردّ على أولئك المهوِّلين والشتّامين.
نحن مهتمّون بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده وضمن آلية الدستور بنصاب الثلثين، لا يوجد في تفسير الدستور نصاب النصف زائد واحد، هذا موقف سياسي مقابل النص الدستوري، لأن الدستور واضح وليس بحاجة إلى تأويلات، أما التهرّب من الشراكة التي يحميها الدستور، فهو طريق لإطالة الأزمة وتعقيدها وليس من أجل الحل، مهما ادّعوا أنهم يريدون الحل. أقول لهم : لا تراهنوا على استمرارية حكومة الرئيس السنيورة غير الشرعية، وإنما استمرّت في الفترة السابقة لأننا اعتبرنا أن وجود رئيس الجمهورية المنسجم مع قواعد الدستور ضمانة لحماية البلد، لكن مع انتهاء ولايته ووجود حكومة غير شرعية نكون قد فقدنا الضمانة الشرعية في داخل البلد، هنا نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس وفق الدستور، فإن لم ينتخبوا رئيساً وفق الثلثين ، واختاروا رئيساً بغير هذه الطريقة أو أرادوا أن تستمر هذه الحكومة غير الشرعية، فنحن معنيُّون بأن نجد الحل الملائم لملء الفراغ حتى لا يبقى هناك فراغ في البلد ووضع غير شرعي .
ندعوكم للتفاهم بحسب الدستور، ولا تعتمدوا على نجاح خياراتكم المنفردة، فشلتم بخياراتكم لمدة سنة ، وفشلت أمريكا معكم لمدة سنة، تعالوا نمدّ اليد لبعضنا لننجح معاً فبدوننا ستفشلون.
ألم تلاحظوا معي أن أمريكا لم تعطِ جواباً على مبادرة الرئيس بري، وأن الكثيرين ينتظرون جوابها ثم يقولون لنا: لا دخل للوصاية الامريكية في لبنان، إذاً لماذا تنتظرون جوابها، أمريكا لن تُعطي جواباً بل ستنتظر حتى اللحظة الأخيرة بانتظار تطورات العراق وفلسطين وإيران والمنطقة، وبعدها تجد في اللحظة الأخيرة خيارها الذي ينسجم مع مصالحها لا مع مصالح لبنان، فمن يعتمد على أمريكا سيفشل، لأن رهان أمريكا السابق على تعب المعارضة فشل، والآن نبشِّركم أن المعارضة اليوم في أحسن حالاتها وفي أقوى حضورها، وقد اجتازت المعارضة خلال الفترة السابقة ومن ضمنها المقاومة ما هو أصعب بكثير من المرحلة الحالية، نحن نرى ما يواجهنا اليوم أقل بكثير مما كان يواجهنا بالأمس ، فإذا صمدنا وانتصرنا في الأشد ، فمن الطبيعي أن نتصر بصمودنا، فلا تراهنوا على تعب المعارضة فهي قوية شابة عزيزة .