الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في اللقاء السياسي العلمائي الذي أقامه القسم الثقافي في البقاع في 13/4/2008

الموالاة في لبنان ليس لها قرار ولا تستطيع أن تتجاوز الموقف الأمريكي

أمريكا ليست مستعجلة على حلٍّ في لبنان يحقِّق الشراكة، وعندما تكون بين أمرين، إما الشراكة بين الموالاة والمعارضة وإما بقاء حكومة السنيورة، فأمريكا مع بقاء حكومة السنيورة ولو طال الزمن وتجاوز وقت الانتخابات النيابية، إضافة إلى ذلك فالموالاة في لبنان ليس لها قرار ولا تستطيع أن تتجاوز هذا الموقف الأمريكي، بل كل الحركة التي نراها في المنطقة العربية هي مسقَّفة بالسقف الأمريكي ولا تستطيع أن تتجاوزه، لذا من يعتبر أن المشكلة هي مشكلة لبنانية سورية واهم، لأن المشكلة أمريكية لبنانية، وهؤلاء الأمريكيون يفكرون بمصلحة إسرائيل ويعتقدون أن المشاركة في لبنان ستوجد توازناً يحمي لبنان أمام الأعاصير الاسرائيلية ومنها إعصار التوطين، ولا تريد أمريكا أن تحقق للبنان إنجازاً يمكن أن يُستخدم لمنع التوطين، أو يمكن أن يُستخدم لمنع امتداد المشروع الاسرائيلي في الداخل اللبناني، من هنا فالأزمة طويلة لأن أمريكا تُطيل من عمرها، والموالاة في لبنان يضيِّعون الوقت، وهم لا يملكون حلاًّ، وإذا أرادوا أن يقولوا لنا كما للعالم بأنهم تقدموا خطوة للأمام بقبولهم برئيس توافقي نقول لهم: لولا أن الرئيس التوافقي ضرورة لكم ومعبر إلزامي، تعتقدون أنه يساعدكم على السيطرة لما وافقتم عليه، إضافة إلى ذلك الدستور لا يسمح لكم بالانتخاب من دون المعارضة، فأنتم بحاجة للاتفاق مع المعارضة، فآثرتم أن تقبلوا بهذا الموقف فقط، لأنكم تعتقدون أنه بعد انتخاب العماد سليمان يمكنكم تجاوزه، وفعل ما تريدون في اختيار الحكومة التي تريدون، وقانون الانتخابات الذي تريدون، وتسيطرون على البلد، فأنتم بحاجة للرئيس التوافقي كمعبر لمشروعكم، بينما نحن نريد الرئيس التوافقي كجزء من حلٍّ متكامل على رأسه الحكومة وقانون الانتخابات من أجل أن نحصِّن البلد، ومن أجل أن نعمل معاً، لكننا نعذر الموالاة لأنهم لا يملكون القرار ويجب أن ننتظر التطورات مع أمريكا في العراق وفلسطين والمنطقة لنرى الحل، وبوضوح أكثر المشكلة ليست مشكلة عربية عربية ولا سورية لبنانية ولا عربية لبنانية، بل المشكلة أمريكية لبنانية وعربية تتعلَّق بالمشروع الاسرائيلي الذي يعتبر أن بوابة لبنان تساعد على تثبيته كما يريد، هذه هي المشكلة الأساسية وهي واضحة جداً بالنسبة لنا، وبالتالي فالتغييرات معقَّدة وصعبة.