الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل تخريج منتدى "فتياتنا" الذي أقامه معهد سيدة نساء العالمين في مجمع القائم (عج) في 8/8/2008

يجب أن يكون معلوماًَ بأننا ننظر إلى إسرائيل بأنها خطر وجودي

ومما جاء فيها:

يجب أن يكون معلوماًَ بأننا ننظر إلى إسرائيل بأنها خطر وجودي، ولا ننظر إلى إسرائيل بأنها مجرّد كيان يعتدي بعض الاعتداءات ويمكن أن يرتدع. هذا الكيان الإسرائيلي الذي طرد الفلسطينيين من أرضهم، والذي سجَّل في تاريخه اعتداءات متكررة بالقتل والمجازر والجرائم البشعة، هذا الكيان يُشكِّل خطراً ليس فقط على فلسطين بل على المنطقة بأسرها، وإذا أردنا أن نعرِّف إسرائيل نعرِّفها بالاحتلال، واليوم نسمع من العدو الاسرائيلي اعتراضات وانتقادات على التسلُّح عند حزب الله، وأنا لن أعلِّق على ما يقوله هذا العدو، لكن هذا الصراخ الكبير يُخفي من ورائه محاولة إبراز مظلومية عند إسرائيل، وكأنها لا تملك شيئاً وغيرها يُهدِّدها، وهي التي تملك أشياء كثيرة وتهدِّد دائماً، فبدل أن تصرخ إسرائيل عليها أن تُجيب العالم: لماذا يأتي طيرانها يومياً ويخرق الأجواء اللبنانية أكثر من عشرين مرة، ألا يشكِّل هذا خطراً وعدواناً واعتداءاً على لبنان وأهل لبنان، بدل أن تدَّعي إسرائيل أنها مظلومة، هل تستطيع أن تجيب العالم: لماذا تمتلك أسلحة نووية؟ في الوقت الذي تعترض فيه على إيران عندما تريد أن تحصل على النووي السلمي من أجل الكهرباء والأمور الأخرى الحياتية المدنية، هل يمكن أن تجيب إسرائيل عن سبب اعتداءاتها المتكررة خلال السنوات الماضية؟ ألم تكن هي المباشرة لاحتلال أراضٍ من لبنان وللاعتداء على لبنان حتى نشأت المقاومة وواجهت إسرائيل؟ ما الذي تريده إسرائيل؟! تريد أن تقول للعالم أنها مظلومة وهي المعتدية، هذا أمر لن ينطليَ علينا، وبالتالي ستبقى إسرائيل معتدية حتى لو ذرفت الدموع، وحتى لو ادّعت أنها ضعيفة أمام العالم.

بكل صراحة، لو لم تكن المقاومة الإسلامية موجودة في لبنان في مواجهة إسرائيل في هذه الحقبة الزمنية التي امتدَّت من سنة ما قبل 2000 بقليل إلى هذه الفترة، لما استطعنا أن نهزم إسرائيل بإخراجها من لبنان أو بمنعها من تحقيق أهدافها ولما تحرّر أسرانا وجثامين الشهداء من البلدان العربية المختلفة من قبضة إسرئيل المعتدية، لولا المقاومة وشعب المقاومة وجيش المقاومة لما استطعنا أن نحرِّر الأرض في 25 أيار سنة 2000، ولا في مواجهة عدوان تموز 2006، ولا في مواجهة عملية الرضوان العظيمة التي حصلت في سنة 2008، هذا كله ببركة المقاومة، هذه المقاومة هي ضرورة، فلو لم تكن هذه المقاومة موجودة لكان يجب إيجادها، أمَّا وهي موجودة فيجب تقويتها وتعزيزها من أجل أن نواجه الأخطار الإسرائيلية التي لم تتوقّف، ولن تتوقّف إلاَّ إذا رأت في مواجهتها من يتصدى ويدافع في مواجهة السلاح بالسلاح، وفي مواجهة القوة بالقوة.