الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في اللقاء التضامني مع غزة المحاصرة في مطعم الساحة في 3/12/2008

نطالب بموقفٍ عربي رسمي يرفض ويضغط ويطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة

تضامناً مع أهلنا في فلسطين وغزة المحاصرة دعا حزب الله للقاء سياسي موسع شارك فيه كافة القوى الوطنية والسياسية والعلمائية اللبنانية والفلسطينية المقاومة والممانعة للمشروع الصهيوني الأمريكي، وكان أبرز المتكلمين:

- نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.

- رئيس جبهة العمل الإسلامي الداعية الدكتور فتحي يكن.

- سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

- سفير جمهورية كوبا.

- السفير السوداني.

- الشيخ حسن المصري باسم حركة أمل.

- أسامة حمدان باسم تحالف الفاصائل الفلسطينية.

وهنا نص كلمة الشيخ قاسم :

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق موالانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.

السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.

تحية خالصة من القلب للقوى والأحزاب والفصائل والشخصيات اللبنانية والفلسطينية والعربية والإسلامية التي اجتمعت في هذا اللقاء لنصرة الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة الأبية.

نحن اليوم أمام حدثٍ كبير إذ يوجد مليون ونصف فلسطيني محاصر في غزة في مساحة لا تتعهدى أربعمائة كيلومتر، والذي يحاصر هذه القوى هو إسرائيل العاتية الغاصبة التي تحتل 26600 كيلومتر، وهي تحاول من مساحة الاحتلال الكبرى أن تلغي هذه البقعة الصغيرة بحجمها ومساحتها والكبيرة بفعلها وممانعتها ومقاومتها، هنا لا بدَّ في هذا الموقف المناصر والمؤيِّد لشعب فلسطين وخاصة لأهلنا الشرفاء في غزة الأبية أن نبيِّن عدة أمور:

أولاً: ما يجري في غزة هو خطة تجويعٍ ممنهجة، هدفها تركيع المقاومة والشعب الفلسطيني باتجاه الحلول الاستسلامية إذ علموا أن هذا الشعب الأبي هو شعبٌ مجاهدٌ مستعدٌ للصمود مهما طال الزمن فلجأوا إلى هذا الحصار، إسرائيل تمنع الماء والكهرباء والدواء والطحين وأقل ما يوصف هذا الغزو وهذا الحصار أنه وحشيٌ وجبان، وحشيٌ لأنه يواجه الطفولة والإنسانية، وجبانٌ لأنه لا يتصدى للمقاومين فيلجأ لمواجهة أولئك المستضعفين، إنهم يريدون من خلال حصار غزة أن يواجهوا روح المقاومة المزروعة في قلب كل طفل وشيخ وامرأة وشاب لانتزاعها، لأنها موجودة في قلب كل غزاوي، إننا اليوم أمام صمود غزة المقاومة نقف بإجلال وإكبار تحية لهم وندين الصمت العربي الذي يتحمل المسؤولية عن هذا الحصار، كما ندين التباطؤ الدولي الذي سيسجل له التاريخ عاراً على هذه المواقف التي تساند إسرائيل ولا تقف إلى الشعب الفلسطيني.

ثانياً: ابتدع الغرب مقولة الدفاع المشروع محل الاحتلال والعدوان، فاعتبر كل الأعمال العدوانية الإسرائيلية دفاعاً مشروعاً، بالله عليكم ماذا ينقص العرب أن يتحدثوا عن الحقوق والمظلومية بدل اللوم الدائم للشعب الفلسطيني ولمقاومته لأنه يرد بقذائفه أو صواريخه أو يقاوم الاحتلال، إنَّ لوم المقاومة أو مساواتها بالإجرام الصهيوني هو خدمة مجانية لإسرائيل وتشجيعٌ لها لاستكمال مشروعها، ليس مطلوباً من الحكام العربي أن يقاتلوا من أجل فلسطين، فالشعب الفلسطيني وحده قادر أن يقاتل وأن يحرر وليس بحاجة لأحد، ولكن لماذا تتخذ تلك المواقف التي تشكل عبئاً إضافياً ضاغطاً على الشعب الفلسطيني بدل مساعدته، بل أقول : ليس مطلوباً أن يقاتلوا نيابة عن الفلسطينين أو مساندة لهم، وليس مطلوباً أن يساعدوهم، ولكن على الأقل أن لا يكمونوا عوناً لإسرائيل في سياستها.

ثالثاً: العرب والمسلمون: مسؤولون حكومات وشعوب لأن بإمكانهم أن يعلنوا رفض الهمجية الإسرائيلية في جرائمها التي ترتكبها في جرائمها ضد الإنسانية، بإمكان العرب والمسلمين أن يراكموا الصراخ، وبإمكانهم أن يحرجوا الغرب بإدعاءاته بمساندته حقوق الإنسان، بإمكانهم أن يحركوا المنظمات والجهات التي ترفض هذه الهمجية، حصار غزة ليس جريمة عادية، هي جريمة موصوفة ضد الإنسانية، هنا نحن أمام مشهد إسرائيل تعتدي وغزة تدافع، ولكن المعادلة التي تريدها إسرائيل هي تثبيت مقبولية القتل والسيطرة من جانب واحد لتنظيم الإبادة للشعب الفلسطيني من دون مقاومة أو ممانعة، بالله عليكم ماذا يريدون من هذا الشعب الأبي الطاهر؟ يريدونه أن يسكت، وأن لا يرد على القتل المنظم ولا على الاحتلال ولا على الاجتياح، إذاً ما هو الحل في مواجهة هذا المشروع الإسرائيلي؟.

رابعاً: ندعو إلى الوحدة الفلسطينية التي تواجه شرعنة الاحتلال وتوسعه، ندعو إلى الوحدة التي تمنع التقاتل بين أبناء الشعب الواحد، ندعو إلى الوحدة التي تؤدي إلى الالتفاف حول سلطة واحدة وحكومة واحدة، والتي تمنع إسرائيل من استثمار الانقسام والاختلاف، والتي تلتف حول المقاومة وترفض الاحتلال، ولن تستطيع إسرائيل أن تفعل شيئاً إذا كان الصف الفلسطيني واحداً في مواجهة هذه القضية الإنسانية لغزة المعاصر.

خامسا: ندعو إلى :

1- رفع الصوت عالياً في كل المحافل وفي كل الاتجاهات لفضح جريمة العصر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

2- ندعو إلى فتح المعبر إلى فلسطين لدواعٍ إنسانية ولا حاجة لكل التبريرات التي تُساق في هذا المجال، لأن هذا الشعب يحتاج إلى لقمة ودواء وكهرباء ومن حقه أن يحصل عليها ومن واجب العرب أن يأمِّنوا له هذا الحد الأدنى.

3- نطالب بموقفٍ عربي رسمي يرفض ويضغط ويطالب إسرائيل وكل الدول التي تساندها لرفع هذا الضغط عن غزة المحاصر.

4- نطالب بموقفٍ شعبي عربي عام يتظاهر ويعتصم ويدعم ولا يبقى متفرجاً أمما هذه المأساة.

5- نطالب الدول الغربية بمسؤوليتها، ونعتبرها شريكة في تغطية جرائم إسرائيل بسبب مواقفها الداعمة للعدوان والاحتلال وعليها أن تثبت براءة سلوكها من خلال رفع الحصار عن غزة.

6- نطالب مجلس الأمن بكف يد إسرائيل عن حرب الإبادة، أين هو مجلس الأمن؟ هو يتخذ القرارات التي تقهر العرب والمسلمين والمستضعفين، ولا يقف في مواجهة إسرائيل ومشاريع أمريكا التوسعية والعدوانية.

7- فلتكن كل الأقلام والوسائل والأصوات الإعلامية شامخة لفضح جريمة حصار غزة كي نضغط جميعاً باتجاه فك هذا الحصار.

وأخيراً: ارض فلسطين للفلسطينيين، وهي ملكٌ للأجيال القادمة، ولن تكون للصهاينة مهما طال الزمن، ستكتشف إسرائيل أن المقاومة ستصبح اصلب وأقوى مع هذا الحصار، وأن مشروع إسرائيل المبني على الاحتلال والعدوان غير قابل للحياة في المستقبل وستكشف الأيام ذلك.

صورتكم أيها الشهداء في غزة وفلسطين هي الأشرف والأنصح، صورة الطفل والمرأة والشاب في غزة هي الأنقى والأطهر، صورة الشعب المحاصر في غزة هي صورة العزة والمقاومة، غزة أنتِ الشوكة في قلب الاحتلال ونحن معك إن شاء الله حتى التحرير الكامل لكل تراب فلسطين من البحر إلى النهر غير منقوص أبداً، غزة أنتِ الطليعة اليوم ، وأنتِ وهذا الشعب الفلسطيني البطل رمزٌ للإنسانية والعطاء والعزة، ستبقون في المقدمة ومنصورون إن شاء الله، قال تعالى:" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ".