الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد المعلم في الاحتفال الذي أقامته التعبئة التربوية في منطقة بعلبك في 11/3/2007

نتمسك بصيغة 19 + 11 ونحذّر من لعبة إضاعة الوقت

كرّر نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ان المعارضة تطرح ثلاثة أمور هي: حكومة وحدة وطنية، وإقرار المحكمة بعد مناقشتها لتكون لمحاكمة الجناة والقتلة وانزال أقسى العقوبات بهم دون ان تحمي التدخّل الأميركي أو أن تكون لمصلحة تصفية حسابات في الساحة اللبنانية، والانتخابات النيابية. وأعلن التمسّك بصيغة 11 + 19، رافضا الوزير الذي لا لون ولا طعم ولا رائحة له.

وحذّر من لعبة إضاعة الوقت والتسويف في ايجاد الحلول للأزمة السياسية الراهنة حتى لا يغرق لبنان في المأزق الاقليمي والدولي.

وأكد الشيخ قاسم ان لقب المعلم هو لقب الشرف والنور، وعيد المعلم هو محطة للاستذكار حتى يتأمل المعلم مع نفسه ما الذي قام به وأنجزه، فقيمة المعلم انه يعلّم ويربّي يترك آثاره في عقول وقلوب وسلوك الأجيال، كما ان أقرب الناس الى درجة النبوة أهل العلم والجهاد.

وتابع: سجّل المعلمون في لبنان انجازا مهمّاً هو المشاركة في توجيه الأجيال نحو مقاومة المحتل وتقديم الشهداء في ساحة الجهاد، وتعليم الأجيال ما يتناسب مع أمتنا وتنقية ما يأتينا من الآخرين، فنحن نريد علوم وتقدّم الآخرين ولكن لا نريد أفكارهم التي تضيع أجيالنا.

عدوان تموز

وتطرق الى العدوان الاسرائيلي على لبنان خلال الصيف الماضي فقال الشيخ نعيم قاسم: ما جرى هو قتال عدواني اسرائيلي بقرار أميركي ومساندة أوروبية وتغطية من كثير من الدول العربية ومشاركة من مجلس الأمن بالصمت وعدم التفاعل مع المعذبين ومع الناس، مما أدى الى هذا العدوان الضخم الذي هو بحجم عدوان عالمي على لبنان من أجل ضرب مقاومته وشعبه الصامد الذي يرفض الاذعان. ولقد كان الانتصار كبيرا وعظيما وإلهيا على الرغم من الذين يزعجهم الانتصار الإلهي.

وأضاف: رغم التشكيكات التي نشأت من هنا وهناك، كنا نرى في كل يوم خسارة اسرائيلية جديدة، وعند انتهاء الحرب في صيغتها خسرت اسرائيل، وعند محاكمة المسؤولين الاسرائيليين وعند استقالة كل مسؤول عنها وعند استعراضهم المعارك في مارون الراس وبنت جبيل خسرت اسرائيل، ولم يعد لبنان في الموقع الذي يتحنّن عليه الآخرون، وحتى المساعدات تأتي الى لبنان لأنه منتصر، ولأن الشعب اللبناني قد أثبت انه عزيز ولا يرضى ان يكون تحت استعمار أو احتلال أو وصاية.

وحول الدمار والخراب الذي لحق بلبنان نتيجة العدوان قال الشيخ قاسم: يُسأل عادة عن الدمار والخراب من دمّر وليس الذي دافع، فالبيوت تعمّر، وخير لنا ان نعيش مع الأعزاء من دون حجارة، على ان تبقى حجارة لا عزّة فيها ولا كرامة... مع ذلك كنا نقول منذ اليوم الأول ونحن ندافع عن لبنان ان اسرائيل هي التي تعتدي وهم يصرّون بأننا لا ندافع عن لبنان، وقلنا هذه خطة معدة مسبقا وقد وردتنا معلومات من جهات مختلفة عن ذلك بعد بدء العدوان، كما رفعت قيادتين لبنانيتين على الأقل تقريرا الى رايس وتشيني وغيرهما في الادارة الأميركية لدفع اسرائيل الى شنّ حرب على (حزب الله)، وقد أكد وزير دفاع العدو بأن الحرب لم تكن بسبب الأسيرين، وشهادة أولمرت أكدت ان الحرب أعدت في آذار.

واعتبر ان المقاومة بانتصارها أنقذت لبنان من محنة التبعية لدائرة السياسة الاميركية - الاسرائيلية.

وأوضح الشيخ نعيم قاسم ان لبنان يعيش اليوم في مخاض، فأميركا تريد القبض على لبنان ليكون أداة لها وهي تدخل لبنان بمعادلة ربحها وخسارتها وتعتبره بوابة الشرق الأوسط الجديد. وأعلن: نقول لشركائنا في الوطن، لم يعد لبنان يحتمل مغامرات وتجارب أميركا الفاشلة، وعلى شركائنا ان يرحموا مستقبل أجيالنا، وان يعلموا ان كل كسب للأميركيين في لبنان تقابله خسارة للبنانيين، لذا فلنعمل لمصلحة لبنان وليس لمصلحة أميركا.

ورأى قاسم ان مشروعية الحكومة سقطت وقراراتها في الجوارير لا قيمة لها ولا يمكن ان تمر، ولا قدرة لأية أغلبية نيابية في هذا البلد ان تأخذه في اتجاهات غير توافقية، وليس لدى الحكومة غير الشرعية صلاحية إحالة مشاريع القوانين الى مجلس النواب.

وقال: رئيس الجمهورية رئيس بطريقة دستورية فلماذا لا تتعاملون وتحرّضون المجتمع الدولي عليه، وتعتبرونه خارج الحكم، في حين انكم تقبلون توقيعاته من أجل بقائكم في الحكومة أو من أجل بعض المشاريع?

وتابع: أين العيش المشترك بعد خروج طائفة من الطوائف الثلاث الكبرى من الحكومة، فنحن نتصرف وفق القواعد التي رسمناها، وحتى الآن نواجهكم دستوريا وسلميا، فلن تتمكنوا وحدكم من حكم البلد، ولا ندعي أننا نستطيع حكم البلد وحدنا، بل نحن نطالب بالمشاركة في الحكم.

مطالب ثلاثية

وتابع: مطالبنا ثلاثية الأبعاد: حكومة ومحكمة وانتخابات، فنحن حاضرون لمناقشة المحكمة بحيث تنزل بالجناة والقتلة اقسى العقوبات ولكنها لا تفسح المجال امام التدخل الأميركي وغيره لتصفية حسابات في الساحة اللبنانية. ومن الطبيعي ان تشكل حكومة مشاركة لأننا بحاجة الى حكومة لتقر المحكمة وان تكون فعالة ومشاركة فلماذا الخوف من حكومة 11+19، فلا يوجد وزير لا لون ولا طعم ولا رائحة له في الدستور. ونحن بصراحة نخاف ان يشتروه اذا وجد في يوم من الأيام ويصبح لديهم الثلثين ونحن لا نريد ذلك، بل نريد مشاركة حقيقية. اما عن القول بأنهم يخافون ان نستقيل بعد ذلك? فنجيب بأننا اشخاص نلتزم بتعهداتنا وامام من تريدون او أمام من تطمئنون، فانتم من لا يلتزم بالتعهدات، ولم يسجل علينا اننا اعطينا وعداً واخلينا به. والأمر الثالث هو البدء بالإعداد لقانون انتخابات للوصول الى حل.

وذكر ان هذا الحل يواجه مشكلة خارجية بأن اميركا اذا لم تكن رابحة وفقدت سيطرتها على لبنان فهي تحتاج الى الالتفاف لتدخل من الشباك بعد اخراجها من الباب، والمشكلة الداخلية تتمثل بأن بعض القوى التي ليس لها وزن كبير، لن تستفيد من المشاركة والتفاهم لأنها ستضيع بين الأقطاب عندما يتفاهموا، لذا هذه القوى هي التي تعطل المشاركة والتفاهم. ولكن فيلعلم الجميع انه في كل يوم مر دون ان نتفق يدفع لبنان واللبنانيون ثمناً باهظاً مالياً ومعنوياً.

وحذر الشيخ نعيم قاسم من لعبة اضاعة الوقت والتسويف في ايجاد الحلول للأزمة السياسية الراهنة حتى لا يغرق لبنان في المأزق الاقليمي والدولي. وقال: نحن لن نتهاون بسيادة واستقلال لبنان وسنبقى في الميدان بكافة اشكال التحرك السلمي والسياسي لإنجاز الحل مهما كان الثمن وحاضرون لأغلى الأثمان ولكننا لسنا حاضرين للتضحية بلبنان واستقلاله وسيادته وانتم تعرفون عندما نصمم فإننا نستمر وستبقى كل المعارضة سداً منيعاً امام الطروحات التي تحاولون من خلالها الضغط علينا من هنا وهناك، كالتلويح بالفصل السابع وقال: (اذهبوا واعملوا فصلاً سابعاً) فليس هناك فصل سابع يعمل محكمة بل عدواناً على لبنان اما المحكمة فتحتاج الى توافق، فلا تستطيعون التهرب من الشراكة في لبنان فنحن قوة شعبية تمثل ثلثي الشعب اللبناني وقد رأيتم ذلك في تظاهرة 10 كانون الأول هذا الطوفان البشري الذي عبر عن مطالب اللبنانيين، ولا يستطيع احد في كل العالم ولا في لبنان عن هذه القوة الشعبية التي لها إرادة وحاضرة ان تستمر وتزداد يوماً بعد يوم ومصممة ان يكون الحكم مشاركة لإنقاذ لبنان. داعياً (الفريق الحاكم) لعدم تضييع الوقت ولا تراهنوا على قصر نفسنا فنحن (علّينا قلب اسرائيل). ألا نستطيع ان نعلّ من يريد ان يمشي على خطاها)?

وصحيح اننا لا نحكي كثيراً ولا نشتم ولا نتوتر او نرقص على المنابر، لكن لدينا شعب حيوي معطاء من طفله لشيخه، وبرجاله ونسائه، ولولا هؤلاء لما نجحت المقاومة في الجنوب ولولاهم لن تنجح سيادة واستقلال لبنان واعدكم ان هؤلاء سينجحون بعون الله.