سمعنا اليوم اقتراحاً من الرئيس السنيورة للرئيس بري أنه إذا كان لا يريد أن يدعو مجلس النواب إلى الاجتماع فعلى الأقل أن يدعو إلى جلسات التشاور والحوار، نحن نقدر هذا التراجع التكتيكي في الموقف ، والذي إن عبر عن شيء فإنما يعبر عن القناعة بأنه يوجد مأزق حقيقي ، لكن لا ترمي الكرة في ملعب غيرك، فالمسؤولية تقع على رئيس مجلس الوزراء اللاشرعي ومن معه، عليهم أن يكونوا واقعيين وموضوعيين وأن يدعوا إلى علاج يبدأ أولاً بحكومة تكون شرعية في هذا البلد لتصويب المسار مع كل التفاصيل الأخرى التي لن أكررها ولن أعيدها ، لكن أقول لهم: إنَّ مكابرتكم لن تحل الأزمة، والاتباع لتوصيات أمريكا سيوقعكم بفشلٍ تلو الفشل، فبوش أفشل رئيس جمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب استطلاعات الرأي هناك، فمن اعتمد على الفاشلين كان فاشلاً، وها نحن نراه يفشل في كل شيء ، فارحموا هذا البلد ولا تكونوا وفق أوامره ، لن يتمكن أن يفعل معكم شيئاً، إذا كنا معاً نتقوى بكم وتتقوا بنا، ونفعل ما نريد في بلدنا، بدل أن تجعلوا لبنان محطة أمريكية لمشروع الشرق الأوسط الجديد لأن هذه المحطة لن تكون قادرة على أن تعطي أمريكا شيئاً، على كل حال العجز واضح عنكم، يا قوى السلطة وميليشيات السلطة، رأينا عجزكم يوم الثلاثاء تظاهر وأضرب المواطنون بناءً على دعوة قوى المعارضة، ماذا فعلتم؟ بدل أن تتركوا الاضراب يسير بشكل طبيعي ويمر في هذا اليوم، وهذا تعبير سلمي ومن حق أي إنسان أن يُضِرب ويتظاهر وأن يغلق شارعاً، بدل أن تفعلوا مثلما فعلت المعارضة، يعني أن تغلقوا شارعاً أو تُضربوا في يوم آخر أو أن تعترضوا في يوم آخر أو أن تعترضوا بطريقة سلمية، فكرتم بالغارات الوهمية التي خضتموها على المتظاهرين وحرضتم الناس ليضربوهم بالرصاص اعتقاداً منكم أن هذا الاعتداء على المواطنين الأبرياء يمكن أن يحقق لكم شيئاً، لكننا نقول لكم: إذا كان اضراب يوم الثلاثاء مقدراً له أن ينجح بطريقة سلمية لو لم تنزلوا إلى الشارع فبنزولكم واعتدائكم على الناس اعطيتموه نجاحاً أعلى بكثير، لأنكم أكدتم أن البلد بمأزق، وأنكم لا تتحملون صوت الشعب ولا تقبلون التعبير السلمي، وجئتم يوم الخميس بقناصتكم تعتدون على الشباب الجامعي في جامعة بيروت العربية، تقتلون الأبرياء وتتوزعون على الأسطح، لأنكم ضعفاء، لو كنتم أقوياء وعندكم مددٌ شعبيٌ حقيقي ومشروعكم قابل للحياة، وقابل لأن يكون له قدرة لعبرتم بطريقة سلمية كما يعبر الآخرون ، لا أن تستخدموا الرصاص ، وتستخدموا هذه القدرة الخفية والملثمة لأنها تعبير عن الضعف، على كل حال أثبتم يا ميليشيات القوى وقوى السلطة أن قوى المعارضة قوية وشجاعة وتستطيع أن تثبت في الميدان وأنها أثرت فيكم أثراً أخرجتكم عن طوركم وجعلتكم تُفتضحون بين الناس ، آمل أن يكون هذا الدرس كافياً بالنسبة إليكم، لأنه(وهذا خطاب لشعب 14 شباط) إذا كانوا يقولون لكم أنهم نجحوا في الكر والفر ، أقول لكم: أنهم زادونا ثقة بمشروعنا ومعارضتنا، وزادوا شعبنا تماساً وقوة أكثر، لأن من يتصرف مثل هذه التصرفات يبدي ضعفاً وعجزاً، لقد استمرينا في الشارع لمدة ستين يوماً ولم نحتج لا إلى ضربة كف، ولا إلى إطلاق نار، ولا إلى الاعتداء على الأملاك، ولا إلى أي أمرٍ خارج عن السلم الطبيعي، بينما هم لم يتحملوا ولن يتحملوا ، وأقول لكم لا تطيلوا الوقت لأنه ليس لمصلحتكم ، وبالنسبة إلى لن نرجع إلى الوراء، ، أعيدوا النظر بما تفعلونه واسمعوا جيداً لما قاله بوش منذ يومين ، هو يريد أن يستخدم لبنان من أجل ضرب وقتل عناصر حزب الله ، هو يريد من خلال الـCAA كما قالت الواشنطن بوست قبل أسبوع ، أن يدفع ميزانية من أجل التحريض في لبنان، إذاً انتبهوا لا تكونوا أدوات لأمريكا ، شعبنا الذي حرَّر الأرض من إسرائيل لن يرضى أن تستلمها أمريكا بالسياسة ، إمَّا أن تكون هذه الأرض محررة بالكامل ونتعاون معاً ، وإمَّا لن ندعكم تسلموها لقمة سائغة لأمريكا، وعلى كل حال إذا أردتم أن تجربونا بعد فجربوا هذه مشكلتكم، لكن لبنان سيدفع ثمناً كبيراً تتحملون أنتم مسؤوليته بشكل واضح.
ندعو قوى السلطة أن تلتفت إلى ما تقوم به إسرائيل، إسرائيل لا زالت تعتدي بطيرانها في الأجواء، إسرائيل تحاول أن تأخذ جزءً من الأرض في النقاط الحدودية المختلف عليها، إسرائيل رمت بالونات سامة على اللبنانيين في مناطق مختلفة في الجنوب، إسرائيل تحاول أن تفرض شروطاً وتستمر في اعتداءاتها، تعالوا نضع أيدينا مع بعضنا البعض، لنقول لإسرائيل:لا، نحن نقول لها لا وسنستمر، وإسرائيل تعرف أن هذه الحركات التي تقوم بها لن تعطيها مكسباً في لبنان، هذا يعطينا مبرراً كافياً لإقناع الرأي العام أن إسرائيل لا زالت تعتدي وأن من حق المقاومة أن تكون على جهوزيتها الكاملة وهي كذلك، لكن أنتم ماذا تقولون ، أتمنى أن نسمع منكم تصريحات ومواقف تنتقد إسرائيل يومياً، تطالب أمريكا ومجلس الأمن والدول الكبرى، ماذا فعلوا حتى الآن بالعدوان الإسرائيلي الذي ما زال مستمراً، هل تعلمون أن قرار وقف إطلاق النار لم يعلن بعد بحسب القرار 1701، وإن الأعمال العدائية مستمرة من طرف واحد، ما هو موقف الدول الكبرى ، نحن سنبقى نتحرك في الداخل، لأننا نريد أن نحمي البلد من أدوات تريد أن تعطيه لأمريكا، وسنبقى حاضرين في المقاومة لنحمي لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد أن يتكئ على لبنان ، وثقوا تماماً بأن بإمكاننا أن نعمل على جبهتين، لن تأخذ جبهة مكان جبهة أخرى.