بحضور مدير عام جمعية التعليم الديني الاسلامي الشيخ علي سنان والقائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت السيد حسانيان وحشد من الفعاليات السياسية والعلمائية والاجتماعية والتربوية، حيث تحدث باسم الناجحين التلميذ حسن محمد شويكاني، ثم كانت كلمة إدارة الجمعية ألقاها المدير المركزي لمدارس المصطفى (ص) الحاج محمد سماحة الذي هنأ الفائزين بدرجات مميَّزة على صعيد لبنان والمحافظات من تلامذة مدارس المصطفى (ص) في لبنان كما هنأ الأهل والمعلمين على تلك النجاحات التي تحقَّقت لهذا العام، ثم كانت كلمة راعي الحفل الشيخ قاسم، ومما جاء فيها:
المقاومة اليوم قطعت مرحلة الاتهام، ووصلت إلى مرحلة الحضور القوي والمؤثر والفعَّال، حتى إسرائيل تعترف للمقاومة بقوتها ووجودها، وأمريكا أيضاً تُعلن يوماً بعد يوم أنها فشلت في كل خططها لضرب المقاومة. اليوم أصبحت المقاومة في الضمير اللبناني والعربي والإسلامي، وأصبحت لكل حرٍّ وشريف، لها مكانة ولها سمعة. هذه الشمس المضيئة لم يعدْ بالإمكان إطفاؤها، لذلك اليوم لم نعد نهتم بأولئك الذين يتحدثون ضدَّ المقاومة زوراً وعدواناً، إذا سمعتم كلمات ضد المقاومة بشكل مسيء، ولم تسمعوا ردًّا منَّا عليهم، هذا ليس لأننا لا نستطيع الرد، ولكن لأننا لا نريد أن نردّ عليهم، هم لا يريدون الإساءة لنا فقط للإساءة، هم يريدون جرَّنا لنردَّ عليهم لأننا إذا رددنا على إساءاتهم يكبرون، ولكننا لن نردَّ عليهم ولو حشروا إسمنا ومقاومتنا وتكلموا وأهانوا، سنترك للناس لتقارن بين مقاومة تقول بالعمل وبعض الذين ينقُّون يوماً بعد يوم دون أن يكون لهم العمل، وعلى كل حال الناس يعرفون من يؤيدون ومن يعارضون وهذا هو رصيدنا. وإن ظنَّ البعض أنهم يمكن أن يؤثر على الواقع الطائفي في لبنان، ويعتبر أن هذا الواقع في قسم منه - يعني القسم الإسلامي - يتقبَّل المقاومة وفي القسم المسيحي لا يتقبَّل المقاومة، هذا غير صحيح، فاليوم المسيحيون يقبلون المقاومة ويؤيدون المقاومة كالمسلمين، لأنهم أدركوا أنها مقاومة وطنية للبنان ودُعِّم هذا الاتجاه بالتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث أصبح الدخول بيننا بعنوان المقاومة عصيًّا، فكلما تكلموا عن المقاومة خسروا لأن الناس مع المقاومة وليست معهم.
هذه المقاومة أصبحت مفخرة التاريخ ومفخرة المستقبل، وستؤثر على الواقع الاستراتيجي، أما أمريكا فأعتبر أنني لن أستطيع أن أعدِّد مواقع فشلها في المنطقة، أأتحدث عن أمريكا التي فشلت في العراق أو في فلسطين أو في مواجهة إيران أو في لبنان أو بالتحريض على الفلسطينيين، أم أتحدث عن أمريكا الفاشلة إقتصادياً والتي هزَّت النظام المالي في العالم، أم أتحدث عن أمريكا المكروهة، وقد خطر في بالي أن نقترح على موسوعة غينيس للأرقام القياسية أن يضعوا عنواناً اسمه "أكثر دولة مكروهة في العالم" وستكون أمريكا هي الأولى في الكراهية في العالم، أمريكا لم تعد هي الرمز فهي فاشلة في كل شيء، في السياسة وفي القتال وفي الاقتصاد وغيره، وكذلك ربيبتها إسرائيل، وهذا الانحياز الأمريكي لإسرائيل جعل أمريكا تبرز كرمز للبلاء. من هنا علينا في لبنان أن نعزِّز صلاتنا بجيراننا وبالدول المتعاونة معنا، يجب أن نقول بالفم الملآن: يجب أن تتعزَّز العلاقة اللبنانية السورية على أسس ثابتة لمنفعة لبنان ومنفعة سوريا، فلا تصدرنَّ أصوات من هنا وهناك لا فائدة منها، فإذا انتشر الجيش السوري على الحدود السورية ليمنع المهربين والسلاح وما شابه فقامت الدنيا ولم تقعد عند البعض، وصرَّح السوريون بأنها لدواعٍ أمنية، وصرَّح رئيس الجمهورية اللبنانية أنها لدواعٍ أمنية، وقالت فرنسا أنها على علم وقالت أمريكا بأنها مقتنعة أنها لدواعٍ أمنية، فلماذا يحرِّض البعض بلا فائدة، هذا لن ينفع، في النهاية علينا أن نتفاهم نحن والسوريون، وهؤلاء الذين لا يريدون التفاهم بسبب الماضي، ليقولوا لنا أين كانوا في الماضي، ومن الذي جلب الخيارات السلبية في الماضي على لبنان.
أما في العلاقة مع إيران، إيران اليوم دولة شرق أوسطية عظمى، تملك المال وتملك الموقع والتراث والتاريخ والقدرة، ومن الطبيعي أن نكون مع إيران وأن تكون علاقات دول المنطقة معها علاقات جيدة، هذا يُكسب دول المنطقة قوة كما يُكسب إيران قوة، إذا كان البعض يخاف من العلاقة مع إيران فهي مشكلته في خياراته، أما الحقيقة هي أن إيران أعططتنا ولم تأخذ منا، هي مع المقاومة ونحن معها على هذا الأساس، هي مع حقّ الشعب اللبناني ونحن معها على هذا الأساس، ولذا كل الفخر لمن يبني علاقة مع إيران، وسيكتشف البعض الذين تأخروا أنهم سيطلبون مواعيداً مع إيران لاحقاً، وأنا أعلم أن البعض من الذين طلبوا مواعيداً ولم تعطهم إيران هم الذين يصرِّحون ضد إيران، هي التي لا تريدهم، وليسوا هم الذين لا يريدون الذهاب إليها.
النقطة الأخيرة تتعلق بأجواء التهدئة المحلية، أعتقد أنه لم يعد هناك محلٌّ لأحد خارج التهدئة، والمصالحات التي تجري هي النتيجة الطبيعية لمؤتمر الدوحة وللظروف الإقليمية والدولية، ومن يغرِّد خارج السرب لن يسمعه أحد، ولبتدأ المنافسة الانتخابية، ونحن كحزب الله نقبل بنتيجة الانتخابات النيابية كيفما اختار الناس، وكائناً من كان الذي يختارونه، ونعلم أن الأموال ستُصرف على الانتخابات بشكل كبير جداً. أنا أدعو الناس أن يحكِّموا ضمائرهم، وأن يُعطوا أصواتهم بعيداً عن المال الانتخابي، ولن نستطيع أن نقول أكثر من هذا، لأن الذي يريد أن يدفع سوف يدفع، والذي يريد أن يبيع ضميره سوف يبيعه، لكن ليعلموا أن من يختارونه سيتحكم بمصيرهم، فليختاروا من لا يشتريهم بالمال ومن يُضحي أمامهم ويعمل في سبيل لبنان. وهنا أؤكد أننا ندعم الجيش اللبناني ودوره في حفظ السلم الأهلي ومواجهة الاحتلال، وندين كل محاولات الإعتداء عليه مهما كانت المبرِّرات، وعلينا جميعاً أن نلتفَّ حوله.