الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة الثامنة من ليالي عاشوراء 1429 في منطقة حوض الولاية 16/1/2008

في لبنان مهاترات ومماحكات تنسجم مع بعض المهاترين والمماحكين، نريد أن نرفعهم إلى المستوى الأعلى، ولكن هم يريدون البقاء في المستوى الأدنى للأسف، من الذي يريدونه منّا، هم يريدون أن يجرُّونا إلى مواقف تخدم مشروعهم ظناً منهم أنها تمرّ علينا، هم يريدون أن ننتخب الرئيس وبعد ذلك نتفاهم

(...)، في لبنان مهاترات ومماحكات تنسجم مع بعض المهاترين والمماحكين، نريد أن نرفعهم إلى المستوى الأعلى، ولكن هم يريدون البقاء في المستوى الأدنى للأسف، من الذي يريدونه منّا، هم يريدون أن يجرُّونا إلى مواقف تخدم مشروعهم ظناً منهم أنها تمرّ علينا، هم يريدون أن ننتخب الرئيس وبعد ذلك نتفاهم، أنتم لا تريدون التفاهم، ولا تريدون الحق، ولا تريدون إعطاءنا ما نستحق، وتأكدوا لو كان الدستور اللبناني يعطيهم صلاحية أن ينتخبوا كما يريدون لانتخبوا منذ زمنٍ بعيد، ولا جميل لأحد في عدم إقدامهم على ذلك، ويقولون أنتم تعطلون ، وأنتم لا تلتزمون، فأنتم يا جماعة 14 شباط ألا تعطلون وتخالفون الدستور؟ الدستور يقول لكم بالتوافق ، ولنا عدد من النواب يعطينا صلاحية أن نكون جزءاً من الحل، وأنتم جزء من الحل، إذاً لا بدَّ من الجزأين أن يجتمعا ، وحدكم لا تستطيعون الحكم، ووحدنا لا نستطيع أن نحكم ولا نريد ذلك، وبالتالي أيُّ حلٍٍ تبحثون عنه لا نكون جزءاً منه لن يكون حتى ولو طال الزمن ، لأننا نعتقد أننا إذا سلَّمناكم رقابنا ورقاب هذه البلد فإنكم ستسيؤون أيضاً وأيضاً، وستتورطون مع الأجنبي والأمريكي في التزامات لا قدرة للبنان على أن يتحملها، لذا رحمة بكم وبلبنان نحن لا نسلمكم ونحاول أن ندعوكم إلى الحل الصحيح وندعوكم إلى التفاهم.

اليوم نسمع بعض الأصوات تقول: كل ديمقراطيات العالم تحكم فيها الأكثرية في مقابل الأقلية، هذا صحيح، ولكن ديمقراطية لبنان أنتم سميتموها توافقية ، والدستور لا يسمح، وحيث يسمح الدستور بحكم الأكثرية مقابل الأقلية في دساتير العالم يحصل هذا الأمر، وبما أنه في لبنان لا يسمح فلا يحصل هذا الأمر ، إذاً هذه المقارنة لا معنى لها. البعض يعطينا نصائح :بأن عليكم أن تسلموا للأكثرية ، لماذا ؟ ووفق أي قاعدة؟ وفق قواعد أخلاقية أو وفق قواعد دستورية؟ إذا كان وفق القواعد الأخلاقية فنحن نحتاج إلى من يطمئننا، أمَّا إذا كان وفق القواعد الدستورية فلا قدرة لهم أن يحكموا وحدهم، إذاً عليهم أن يكونوا موضوعيين، ونحن موضوعيون لا نطالب أكثر من حقنا.

إن أردتم حسب التمثيل النيابي فعددنا في المجلس النيابي مقابل 30 وزيراً تكون حصتنا 13.6، والله يسامحكم بـ 0.6 ونحن نقبل بـ 13، وأنتم حصتكم أقل من حقكم 16.4، ونزيد لكم 0.6 فتصبحوا 17، إذا طالبنا بـ 13 وأنتم أخذتم 17 ألا نكون منصفين بأننا نعطي وفق التمثيل النيابي، هذا هو الإنصاف، يقولون: لكن أين حصة رئيس الجمهورية؟ لا مشكلة نعطي منّا وتعطون منكم بشكل متوازن يؤدي إلى أن يكون لرئيس الجمهورية دور بحسب صلاحياته في الدستور، لماذا تأخذون رئيس الجمهورية ذريعة لتمنعوننا من الثلث الضامن.

نحن نقول لكن خذوا أنتم ما تستحقون وأعطونا ما نستحق ولا تلعبوا ألاعيب مكشوفة بشكل واضح، فنحن لا نطمئن لكم، لذلك لا تأتوا من الشباك ومن الطريق الخلفي، لنكن واضحين نحن نريد أن يكون هناك ضمانات دستورية لأننا لم نعد نثق لا بالضمانات الشفوية ولا بالضمانات السياسية، أخذنا ضمانات كثيرة من هذا النوع ولم تطبَّق، لأننا وللأسف لا نتعامل مع أشخاص يلتزمون مع تعهداتهم، بينما نحن لم نعطِ تعهداً لأحد إلاَّ وثبتنا عليه، فبعض الإشكالات علينا اليوم من جماعة 14 شباط أنهم ليسوا مصدقين أنه لحد الآن ما زال التحالف بين حزب الله وتيار الوطني الحر صامداً رغم كل الصعوبات والعقبات، نعم لأنه عندنا شرف وكرامة ومن كان عنده شرف وكرامة يلتزم عند اتفاقاته في أصعب الظروف، ولا يترك فريقه أو من تحالف معه واتفق معه عندما تأتيه مكاسب لا طعم لها ولا معنى لها إلاَّ المنافع الذاتية، نحن قومٌ نحترم تعهداتنا ، وبالتالي لم نعد نثق بأولئك الذين لا يحترمون تعهداتهم، وعليهم أن يطمئنونا بطريقة دستورية.

واليوم يهددوننا بالتدويل ، عليكم أن تهددوننا بالوضع الشعبي، يعني أنكم أقوياء شعبياً فنقبل ذلك، هددونا أن عدد النواب بحوزتكم يستطيع أن ينجز المعادلة التي تريدونها فهذا منطقي، هددونا بشيك لبناني تملكونه، ساعة تهددوننا بأمريكا وأخرى بمجلس الأمن، وساعة تهددوننا بإسرائيل، وساعة تهددوننا بالإرادة الدولية، وهذا يعني أنكم ضعفاء ، لأنكم لو كنتم أقوياء لما كنتم بحاجة لتهديدنا بكل العالم ليضع رأسه برأسنا ، وللعلم رأسنا أكبر من رأس كل العالم وسيكتشف أن التهويل العسكري لم ينفع فهل ينفع التهويل السياسي، وأن الجحافل العسكرية لم تُثمر ولم تحقِّق الجحافل السياسية شيئاً . أنا أطمئنكم أنه إذا لم تعودوا إلى رشدكم وإذا لم نتفاهم مع بعضنا البعض فلا توجد قوة على الأرض يمكن أن ترغمنا التنازل عن حقنا، فحقنا واضح بالدستور وبمجلس النواب وبالواقع الشعبي وبتجربتنا السيادية في لبنان، ففتشوا عن طريق آخر إذا أردتم الحل وفق القواعد التي نتفق عليها ، وإلاَّ فأنتم المسؤولون عن أي خراب وعن أي مشاكل وعن أي تعطيل، ونحن صابرون محتسبون عند الله تعالى.