الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة التاسعة من ليالي عاشوراء 1428 في ثانوية شاهد في 29/1/2007

لا يوجد بين السنة والشيعة من يدعو إلى فتنة ، إنما تأتينا هذه الدعوات من رموز الحرب

ليكون واضحاً للجميع ، في لبنان لا يوجد فتنة سنية شيعية ، راجعوا التاريخ ، كل تاريخنا في لبنان ليس عندنا فتنة سنية شيعية ، وحصلت الحرب الاهلية سنة 1975 ، وليس لدينا مشكلة سنية شيعية، وحصلت فتن كثيرة ولم تحصل الفتنة السنية الشيعية ، وعقدنا اتفاقات مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، وبعد في الاتفاق الرباعي لتأكيد مستوى التلاحم الذي لا ينظر أبداً باحتمال لوجود فتنة سنية شيعية ، إذاً هذه الفتنة غير موجودة في الاصل ، كل الفترة الماضية لم تكن موجودة ، لا عند الشعية ولا عند السنة ، لا عند قيادات الشيعة ولا عند قيادات السنة ، على اخلافهم السياسي وعلى اختلاف آرائهم ، نعم نشأ في الفترة الاخيرة خلاف سياسي ، ومن الطبيعي أن يختلف الناس على المستوى السياسي ، إلا أن رموز الحرب اللبنانية الذين تعوّدوا على القتل على الهوية ، وعلى تدمير البيوت لإيجاد التغيير الديمغرافي ، هذه الرموز هي التي تحاول أن تُحرِّض عند السنة لتقول لهم بوجود فتنة سنية شيعية ، وتستفز الشيعة لتقول لهم بأنه يوجد فتنة سنية شيعية ، لكن لو عدنا إلى قيادات السنة والشيعة ، لا يوجد بينهم من يدعو إلى فتنة ، إنما تأتينا هذه الدعوات من رموز الحرب ، الذين لا يستطيعون الحياة ، ولا يستطيعون السيطرة إلا في الشارع مع بنادقهم واعتداءاتهم على الناس ، وإذا ظنَّ البعض أن رموز الحرب تابت ، أقول لهم إنما رأيتم توبة مغشوشة ، لفترة زمنية محدودة ، لأنهم ظنوا أنهم سيسيطرون على الدولة من مفاصلها ، فإذا أخذوا البلد بسيطرة على الدولة من دون إبراز الوجه الآخر ، فهذا جيد ، وإذ بهم بعد أن ساروا قليلاً ، وجدوا أن المعادلات وتوازن القوى لا تسمح لهم بأن يأخذوا الدستور والقوانين إلى حيث يريدون ، فشعروا بالعجز من موقعهم في السلطة، فعادوا إلى موقعهم في العدوان والآثام وحرب عام 1975 ، ليُعبِّروا بأساليبهم ، إذ أنهم لا يتمكنون ولن يتمكنوا من أن يقودوا البلد على طريقتهم بالوسائل المعروفة ، فلجأوا إلى هذه الاعمال الخبيثة التي تحركوا فيها من خلال ميليشياتهم وسلاحهم وعملياتهم العدوانية ، وهذا دليل أن هؤلاء يشكلون خطراً على هذا البلد . نحن نناشد إخواننا السنة كما نقول لأهلنا الشيعة ، إنتبهوا من الذي يحرِّكها ، قاتل الله من حرّك الفتنة وأيقظها ، وسنكون لها بالمرصاد مهما حصل ، ومهما كانت الصعوبات والمرارات ، وتأكدوا أنه لولا وجود المعارضة الوطنية اللبنانية الحكيمة والمدركة لأهدافها ، والصادقة مع شعبها ، وحصل ما حصل يوم الخميس ، لوقعت الحرب الاهلية ، ولكن لم تقعْ لأن إرادتنا كانت قوية في أن نمنع مثيري الفتنة في أن يدخلوا بين الاطراف ، وخرجنا منها جميعاً بعون الله تعالى .

نحن دعونا وندعوا إلى إيجاد تغيير حقيقي في لبنان ، من خلال الانتخابات النيابية المبكرة ، لأن هذه الانتخابات التي حصلت ، حصلت بناءً على اتفاقات سياسية أخلَّ بها الاطراف ، وحصلت بناءً على قانون انتخاببي لم يرضَ عنه أحد وفُرضَ فرضاً ، وكانت هناك طعون ببعض النواب لم ينظر فيها المجلس الدستوري ، إذاً كل الاختيار في الانتخابات النيابية الماضية كان فيه التباسات . نحن نقول كمعارضة أننا أكثرية شعبية ، وأنت تقولون كقوى سلطة أنكم أكثرية شعبية ، إذاً دعوا الانتخابات النيابية تكشفنا أو تكشفكم ، لماذا أنتم خائفون من الانتخابات النيابية ؟ خوضوها في ظلّ أي قانون تخاتورنه ، على أساس القضاء أو المحافظة ، أكثري أو نسبي ، كما تشاؤون ، نحن حاضرون أن نتفق من خلال نقاش مع كل الحلفاء لنصل إلى نتيجة وقانون انتخابي عادل ومنصف ، عندها من يكون له أكثرية ، ليعمل وحده ضمن الاكثرية ، وليكرس في هذا البلد أن الاكثرية هي التي تحكم بدون توافق إذا كان هذا ما يريده ، ويلتزم الجميع بهذا الامر ، علماً أننا حاضرون عندما تكون الاكثرية عندنا أن نُشركهم ، لأننا نريد أن تكون هناك حالة توافقية في هذا البلد ليطمئن الجميع .