الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الذي أقامه معهد سيدة نساء العالمين تحت عنوان "الرسول(ص) والمرأة" في 17/4/2007

فريق السلطة يراهن على الوقت والتدويل

• رئاسة الجمهورية وفق الدستور بنصاب الثلثين .

(...)، نحن اليوم لا يمكن أن ننسى أو أن يغيب عن أذهاننا أن المرأة في لبنان قدمت نموذجاً عظيماً أذهل العالم ، حيث صبرت وصمدت وتحملت الألم وهُجِّرت وحمت الأطفال، ودفعت الرجال باتجاه المعركة والمواجهة ، وكانت في أصعب لحظاتها تقف شامخة متحدية مبدية استعدادها لأي آلام يمكن أن تصيبها ، من أجل نصرة الحق والتكاتف مع المقاومين المجاهدين في مواجهة أعداء الله تعالى ومن وراءهم ممن عاثوا في البلاد الفساد، وحاولوا أن يقضوا على مقاومتنا واستقلالنا وسيادتنا.

ونعتبر أن أحد أسرار نجاحنا هو وجود المرأة إلى جانب الرجل في الميدان، ولو لم يكن كذلك لخسرنا أكثر من نصف المجتمع، لأننا سنخسر المرأة وسنخسر معها الدفع والمعنويات وتربية الأولاد ودفع الأزواج ، لكن لأنها كانت حاضرة في ساحة الجهاد وصلنا إلى هذا النجاح.

واعلموا أن وجود المرأة في لبنان إلى جانب الرجل في بناء المجتمع المقاوم وفي الصمود أمام إسرائيل ، سيجعلنا قادرين على أن نتحمل الصعوبات حتى ولو كانت أكثر مما مرَّ علينا في عدوان تموز 2006 ، وبالتالي من كان يراهن على تعبنا نقول له بأن رهانك خاسر وفاشل، مجتمعنا وشعبنا يستطيع أن يتحمل الكثير ، ولكن لا يقبل أن يكون لبنان تحت الوصاية الأمريكية ولا تحت الإدارة الإسرائيلية ولا ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهذا ما قررنا وسنعمل من أجل الدفاع عنه.

أمَّا ما يمكن أن يحصل في الفترة القادمة فللأسف أقول لكم أن فريق السلطة في لبنان يراهن على مسألتين: الوقت والتدويل ، يراهن على الوقت، أي أن أننا اليوم أمام فترة من الانتظار وهؤلاء ينتظرون إمَّا تطورات المنطقة العسكرية ، وإمَّا مجيء وقت انتخابات رئاسة الجمهورية بعد أربعة إلى خمسة أشهر، ولا يريدون أي حل أو حوار ، وإذا طرحوا حواراً فإنما يريدونه لتقطيع الوقت فقط، إذ ليس لديهم ما يقدمونه للناس فيحاولون إلهاءهم بأن الحوار قائم وربما سنتوصل إلى نتيجة ، وقد رأينا أن الحوارات السابقة لم تكن مجدية لأنها عندما وصلت إلى النقطة المركزية الأساسية وهي المشاركة والتعاون لإنقاذ لبنان رفضوا هذا الأمر ، لأنهم يريدون الاستئثار وأخذ لبنان إلى التدويل، وأن يكونوا من ضمن السياسة المعتمدة أمريكياً ضد مصلحة لبنان وضد كرامته.

هنا نقول لهم: إذا انتظرتم توقيت رئاسة الجمهورية فلا يوجد انتخابات لرئاسة الجمهورية إلاَّ وفق الدستور أي بنصاب الثلثين، ولن تنفعكم التفاسير المأجورة التي تدفعون عليها لبعض المتصدرين في وسائل الإعلام من أجل أن يحتالوا على الدستور ويعطوكم تفسيرات تبرر لكم أن تختاروا ما تريدون، كفاكم إلغاءً للدستور وللمؤسسات، حرامٌ عليكم أن تنظروا إلى البلد ينهار وأنتم لا تحركون ساكناً، والوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يعاني الكثير ولا يرفُّ لكم جفن ، لأنكم تريدون الاستئثار بالسلطة وبيع الوطن لمصلحة الأجنبي، هذا كله لن يحقق لكم أهدافكم لأننا لن نقبل بأن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية إلاَّ بالثلثين وإلاَّ فلا اعتراف برئيس لا ينسجم اختياره مع الدستور ، حتى ولو تدخل العالم وكانت كل الدول الكبرى معكم، فنحن معنا هذا الشعب الذي يريد السيادة والاستقلال، وما حصل في حماية لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي إنجاز كبير لن ندعكم تبطلوه ببيع لبنان إلى الأجنبي وبتقطيع الوقت كما تفعلون.