برعاية نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كرمت جمعية التعليم الديني الإسلامي ومدارس المصطفى (ص) ثمانية وستون معلماً ومعلمة وعاملاً ممن امضوا عشرين عاماً من العطاء والعمل في التعليم الديني والمدارس والإدارة في دوائر التعليم الديني في لبنان وذلك باحتفال كبير اقيم في قاعة الجنان - طريق المطار بحضور راعي الحفل إضافة لمدير عام الجمعية الشيخ علي سنان ومدراء المؤسسات التعليمية والتربوية والجمعيات والبلديات والفعاليات السياسية والعلمائية والاجتماعية إضافة لممثل سفارة الجمهورية الإسلامية .
وبعض عرض لفيلم خاص بالمناسبة عن إنجازات الجمعية تكلم باسم المكرمين الأستاذ محمد علام مقدماً الشكر لإدارة الجمعية على هذه المبادرة الكريمة وواعداً باسم العاملين للاستمرار في تقديم الأفضل لإنجاح الأهداف الكبرى لتقدم المجتمع وأبنائه , كما تكلم مدير عام الجمعية الشيخ علي سنان استعرض فيها لسيرة المكرمين وعطاءاتهم منوها بروح المسؤولية والبذل في أعمالهم وتضحياتهم لرعاية الأجيال وتقديم النموذج المؤمن المتعلم المتحلي بالوعي والقادر على تقديم كل الخير والتقدم للمجتمع.
ثم ألقى راعي الحفل الشيخ قاسم كلمة هنأ فيها المكرمين والجمعية ومدارس المصطفى على ما قدموا وأثروا المجتمع من أجيال مؤمنة مجاهدة والتي رفدت العمل العام ومسيرة المجاهدين في ساحات الشرف والمقاومة وقدمت النماذج من الشهداء في سبيل الله ثم تطرق الشيخ قاسم للأوضاع السياسية في البلاد فجاء في كلمته :
في مسألة القمة العربية وما احاط بها فقد كان مشهد جماعة السلطة في التعاطي مع القمة العربية مشهد مضحكا" مبكيا" في آن معا" وكأنهم يلعبون لعبة إسقاط الموقع السوري العربي من بوابة حركاتهم الصبيانية الموجودة في لبنان .فراهنوا في البداية أن لا تنعقد القمة أصلا" او أن تؤجل فلم تؤجل وانعقدت ,ثم راهنوا ان لا تقدم دعوة للبنان فيحركون المشاعر العربية بان لبنان أُهمل فأرسلوا إليهم الدعوة ,ثم راهنوا بعد ذلك أن تكون المقاطعة من بعض رؤساء العرب سببا" لموقع حساس وأساسي للبنان فقاطع من قاطع وسارت القمة وبقي لبنان خارجها ,أي أن لبنان اخرج من القمة بدل أن تخرج سوريا من هذه القمة أو تخرج القمة من الانعقاد.
وهنا قد أخالف بعض من اعتبر موقف السلطة بأنه مؤثر وحساس وعظيم, بالعكس هذا الموقف له دلالات أربعة:
أولا" هو يدل عن عجز الحكومة اللبنانية غير الشرعية من ان تمثل لبنان وبالتالي القرار الذي اتخذته هذه الحكومة كان منسجما" مع عجزها وبالتالي لا يمكنها ان تذهب وهي غير صفة دستورية وغير صفة تمثيلية ولا تستطيع ان تتحدث عن اللبنانيين ولذا اعتبر أن هذا القرار منسجم مع الواقع اللبناني.
ثانيا" نفذت هذه الحكومة القرار الأمريكي الذي قاتل بلبنان وأراد ان يستخدمه من اجل الضغط على سوريا ,علما" ان أوراق جماعة السلطة في لبنان أصبحت بالية ولم تعد قادرة على الضغط وبالتالي هي مهترئة تعاني من امراض كثيرة تحتاج الى ترميم نفسي وسياسي وعملي.
ثالثا" أصبح واضحا" ان هذه الحكومة الغير شرعية تريد ان توتر العلاقات مع سوريا ,وكلما لاح في الأفق مجال لتصويب هذه العلاقة ,يمانعون لأنهم يعلمون بان عودة العلاقات اللبنانية السورية الى طبيعتها ستصوب المسار في لبنان ,وفي العلاقات بين لبنان وسوريا وستنهي مشكلة كبيرة في المنطقة .
رابعا"وضعت هذه الحكومة الغير الشرعية لبنان في مهب رياح الخلاف العربي- العربي ,وكان من المفروض ان تتساءل هذه الحكومة الغير الشرعية لماذا لم يقاطع بعض العرب حضورهم في هذه القمة وحضروا بمستوى من المستويات واستخدموا لبنان فقط من خلال هذه الجماعة كي لا تحضر في هذه القمة .هذا يعني أنهم يدركون مصالحهم في ان تنعقد القمة بشكل من الأشكال لكن لا يسألون عن مصلحة لبنان ولا عن مكانة لبنان .وأكد الشيخ نعيم قاسم اننا نسجل لهذه القمة العربية انها القمة التي خالفت القرارات الأمريكية والضغوطات الأمريكية وهذه مكرمة لهذه القمة العربية بصرف النظر عن النتائج الأخرى وهذا إثبات بأننا اذا وقفنا مع بعضنا بإمكاننا ان نفعل شيئا" وان نرغم أمريكا على أشياء.
أما بالنسبة لترميم الحكومة ,سمعنا منذ أسبوعين نغمة المواقف الجبارة والكبيرة التي ستأتي بعد القمة العربية من جماعة السلطة ,ومنها ترميم الحكومة ,علما" ان هذه الحكومة الغير شرعية لا أصالة ولا ترميما" معترف بها , وبالتالي لا معنى لها لا وهي في هذا الشكل ولا بأي شكل آخر .
ثانيا" عندما يدخلون في عملية الترميم فيضيفون بعض النواب او بعض الوزراء إليها هذا يعني انهم لا يريدون حلول التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية ,هم يريدون إبقاء هذه الحكومة وتنشيط هذه الحكومة وإلغاء موقع رئاسة الجمهورية وتجاوز الحل الطبيعي . ترميم الحكومة يعني لا يريدون الحل وفق المبادرة العربية هذا يعني إسقاط المبادرة العربية التي تضع في رأس مشروعها انتخاب رئيس توافقي للجمهورية .هم يفكرون بكل شيء الا حكومة الوحدة الوطنية والا بقانون انتخابات عادل والا بالشراكة بيننا وبينهم ,فليعلموا للمرة الالف نحن نعلم ان بينهم فئة متضررة من اي حل وفئة أخرى لا تريد ان تنفذ شيئا" بعيدا" عن الإرادة الخارجية وهي ملتزمة بهذه الإرادة الخارجية وبالتالي ان تسويفهم سيطيل عمر الازمة ,بإمكانهم أن يطيلوا عمر الأزمة, لكن ليس بإمكانهم ان يقدموا اي حل ليس فيه مشاركة .واعلموا ان الحكومة الغير الشرعية هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل مصائبنا في البلد ,هي معنية بغلاء المعيشة وهي المعنية بالتدهور الاقتصادي بالانهيار السياسي وبالمشكلة الأمنية وهذه الحكومة الغير الشرعية تتحمل كاملة عن كل مصائب البلد .واذا أرادت ان تحل المشكلة فنحن نمد اليد على الشراكة ولا حل من غير شراكة ولو تدخل الأمريكيون وبعض العرب .
واكد سماحة الشيخ قاسم ان أصبح للبنان شخصية مستقلة ومميزة يستطيع معها ان يرفض وان يقبل ويستطيع معها ان لا يكون ساحة للآخرين يعبثون بها ,لبنان المقاومة هو لبنان الصمود والتصدي والإباء والعزة ولبنان في المقاومة هو لبنان الساحة الذي لا يملك شخصية ولا يملك دورا" بعد ان لمسنا بأيدينا ومن خلال رؤيتنا المباشرة ما تحقق للبنان من انتصارات وعزة وعظمة لن نتراجع الى الوراء ,لقد اثبت لبنان مكانته بمقاومته عندما استطاع ان يوقف مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان .لبنان لا يمكن ان يكون لا اليوم ولا في المستقبل بوابة للشرق الأوسط الجديد ما دام فيه مقاومة وستبقى هذه المقاومة ان شاء الله تعالى .
وتساءل الشيخ قاسم لماذا يسيئون الى نبي الإسلام محمد (ص) وهو خاتم الأنبياء في الوقت الذي لا يناقشون فيه لا أطروحاته ولا قناعاته ولا يناقشون مضمون الإسلام العظيم بل يأتون بالرسوم ويعملون لإنشاء القصص والأفلام التي تسبب الإساءة والشتائم بعيدا" عن اي نقاش عقلي او علمي رزين.ونحن ندعو الدول الأوروبية ان تكون جادة في مواجهة هذا الاعتداء على المسلمين ومقدساتهم من خلال الإساءة للنبي (ص)بمعاقبة أولائك المعتدين على حريات الآخرين وعلى عقائد الآخرين .وكذلك ندعو مجلس الأمن وهذه مسؤولية الدول الإسلامية ان تضغط في هذا الاتجاه لإصدار تشريعات تمنع الإساءة للرسل والأنبياء .
بعدها قام الشيخ قاسم والمدير العام الشيخ علي سنان بتقديم الدروع التذكارية والهدايا على المكرمين وأقيم حفل كوكتيل في نهاية الحفل