الموقف السياسي

كلمته في حفل توزيع الهدايا على الفائزين بمسابقة الزهراء (ع) في قاعة الجنان في 11/5/2007

إذا كنتم تفكرون بانتخاب عن طريق غير الثلثين فالانتظار مضيعة للوقت

برعاية نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أقامت جمعية التعليم الديني الاسلامي احتفالاً في قاعة الجنان - طريق المطار للفائزين الأوائل بمسابقة السيدة الزهراء (ع) لتلامذة مرحلة التعليم الاساسي ومسابقة الامام المهدي (عج) لتلامذة المرحلة الثانوية من مدارس بيروت وجبل لبنان بحضور مدير عام الجمعية الشيخ علي سنان وممثل للسفارة الاسلامية الايرانية وعدد من العلماء ومدراء الثانويات والمدارس والجمعيات والمؤسسات التربوية والبلديات إضافة لأهالي الفائزين .

وقد ألقى الاستاذ محمد كركي كلمة مدراء المدارس المشاركة ، ثم قدم تلامذة من ثانوية البتول نشيداً بالمناسبة ثم ألقى مدير عام الجمعية الشيخ علي سنان كلمة هنأ فيها التلامذة الفائزين الاوائل والأهالي وإدارات المدارس المشاركة إضافة للمؤسسات التي قدمت الهدايا العديدة للفائزين .

بعدها ألقى راعي الحفل كلمة جاء فيها :

اليوم في كل العالم نرى خسائر متتالية للمشروع الأمريكي والإسرائيلي ، ونحن نأمل أن يستيقظ البعض في لبنان كي لا يجعلوا لبنان ممراً ومعبراً لفشل بوش وأولمرت وأن لا ندفع ثمن أخطاء هؤلاء الساسة الذين يحاولون حكم العالم.

أما في لبنان فالحكومة اللاشرعية التي احتلت السرايا هي حكومة فاشلة بكل المعايير، وهم ليس عليهم أن يغضبوا عندما نقول أنهم حكومة فاشلة لأن النجاح يحتاج إلى أدلة ، وهم لا يملكون أي دليل على النجاح، هذه الحكومة الفاشلة أدارت الظهر للمعارضة وللشعب اللبناني، ولم تسمع لنداء المشاركة والتعاون، ولم تسمع لنداء تثبيت الاستقرار السياسي في لبنان ، معتمدة في ذلك على أمرين: الأول على حجم الدعم الدولي الكبير الذي يشجعها أن تستمر في عنادها حتى ولو أدى ذلك إلى خراب لبنان، والثاني على أدائنا الذي يتجنب الفتنة ولا يقبل أن ينجر إليها ، وهم يراهنون على هذين الامرين ، لكن هنا أقول لهم: عندما ينخر الخراب في جسم الدولة وعندما يكثر الفساد و تزداد المآسي يوماً بعد يوم ، فإن البنيان ينهار والله أعلم كيف يكون انهياره، لا تراهنوا أن الأعمدة تصمد طويلاً، ولا تراهنوا أن الموانع والضوابط يمكن أن تحميكم كثيراً طالما أنكم تخطئون ولا تعالجون، عليكم أن تلتفتوا وتحكِّموا العقل حتى لا نصل إلى لحظة الانهيار، و أقول لكم: مازال الدستور اللبناني صالحاً كضابط إيقاع للاحتكام إليه ، على الرغم من كل المخالفات الدستورية التي ارتُكبت حتى الآن، بمعنى آخر الدستور الذي هو اتفاق الطائف لا زال قادراً بتركيبته وبنيانه على أن يعيدنا إلى الاجتماع والتفاهم والمشاركة ويكون سقفاً للجميع، ما فعلتموه حتى الآن كقوى أغلبية نيابية أدى إلى شلل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل الواقع اللبناني ، بسبب المخالفات التي ارتُكبت بحق الدستور، ومنها مقاطعة رئيس الجمهورية وتحريض الدول الكبرى عليه، ومنها خروج طائفة بأسرها من الحكومة وبقيتم على اجتماعاتكم رغم عدم شرعيتها، ومنها عدم وجود قوانين لحكومة صالحة لتقدّم إلى المجلس النيابي، كل هذه الأمور جعلت شللاً في البلد وأدَّت إلى الاعتصام وإلى كل التفاصيل الأخرى التي تعرفونها، لكن المزيد من انتهاكات الدستور وخاصة بالنسبة للمركز الأول في اختيار رئيس الجمهورية سيضع لبنان أمام مأزق خطير لا يستطيع أحد ضبط عواقبه، لا تستسهلوا أن يدخل البلد في غيبوبة دستورية بسبب النقاش حول هذه المسألة ، الأمر وواضح ومحسوم، انتخاب رئيس الجمهورية لا يتم إلاَّ بالثلثين وضبط البلد لا يصح إلاَّ بالثلثين ، وكفى البعض تحايلاً وتفاسير واهية من أجل أن يصل إلى نتيجة يريدها، تعالوا نحترم هذا الدستور طالما أن القابلية لا زالت موجودة عند جميع الأطراف، وتعالوا نبحث كيف نختار رئيساً بالثلثين بدل أن نضرب النصاب لاختيار رئيس من هنا ومن هناك لا يعترف به الطرف الآخر، فبدل أن تهربوا من قواعد الدستور، وبدل أن لا تحترموا ضوابط الثلثين عودوا إلى القواعد التي تساعد على أن نتفق لنصل إلى النتيجة المطلوبة، بعبارة أخرى العنوان الأساس للمشكلة في لبنان هي المشاركة، واعلموا أنكم لن تحكموا البلد وحدكم ، كما نعترف أننا لا نستطيع أن نحكم وحدنا، وجود الثلثين ضمانة لكم ولنا، لأننا سنضطر كما ستضطرون لتبادل الأفكار ولإعطاء بعضنا البعض ما يساعد تقريب وجهات النظر، فإذا كنتم تظنون أن انتخابات رئاسة الجمهورية هي نهاية المطاف بعد أربعة أشهر ، وتنتظرون هذه المدة وتتحملونها لأنكم مطمئنون لما ستكسبونه في ذاك التاريخ ، أقول لكم من الآن إذا كنتم تفكرون بانتخاب عن طريق غير الثلثين فالانتظار مضيعة للوقت، وبدل أن تنتظروا تعالوا نبحث عن الشراكة لنبدأ الحل من الآن نحن حاضرون إمَّا أن نشارك معاً باتفاق، عندها تحل مشكلة المحكمة في لبنان بدل أن تضيع في غياهب مجلس الأمن، وتحل مشكلة الواقع السياسي في لبنان وننطلق معاً من أجل أن نبنيه، فإذا كنتم تعتقدون خللاً في هذه المشاركة تعالوا نعيد إنتاج المواقع في السلطة من خلال انتخابات نيابية مبكرة ، عندها تكون هناك مشاركة على أساس النتائج فنصل إلى الحلول المطلوبة بالاتفاق على رئاسة الجمهورية وعلى كل الأمور الأخرى، لكن إذا لم تحصل المشاركة كخطوة أولى مباشرة كانت أو بإعادة إنتاج السلطة ، فلا انتخاب رئاسة الجمهورية بغير الثلثين سيحلّ المشكلة، ولا أي أمر آخر ، سيبقى لبنان في المأزق وسيطول المأزق لأننا لن نسمح أن يؤخذ البلد إلى الهاوية وإلى الوصاية ، واعلموا أننا نرى لنا حقاً في لبنان هو أن نكون شركاء ، فتعالوا نمد اليد لنتعاون ، أفضل مما يحصل في هذه الأيام.

للأسف كان المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة اللاشرعية فضيحة وكارثة ، ويبدو أن لغة الأرقام لا تعينه وتقف بوجهه، وكان الأجدى أن لا يضع نفسه في هذه المواخذة الإعلامية المباشرة، لأنه عندما تتحدث الأرقام عن نسبة مئوية لا تتجاوز الـ 3% من إعمار الضاحية، ولا تتجاوز 20 % من اعمار الجنوب، ولا تتجاوز 0 % من اعمار البقاع ، فضلاً عن عدم المساس بالمسألة الزراعية أو الصناعية أو وضع التجار أو ما شابه، كان الأفضل أن لا يُعقد هذا المؤتمر الصحفي الذي أشار مباشرة إلى سوء أداء الحكومة اللاشرعية وإلى طريقة تعاملها ، ثم ما هذا الجميل الذي نربحه من أشخاص لا يحق لهم أن يتحدثوا بهذا المنطق أصلاً، وسأكون واضحاً أكثر: لو لم يأتنا قرش واحد من أي بلد عربي أو أجنبي لوجب على الدولة اللبنانية من خزينتها ومن أموال الناس ومن حقوقهم أن تعمر بيوت هؤلاء المستضعفين لأنها هُدّمت بعدوان ، وكان فداء لكل اللبنانيين ولكل بيوت اللبنانيين ، وبالتالي هؤلاء يستحقون أوسمة ويستحقون إعطاءهم من الخزينة ، فكيف وقد أتت أموال من الدول العربية وبعض الدول الأخرى والبعض يحبسها ويمنعها وكأنها أمواله، هنا أقول لكم من أعطى الدم أعطى أكثر بكثير ممن يمكن أن يدعي أنه سيفرج عن أموال أو عن أبنية ، وبالتالي نحن لا نقبل جميلاً من أحد . الدولة اللبنانية مسؤولة ويجب عليها أن تقوم بالاعمار ولتشكر ربها أن هؤلاء المجاهدين الشرفاء والمجاهدات الشريفات قبلوا أن يكون الاعمار بهذه الطريقة ، فالوسام لمن خدم المجاهدين والمجاهدات وليس الوسام لمن يحاول أن يمنّنهم أو يدعي أنه يعطيهم من كيسه أو من إمكاناته، وهنا ندعو أيضاً إلى الالتفات إلى جميع الأضرار الزراعية والصناعية وكل الأضرار الأخرى، يجب أن تُفتح هذه الملفات ، وهنا لولا مشروع الإيواء الذي قام به حزب الله لكنا أمام كارثة لا تقل عن مئة ألف منزل بالحد الأدنى في لبنان. هل هناك دولة تتصرف مع مواطنيها بهذا الشكل ؟ أقلِعوا عن موضوع مسؤولية الحرب، أصبح واضحاً أن مسؤوليتها إسرائيلية أمريكية، وأصبح واضحاً أننا دافعنا عن شرف لبنان وكرامته، وأصبح واضحاً أننا أعطينا نيابة عن كل هذا الوطن ، وأصبح واضحاً أيضاً أن ما أداه المجاهدون وما أداه الناس من المستضعفين الشرفاء هو الذي سبب عزة وكرامة لبنان وإقبال كل الدول ليروا ماذا يريد لبنان، هل كنا سنسمع أن إسرائيل تفكر ولو قليلاً أو مجلس الأمن يفكر ولو قليلاً بمسألة مزارع شبعا لولا انتصار المقاومة؟ هل كنا سنسمع بالتفكير بالأسرى لولا المقاومة؟ هل كنا سنسمع بمحاولة التفتيش عن حلول للواقع اللبناني لولا المقاومة؟ هل سنسمع رفضاً للتوطين لولا المقاومة؟ مع ذلك لن ننام على ضيم ولن نسلّم للأمر الواقع ، سنتابع جهادنا في كل الساحات وإن شاء الله سينتصر الحق على الباطل .

وبعدها وزع الشيخ قاسم مع مدير عام الجمعية الهدايا على الفائزين .