الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل التكليف الذي أقامته الهيئات النسائية في القطاع الخامس في حزب الله في قاعة الجنان 16/7/2007

نحن ندعو إلى الحل ، والحل عبر الحكومة هو الحوار والتفاهم والتعاون

ومما جاء فيها :

(...)، دخلت أمريكا إلى العراق فأوجدت فيه احتلالاً ، وأثارت فيه الفتن المتنقلة بين السنة والشيعة ، ويعيش العراق وضعاً مأساوياً صعباً برعاية الاحتلال، وتدخلت أمريكا في فلسطين عبر دعم ربيبتها إسرائيل بكل الوسائل والإمكانات والسياسات فخربت العلاقة بين الفلسطينيين وأصبحوا منقسمين يتقاتلون كل هذا بسبب المشروع الأمريكي الذي يحاول أن يسيطر على فلسطين وعلى المنطقة.

وفي لبنان حاولت أمريكا وتحاول أن تدخل إلينا لتُحدِث الفتن ولتربك ساحتنا، ولتتدخل في كل الشؤون كي تجعل لبنان في وضع صعب ومعقد، وتجعله في دائرة الفوضى الخلاقة التي تريدها لحساب مصالحها. إلى الآن لم تتوفق أمريكا لما تريده في لبنان، وذلك ببركة الممانعة التي شكّلتها المعارضة في لبنان، إلى الآن لم تستطع أمريكا أن تنفِّذ سياساتها لأن هناك في لبنان من يقول لها "لا" ، ولأنَّ قوى السلطة لم تستطع أن تلتزم بتعهداتها، هنا أطالب قوى السلطة وأقول لهم: حرام عليكم أن ترهنوا لبنان لأمريكا، فمطالب أمريكا كبيرة ولا تتوقف ، سأذكر لكم بعضاً من مطالب أمريكا: أمريكا تريد توطين الفلسطينيين في لبنان ، وأن تجعل لبنان تحت المظلة السياسية والإدارية الإسرائيلية ، وأن يكون منصّة إطلاق على سوريا، وأن يكون مركزاً لخطط الشرق الأوسط الجديد، وأن يكون مركزاً للمخابرات الأمريكية والدولية ليصفُّوا حساباتهم مع من يريدون، ويستخدموا هذه البقعة الجغرافية لمصالحهم، هذه هي مطالب أمريكا. هل تستطيع قوى السلطة أن تتحمل هذه المطالب؟ وهل يستطيع لبنان أن يتحمل هذه المطالب؟ نحن نقول لقوى السلطة: ننصحكم أن تقولوا لأمريكا بأنكم عاجزون ولا تستطيعون ، فمكرمةٌ لكم أن تقولوا لأمريكا :نحن في لبنان لأننا نلتزم باتفاق الطائف وبالدستور اللبناني لا نستطيع أن نعطيكم المطالب التي تريدونها، فدستورنا لا يساعدنا واتفاق الطائف يمنع الاستئثار، ولا نريد في لبنان أكثر من أن يكون سيداً لجميع أبنائه، فارحمونا أيها الأمريكيون وامتنعوا عن كثرة المطالب منّا لأننا لا نستطيع ذلك. إذا قالت قوى السلطة هذا الأمر ماذا ستفعل أمريكا! ستغضب عليهم؟ إذا غضبت أمريكا عليكم فنحن وإياكم نكون يداً واحدة ضد أمريكا ان شاء الله وسننتصر عليها كما انتصرنا على إسرائيل.

أمَّا الحل في لبنان! فالكل يبحث عن الحل، والكل يتحدث عن الحل، وكنا واضحين كمعارضة بأن الحل إنما يكون بالمشاركة، جرَّبت قوى السلطة تجاوز نتائج إلغاء المشاركة منذ 11/11/2006 أي عندما خرج الوزراء من هذه الحكومة ، وحاولت قوى السلطة أن تتصرف وكأن شيئاً لم يحصل، فعقدت اجتماعات وزارية غير شرعية، وأصدرت قرارات ، وقامت بأعمال كثيرة، وعقدت اتفاقات مع الخارج، لكن منذ 11/11/2006 وحتى الآن لم تستطع هذه السلطة أن تحقق مكسباً في لبنان، بل إن لبنان ينهار بشكل تدريجي، إذاً جربتم أن تمتنعوا عن مشاركتنا ففشلتم، ما الذي ستخسرونه إذا شاركنا معكم؟ إذا شاركنا معكم على الأقل ننهض معاً ونحمل الهمّ معاً، نكون مسؤولين معاً، وبالتالي نحن ندعوكم للحل وأنتم تهربون من الحل، نقول لكم تعالوا إلى المشاركة تقولون نريد الاستئثار ، نقول لكم تعالوا نناقش قضايانا في داخل الحكومة تقولون يجب أن نتفق أولاً ثم بعد ذلك نفكر بالحكومة، ربما ناقشنا كثيراً ولم نصل إلى تفاهم، لكن إذا دخلنا في حكومة واحدة على الأقل نضمن استقراراً سياسياً واقتصادياً وأمنياً في لبنان ننطلق منه إلى الحلول الأخرى، أمَّا اليوم فأنتم تتركون البلد في مهب الريح من دون حل، فحكومتكم غير شرعية ولا يوجد إدارة تنفيذية في البلد، ونحن خارج المشاركة وأنتم لا تستطيعون فعل شيء، هل يبقى الأمر على ما هو عليه؟ فلأكن واضحاً المعبر الوحيد المتاح للحل هو المشاركة، بحكومة وحدة وطنية أو حكومة إنقاذ أو حكومة طوارئ، سموها ما شئتم، لكن أطياف المجتمع اللبناني المتمثلة بالحد الأدنى بالمجلس الحالي لا بدَّ أن تكون متمثلة بشكل متناسب في حكومة وحدة وطنية، من أجل أن ندخل من هذه الحكومة إلى حل مشكلة الرئاسة وإلى التوافق وإلى معالجة المسائل الاقتصاد وإلى باريس 3 وإلى معالجة كل القضايا الأخرى، وأن نضع قانوناً للانتخابات ونقرر انتخابات نيابية مبكرة وهكذا، كل الحلول تبدأ من بوابة حكومة الوحدة الوطنية، أمَّا انتم فتقولون أنكم تريدون الحل بطريقة أخرىٍ فما هو حلكم؟ تارة تتحدثون عن المحكمة فيتبين أن المحكمة أقرت في مجلس الأمن الدولي ولم يبدأ الحل، الآن تتحدثون عن رئاسة الجمهورية، لنفترض أننا لم نتفق على رئاسة الجمهورية، هل تنتظرون الوقت لنصل إلى الاستحقاق فلا يكون هناك رئيس ولا يكون هناك حكومة بسبب عدم شرعية حكومتكم، إذاً سنعيش الفراغ الدستوري، عندها نحن سنملأ الفراغ كما نراه مناسباً وأنتم ستملؤونه كما ترونه مناسباً فيتجه البلد إلى المجهول، أمَّا أن تخترقوا الدستور وتنتخبوا رئيساً كما تريدون فكل خروقات الدستور السابقة محمولة، أمَّا خرق الدستور بانتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد فليس محمولاً ، وبالتالي لا نعلم أين تصبح الأمور، وماذا سيكون هذا المجهول الذي ينتظرنا إذا خالفتم الدستور بانتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد.

نحن ندعو إلى الحل ، والحل عبر الحكومة هو الحوار والتفاهم والتعاون ، لا نريد لبلدنا أن يخسر أكثر، وإلاَّ سنخسر جميعاً.