الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في ذكرى ولادة الرسول الاكرم (ص) في مطعم الساحة .

إذا ظنوا أن مرور الوقت يجعلنا نتنازل عن سيادة لبنان وعن استقلاله فهم واهمون

أقامت الجميعة النسائية للتكافل النسائي بمناسبة ولادة الرسول الاكرم (ص)وبرعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حفل فطور صباحي في مطعم الساحة ، بحضور حشد من الفعاليات النسائية ، الاجتماعية والتربوية والثقافية وعدد من زوجات النواب ورؤساء البلديات ، وقد ألقت مسؤولة الجمعية الحاجة عفاف الحكيم كلمة من وحي المناسبة شدّدت خلالها عن ضرورة الوحدة الاسلامية والوطنية ودور النساء في تجسيدها ، وكانت كلمة لراعي الحفل ، ومما جاء فيها : .

... من مصلحتنا أن نجتمع كلبنانيين ، لأننا إذا اجتمعنا كلنا على رؤية واحدة يُصبح كل لبنان في منطق واحد وفي رؤية واحدة ، وما الذي نختلف عليه حتى نتقاتل من أجله ؟ على المنصب ! على المركز ! كل هذه أمور تافهة ، كم هو عدد الوزراء وعدد النواب عند هذا الفريق وعند ذاك الفريق ! هذا لا يبيّن قوة هذا الطرف أو ذاك ، فقوة أي طرف في لبنان في مشروعه السياسي ، فمن كان مشروعه السياسي سيادة لبنان فهذا قوي حتى لو كان له نائب واحد ، أو لم يكن له أي نائب ، ومن كان مشروعه السياسي مع العدو الاسرائيلي أو أمريكا فلا قيمة له حتى لو كان له عشرات النواب والوزراء ، لأن المهم هو أين نأخذ لبنان لا ماذا يكون لنا في حصة بيع لبنان ، من هنا أقول لكم : لن يكون لبنان جزءاً من خارطة الطريق الامريكية للمرور إلى الشرق الاوسط الجديد ، وسنقف سدًّا منيعاً أمام هذا المشروع ، ولن يكون لبنان جزءً من التوطين ولا من المشروع الاسرائيلي التوسُّعي ، الذي سنقاومه بكل قوتنا، نفسياً وعسكرياً وسياسياً وبكل ما أوتينا من قوة ، ولن يكون لبنان مسرحاً ليأخذه البعض إلى حيث يريد ، هذا لبنان الشراكة والتفاهم نريده معاً ، وأن نكون في مركب واحد، ولا يحقّ لأحد أن يخرق المركب تحت أي عنوان ، وسنأخذ على يديه حتى لا يخرق هذا المركب إذا جُنّ في أي لحظة من اللحظات ، لأننا معنيُّون أن نحمي لبنان جميعاً ، وأن لا يأخذه أحد إلى حيث يريد ، هذه مسؤولية الجميع .

نحن دائماً نسمع شعار الوحدة الوطنية ، نحن ندعو إلى الوحدة الوطنية ، وأطراف أخرى تدعو إلى الوحدة الوطنية ، نقول : أليس للوحدة الوطنية ترجمة ، كيف تُترجم الوحدة الوطنية ؟ لأتعاون معك في إنشاء وقيامة هذا البلد بشكل مشترك ، قلنا لهم تعالوا نشكل حكومة وحدة وطنية معاً ، قالوا لنا : لا ، نحن نخشى منكم ، لأنكم ستُفشّلون هذه الحكومة باستقالتكم ، قلنا لهم أننا حاضرون أن نعطي الضمانات التي تريدونها لتطمئنوا ، ولكن رفضوا النقاش ووقفوا عند الاعداد ، المشكلة ليست في الاعداد ، المشكلة في خلفية أي قرار ، ثم قالوا لنا أن المشكلة في المحكمة الدولية ، قلنا أن الجميع قد قال نعم للمحكمة الدولية ، ومن حيث المبدأ ، الموافقة أُعطيَت في مؤتمر الحوار وانتهينا ، ومرّت في جلسة مجلس وزراء سابقة منذ أكثر من سنة ونصف ، وانتهينا والمبدأ أُقرّ ، قلنا تعالوا نناقش معاً ، فلم يقبلوا بالنقاش ، يريدون أن يعرفوا الملاحظات ، لماذا نحن لا نريد أن نُعطيهم الملاحظات ؟ يمكن أن يتساءل البعض لماذا لا نُعطيهم الملاحظات؟ لأنهم لا يريدون الملاحظات ، فإذا أرسلنا الملاحظات يعمدون إلى مناقشتها إعلامياً وسياسياً وتخرج عن النقاش القانوني ، نحن نريد أن نُناقش قانونياً ولانريد أن نناقش بمباراة عبر وسائل الاعلام ، فإذا ناقشنا قانونياً يكون هناك قابلية للتفاهم ، ألا تريدون كشف القاتل ؟ نحن نضمن أن تكون كل الخطوات القانونية لكشف القاتل موجودة ، لكن نريد نزع الصبغة السياسية التي تُخرجنا عن الهدف ، وتجعل هذا الامر مرتبطاً بالآخرين ، لكن نحن لا نجد تجاوباً للأسف ، مع أننا إيجابيون من موقع القوة وليس من موقع الضعف ، وإلا أيريدون أن تطول الازمة ، شهراً وإثنين وثلاثة وأكثر ، نحن مضطرون أن نصبر وأن ننتظر ، ولكن إذا ظنوا أن مرور الوقت يجعلنا نتنازل عن سيادة لبنان وعن استقلاله فهم واهمون ، فإن لنا من الصبر ما عجزت عنه الاعداء ، لذلك لا يراهن ولا يلعبنّ أحد لعبة الوقت ، بالاضافة إلى أنه هناك أضرار كبيرة تلحق بالناس ، حرام أن يبقى البلد مسيّباً ومعذباً ، وحرام أن يبقى الناس من دون قدرة على متابعة حياتهم ، وهذه مسؤوليتنا جميعاً .

اليوم مجلس النواب هو الحصن الدستوري الأخير الذي سلِم حتى الآن من العبث بقوانينه ، حذار أن يحاول أحد العبث بقوانينه ، يكفي ما جرى بمؤسسة رئاسة الجمهورية ومؤسسة مجلس الوزراء من تجاذب واختلاف وأعمال أدت إلى انقسامات حادة ، لنبقِ هذا المجلس ليلعب دوره الجامع ، وهذه مسؤوليتنا جميعاً ، وإن تصويب السهام على المجلس النيابي يستهدف صرف النظر عن المشكلة الحقيقية وهي المشاركة ، ولا يُعطي السلطة قوة ومكسباً إضافياً ، ويزيد من حدة التوتر ، ويزيد من خراب البلد ، ومن أراد أن يُفتّش عن الحل لا يبدأ بالتراشق ، ومن أراد الحل لا يفتح موضوعاً جديداً للخلاف وإنما يبحث عن كيفية التوافق ، دعونا نجد حلاً لنتفاهم على الخلاف ، وإلا بهذه الطريقة لبنان سيُصبح بلا قوانين وبلا دساتير، وسنُصبح في شريعة الغاب ، عندها كلٌّ يفسِّر على مزاجه ، ويتحول لبنان إلى مجموعة ميليشيات تتناحر ، بدل أن يكون لبنان هو الدولة التي تخضع للقوانين المرعية الاجراء. لا يجوز أن يُفسِّر كل واحدٍ القانون على مزاجه ، ولا يجوز أن يعطي كل واحد ٍ فكرة كما يريد ، يجب أن تكون الامور واضحة ، دائماً نرى تفاسير مختلفة، وكل القانونيين يعرفون أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لا تتمّ إلا بنصاب الثلثين ، وهنا نجد من لديه تحليل قانوني أنه يمكن أن يقوم بأقل من الثلثين ، كل هذا مبنيٌّ على تحليلات أنه لا يجوز أن يكون هناك فراغ، ومن باب الأولى والتزاحم وغيره ، نقول أن القانون لا يحتاج إلى إنشاء عربي ، فالقانون له معانٍ ولا بدّ أن نلتزم بهذه المعاني .

أنا أنصح بالبحث عن الحل في أسرع وقت ، لأننا كلما سرّعنا الحل كلما ساهمنا في إنقاذ لبنان ، وكلما أخّرنا الحل كلما دخل لبنان أكثر فأكثر في الازمات الاقليمية والدولية ، وبالتالي سيدفع أثماناً باهظة بسبب التأخير . نحن ندعو إلى حلول تعالج كل المشكلات وتطمئن الاطراف ، لكن من دون هذه المتاريس التي يضعها البعض للبعض الآخر .