(...)، نحن اليوم في ظل أجواءٍ سياسية معقدة وصعبة في بلدنا، وتتحمل الحكومة اللاشرعية مسؤولية الأفق المسدود ومسؤولية التوتر السياسي والأخطاء المتتالية ومحاولة التدويل لتضييع لبنان، لا يمكن لهذه الحكومة اللاشرعية أن تتنصل من مسؤولياتها مما يجري، ونحن قلنا مراراً وتكراراً بأننا نريد لبنان منيعاً أمام المؤامرات وأمام الفوضى الخلاقة وأمام التدخلات الأجنبية، لكنهم دائماً يجرون إلينا التدخلات الأجنبية ولا نعرف ماذا يحصل في الكواليس.
هل تعلمون اليوم أن عدد مخابرات الدول في لبنان يفوق عدد المخابرات في أي دولة من دول العالم! لأنها تأخذ راحتها في التحرك والتصرف وأخذ التقارير وتبادل المعلومات وزرع الخلايا النائمة من أجل أن تقوم بالمهمات المطلوبة في إطار مشاريعها التي تتطلب توتيراً داخلياً، هل يعقل أن نترك بلدنا بهذا الشكل؟ هل يعقل أن تبقى الأمور تتراجع يوماً بعد يوم، المطلوب أن تفك الحكومة اللاشرعية احتلالها للسرايا من أجل أن ننطلق إلى الحلول الأخرى فنعالج التداعيات التي نشأت عن هذه الأزمة المستمرة منذ حوالي سنة ونصعف تقريباً والتي ازدادت كثيراً بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا يستطيع أحد أن يبقى متربعاً على كرسيه من دون أن يلحظ مستقبل الأجيال والأولاد، حرامٌ أن نفرط باقتصاد هذا البلد بسبب الكرسي، وحرامٌ أن نفرط ببلدنا من أجل صفقات مع أمريكا ومصالحها في المنطقة، وحرامٌ أن نقطع طرق الحوار البناء الإيجابي الذي يقدم حلولاً وأن نضيع الوقت لسببٍ أو لآخر أو لحسابات الآخرين، عليكم أن تعترفوا، المعارضة في لبنان تمثل ثلثي الشعب اللبناني، وإذا لم تقبلوا هذا العرض دعونا من لغة الأرقام تعالوا إلى انتخابات نيابية مبكرة وكل من يأخذ الأغلبية أو الثلثين فهنيئاً له وليفعل ما يشاء وعلى الآخرين أن يسلموا له، لماذا تخافون من الانتخابات المبكرة؟ إذاً ما هو الحل؟ طرحنا عليكم حلولاً عدة لم تتجاوبوا معها، أفشلتم المبادرات العربية والإسلامية والمحلية وأفشلتم الحوار والتشاور وكل المحاضر ووسائل الإعلام تشهد بذلك، إذاً لماذا لا نأتي إلى الحل، ثم نسمع في الفترة الأخيرة أن المطلوب هو أن يحصل هدنة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، بالله عليكم لماذا الهدنة؟ والهدنة بين من ومن؟ لم أسمع في الدنيا أنه يوجد هدنة بين المعارضة والموالاة، وهل يوجد متاريس من أجل الهدنة بين المعارضة والموالاة! المطلوب أن تسمع الموالاة لمطالب المعارضة وأن تأتي إلى خطة الحلول الموضوعية والإجراءات التي تعالج أسباب المشكلة، بدل أن ننتظر هدنة ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر يجب أن نسِّرع الحل لمصلحة الاستقرار السياسي، ونحن حاضرون بكل شجاعة لأقصى الحلول المطلوبة بالتفاهم عليها، لكن هل تملكون الشجاعة لذلك؟ نعم لا يخفى أن أمريكا تحتاج إلى ثلاثة أشهر لأن عندها حسابات في المنطقة تمتد من إيران إلى العراق إلى فلسطين وتريد أن ترى طبيعة المتغيرات في هذه المنطقة لتقرر ما الذي تفعله في لبنان ، وتعتقد أنها إذا قطعت هذه الفترة يمكن بعد ذلك بالاستحقاق الدستوري الرئاسي أن تحقق ما تريد بالتفسير الذي تريده، هم مخطئون ومن معهم مخطئ أيضاً، لا فترة ثلاثة أشهر ستنفعهم ولا الاستحقاق الرئاسي من دون نصاب الثلثين سينفعهم ، إذاً بدل أن تضيعوا الوقت على الناس تعالوا لنحل المشاكل لعلها تستطيع أن تقدم حلولاً لتداعيات أخرى بدأنا نراها من هنا ومن هناك.
نحن نتمنى أن نصل إلى المرحلة التي لا يكون لنا فيها في كل يوم مشكلة هنا وهناك ثم نعالج النتائج، هناك أسباب يجب أن نعالجها.
نؤكد أن لبنان بحاجة إلى جرأة حقيقية من أجل الخروج من المأزق وإلاَّ ستبقى الأمور معقدة، لن تنفعنا لا أمريكا ولا مجلس الأمن، هؤلاء لهم حساباتهم، آخر شيء يفكرون فيه عدد القتلى في لبنان وعدد الجرحى وعدد البيوت المدمرة، آخر شيء يفكرون فيه الاقتصاد اللبناني، آخر شيء يفكرون فيه حرية لبنان واستقلاله، إذاً من يحمي هذا البلد، إذا وضعنا أيدينا مع بعضنا البعض نستطيع أن نحمي بلدنا ففي الاتحاد قوة وفق اتفاقات واضحة تنطلق من رؤية تساعد على أن لا نجعل الأوصياء الخارجيين يلعبون في بلدنا.