الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الندوة التي أقامتها المستشارية الثقافية الإيرانية في الذكرى التاسعة عشر لانتصار الثورة الإسلامية في إيران تحت عنوان: "دور المرأة في الانتصار" في 7/2/2008

نحن نعتبر أن إيران خطت خطوة في دعم حركات التحرُّر في العالم من منطلق مبدئي لم تخطوها البلدان الأخرى، فكثير من البلدان تعاملت مع حركات التحرر كعملاء، يعني يقرِّرون لهم أن يقاتلوا ويقرِّرون لهم أن يتوقَّفوا، أما إيران فدعمت حركات التحرُّر في المنطقة لتأخذ حركات التحرُّر قراراتها بمعزل عن إيران تماماً، وهذه نقطة إيجابية عظيمة سلكتها إيران في دعم حركات التحرُّر، وكنَّا كحزب الله من حركات التحرُّر التي دعمتها إيران

بحضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد رضا شيباني والمستشار الثقافي السيد محمد حسين رئيس زاده والقائم بأعمال السفارة الإيرانية السيد مجتبى فردوسي بور وحشد من الفعاليات النسائية، ومما جاء فيها:

نحن نعتبر أن إيران خطت خطوة في دعم حركات التحرُّر في العالم من منطلق مبدئي لم تخطوها البلدان الأخرى، فكثير من البلدان تعاملت مع حركات التحرر كعملاء، يعني يقرِّرون لهم أن يقاتلوا ويقرِّرون لهم أن يتوقَّفوا، أما إيران فدعمت حركات التحرُّر في المنطقة لتأخذ حركات التحرُّر قراراتها بمعزل عن إيران تماماً، وهذه نقطة إيجابية عظيمة سلكتها إيران في دعم حركات التحرُّر، وكنَّا كحزب الله من حركات التحرُّر التي دعمتها إيران، ونحن نفتخر بذلك، وأقول لكم أننا أخذنا من إيران ما نريده لوطننا وشعبنا، ولم تأخذ إيران منَّا شيئاً، ولو مدَّت الدول الأخرى يدها لتُعطينا لأخذنا إذا كان العطاء من دون شروط، ولكنهم حجبوها عنَّا كي لا نكون مقاومة بينما أعطتنا إيران ولم تسألنا عن شيء، فكنَّا نصنع سيادتنا بإرادتنا، نحن حرَّرنا الجنوب من أجل لبنان لا من أجل إيران، وحرَّرنا إرادة الشعب اللبناني من أجل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وحرَّرنا قرارنا كي لا نكون أتباع لا لأمريكا ولا لأوروبا ولا لإسرائيل ولا لغيرهم، وفي كل هذا المسار لم تطلب إيران منَّا شيئاً، إذاً ما ذنبها؟ ذنبها أنَّنا أعجبناها في مقاومتنا فدعمتنا بدعم حقِّ الشعوب بالإستقلال. أنا أقول لكم: إذا كان البعض ينزعج من هذا ويعتبر أنه يتَّهمنا بتلك العلاقة مع إيران، أقول لكم إتَّهمونا في كل يوم أننا في علاقة مع إيران، فهذا بردٌ وسلامٌ علينا لأننا نفتخر بهذه العلاقة، وأن نكون على علاقة مع إيران فهذا مفخرة، أمَّا أن تكونوا على علاقة مع أمريكا فهذه مفسدة وانحراف وإساءة، لأن من كان مع إيران يرفع رأسه، أمَّا من كان مع أمريكا فيمسح أحذيتها ومشاكلها وعقباتها، ويكون أداة لها ، وبالتالي نحن مع إيران أعجب البعض ذلك أو لم يُعجب، فإذا اتَّهمتم أن العرب يلتقون مع الفرس، ومن قال لكم أنهم ينزعجون إذا قلتم أنهم فرس، فهم فرسٌ في سبيل الله تعالى ونحن عربٌ في سبيل الله تعالى، فأهلاً للعلاقة العربية الفارسية في المقاومة وفي التحرير والنصر.

للأسف هم لم يتعوَّدوا أن يكونوا أصحاب كرامة وأصحاب شأن، لماذا ينزعجون من قوة حزب الله في لبنان، وهل استخدم حزب الله قوته إلا للتحرير في سنة 2000 وللإنتصار في سنة 2006 وللدفاع عن كرامة لبنان ومعنويات لبنان؟ لماذا ينزعجون من قوة حزب الله ولا ينزعجون من قوة إسرائيل وعدوانها وخطرها وهم يرَونها أمامهم، فهل يا ترى وُعد البعض أمريكياً بأن ترأف به إسرائيل بطريقة أو بأخرى. نحن هنا نعتبر أنَّ استمرارنا في طريقنا وفي خطِّنا هو استمرار لمقاومتنا وإرادتنا، وليعلم من يبحث عن السرّ أن سرَّ قوتنا أننا مستقلُّون وأننا مؤمنون وأننا نثق بشعبنا أنه يحمل الخير الكثير، ولذا هذا النموذج لا يمكن أن يُهزم، وأقول لهم أنكم مهما حاولتم، ومهما فكَّرتم ، إذا لم تعملوا للمشاركة في لبنان فليس أمامكم أيُّ حلٍّ، هذه المقاومة التي انتصرت على الجبروت الإسرائيلي، فإمكانها أن تنتصر بسهولة على بعض الذين ينطقون نيابة عن الآخرين لأنهم مكلَّفون بالنطق، وعلى كل حال أعذرونا إذا لم نردّ على كل اللذين يتحدَّثون عنَّا، لأننا أحياناً نرى في كلامهم ما يسعدنا ويُريحنا، فأخطاؤهم تدلُّ عليهم وحدها، وكلماتهم تُسيء إليهم وحدها، فإذا كانت الإساءة منهم وفيهم، فلماذا نتدخَّل لنخفِّف عنهم، بينما مقاومتنا تكلَّمت أو لم تتكلَّم، فهي نور يسري بين الناس، ويكفي أنكم أنتم جمهور المقاومة ، ولنا الفخر أن يكون جمهور المقاومة من أمثالكم حتى لو ابتعد البعض ممَّن لا يشرِّفنا أن يكون معنا.