بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت وحشد من الفعاليات التربوية والاجتماعية والبلدية وأهالي الطلاب، ومما جاء فيها:
لا بدَّ أن نطلَّ على التقرير المشؤوم لتيري رود لارسن، الذي اعتبر أن المقاومة تشكل تحديًّا للسلطة اللبنانية والأمن اللبناني، وأنها تشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليميين، وهذا التحريض من لارسن هو من مخلَّفات الوجع الأمريكي والهزيمة الإسرائيلية، وهو صراخ في الفراغ لأنه لن ينفع هذا التحريض للدولة اللبنانية على المقاومة، فقد أدرك الجميع في لبنان أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قيامة لبنان وقدرة لبنان وقوة لبنان، وهؤلاء الذين يلعبون بين الدولة والمقاومة خاسرون ومكشوفون. كان الأولى أن يتحدَّث لارسن عن الخطر الإسرائيلي، لقد مرَّر عبارة واحدة فيها إدانة للإنتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وهل إسرائيل تنتهك؟ أم أنها تعتدي وتدمِّر وتضرُّ وتخطف، إسرائيل هذه مشهورة بالإبادة والقتل والجرائم، لو كان هناك ذرة حياء أو أدب أو إنسانية عند هؤلاء المستكبرين في العالم، بل حتى عند مجلس الأمن، لحاكموا إسرائيل محاكمة لا تقوم منها إلى يوم القيامة، فإسرائيل التي أعدمت الفلسطينيين سنة 1948 هي التي قتلت محمد الدرة أمام وسائل الإعلام العالمية. إسرائيل هي المجرمة وهي الخطر في منطقتنا، إذا كان البعض يعتقد أنه يضع علينا ضغوطات من أجل أن نتراجع عن مقاومتنا أو نتنازل عنها فهو مخطئ، فطالما زالت إسرائيل العدوة جاثمة على حدودنا فنحن سنبقى لها بالمرصاد لنمنعها من تحقيق مشاريعها، وستمتنع إن شاء الله.
لطالما قالوا لنا أن أمريكا هي النموذج، الحمد لله أن القشة التي قسمت ظهر البعير هي أزمة الرهن العقاري، التي أدت إلى هذه الصدمة المالية والانهيار المالي على مستوى العالم، وهذه خاتمة المطاف للمزيد من التنازل والتراجع. أنا لن أتنبَّأ ولكن أتحدث بالتحليل، أعتقد أن زمن السقوط الأمريكي قد بدأ بشكل فعلي، لأن أمريكا سقطت ثقافياً فلم تعد نموذجاً بعد تصرفاتها "الديمقراطية" والمؤيدة لحقوق الإنسان والتي ليس فيها من الديقراطية وحقوق الإنسان شيء، وبعد أعمالها العدوانية على الشعوب واحتلال العراق وأفغانستان، وقتل المئات من الناس من الأطفال والنساء والشيوخ، وبعد سقوط مشروعها السياسي الشرق أوسطي في منطقتنا، وأخيراً سقوط النموذج الاقتصادي. حقيقة يجب أن يبحث العالم اليوم عن نموذج جديد لحياته، نحن ندعو إلى التبصُّر بما يحمله الدين الإسلامي الحنيف لمصلحة الإنسان.
أما بشأن قرار فتح السفارتين اللبنانية والسورية، فهذا القرار هو خطوة إيجابية لمصلحة الدولتين اللبنانية والسورية، ويسدُّ الباب على المصطادين في الماء العكر، وعلى الذين يثيرون البلبلة بين لبنان وسوريا. وبوضوح، لبنان بحاجة إلى علاقات جيدة مع سوريا، وسوريا بحاجة لعلاقات جيدة مع لبنان، من مصلحة البلدين أن يتفاهما على أمور كثيرة، إقتصادية وسياسية وأمنية، لأنهما يواجهان عدواًّ مشتركاً واحداً هو إسرائيل، وعلينا أن نتفاهم كأصدقاء في مقابل هذا العدو، علينا أن نحرص أن لا يستخدم لبنان كمنصة إطلاق على سوريا، كما أن لا تكون سوريا سبباً لإضعاف لبنان. الوضع الطبيعي أن نستفيد من عوامل القوة لبعضنا من أجل أن نحمي وجودنا كلبنان وسوريا في مواجهة التحديات الإسرائيلية والأمريكية والدولية.
المعركة الإنتخابية قادمة إن شاء الله في شهر أيار 2009، بالنسبة لنا كمعارضة نعتبر أن عنوان المعركة الإنتخابية هو الرؤية السياسية الإجتماعية الإقتصادية للبنان القادر العادل لأبنائه جميعاً خارج الوصاية الأجنبية، هذا هو العنوان، ونعلم أنه يوجد مال إنتخابي بكثافة لشراء الضمائر والعقول، وسيكون في مستواه الأعلى في تاريخ الانتخابات النيابية اللبنانية بالنسبة للمبالغ التي دُفعت سنة 2005. هنا لا نقول للذين يبيعون ضمائرهم إلا أنكم تتحملون مسؤولية أي مستقبل للبنان، وكل ناخب هو شريك في مسار بلدنا، لذا نتركه مع ضميره، لأن منع الأموال غير ممكن فمساربها كثيرة، صحيح أن مجلس النواب وضع قانون يمنع كل مرشح أن يصرف أكثر من 150 ألف دولار على الانتخابات النيابية، لكن كل المصاريف التي تُصرف ابتداءً من الآن وقبل الآن لا علاقة لها لا بالترشيح ولا بالانتخابات كما يقولون، فهل الآن توقّدت الأحاسيس مع الناس الجائعة والمعذبة؟ لماذا هذه الأحاسيس لم تبرز قبل سنتين أو ثلاث؟ على كل حال سنعمل كحزب الله مع المعارضة أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها المقرَّر، وليختر الناس من يريدون، نحن نقبل بالنتيجة التي يقولها الناس من دون ضغط ومن دون إغراء ومن دون تشويش في الخيارات، وإن شاء الله يكون النجاح لمسيرة هذا البلد بعزة وكرامة.